كان لافتا إعلان انضمام الباحث والمفكر الشيعي، إدريس هاني، إلى حزب "الحركة الديمقراطية الاجتماعية، رفقة شخصيات إسلامية أخرى التحقت بدورها بحزب "النخلة"، حيث تساءل البعض إن كان هذا الحزب، الذي يصفه البعض بالمقرب من السلطة، سيتحول إلى منصة تحتوي الطيف الشيعي بالبلاد. وإذا كان التحاق الشيخ عبد الكريم الشاذلي، أحد أشهر معتقلي ما اصطلح عليه أمنيا وإعلاميا بالمغرب "السلفية الجهادية"، والذي أدين ب30 سنة سجنا على ذمة قانون الإرهاب، قبل أن ينال عفوا ملكيا بعد قضائه 8 سنوات، لم يثر الكثير من الجدل، فإن انضمام شخصية شيعية معروفة للحزب يطرح سؤال ما إذا وجد شيعة المغرب الحزب الذي سيحتويهم. ويؤكد في هذا الصدد، عصام حميدان الحسني، عضو "مؤسسة الخط الرسالي للدراسات والنشر"، في تصريحات لجريدة هسبريس، أنه "من حق أي مواطن مغربي، أيا كان معتقده الشخصي أن ينخرط في أي حزب سياسي مغربي، يراه معبرا عن توجهاته وقناعاته"، وفق تعبيره. وأبرز الحسني أن "الأحزاب السياسية وفقا للقانون المغربي، لا تقوم على أساس ديني، أو عرقي، أو أي شكل من أشكال التمييز، وإلا عدت باطلة"، مؤكدا أن أنه "لا توجد هناك مشكلة في التحاق سلفي أو شيعي أو صوفي لحزب سياسي مادام إطارا يشتغل على أساس تدبير الشأن العام للمواطنين بعيدا عن أي اعتبارات شخصية للعضو". وشدد المتحدث ذاته على أنه "ليس من شأن أي حزب سياسي أن يسائل العضو، إن كان يصلي سدلا أو قبضا، أو أن يعتقد بأفضلية هذا الصحابي أو ذاك، فهي أمور شخصية لا تلزم إلا صاحبها، وليست من اختصاص أي حزب سياسي البث فيها" على حد قول حميدان. وخلص الناشط إلى أنه "لا يرى أي مشكلة في التحاق أي فرد، أيا كانت قناعاته الدينية والمذهبية بأي حزب سياسي في البلاد، يراه معبرا عن قناعاته وطموحاته وأفكاره ومرجعياته، لأنه يكون مشاركا في الحزب السياسي بصفته المواطن،ة لا بصفته الدينية أو المذهبية". ومن جهته أورد عبد الكريم الوزاني، ناشط شيعي على الشبكة الافتراضية، في تصريح لهسبريس، بأن أمر التحاق هاني، بصفته مُنظرا شيعيا لا يشق له غبار"، وفق تعبيره، بحزب سياسي أمر كان مرتقبا ولا يحمل أية مفاجأة، بالنظر إلى كونه كان يبحث دوما عن إطار سياسي يشتغل فيه". وتابع المتحدث بأن المفاجأة بالنسبة له ليست في التحاق هاني تحديدا بحزب سياسي مغربي، باعتبار أن القانون المغربي يمنع تأسيس حزب له خلفية عقدية أو دينية، ولكن المفاجأة تكمن في اختيار من يسميه البعض "الزعيم الروحي" للشيعة المغاربة حزبا رضع من ثدي الإدارة، وصعد نجمه بقوة في عهد الراحل البصري، قبل أن يلفه النسيان بعد ذلك". ودافع ناشط شيعي آخر، طلب عدم الكشف عن هويته، في تصريح لهسبريس، عن حق هاني وغيره من شيعة المغرب في الانضمام إلى حزب "النخلة"، أو غيره من الأحزاب السياسية، مؤكدا أن العمل في النور والضياء أفضل من الكولسة والتآمر في جنح الظلام" على حد تعبيره. ويُصنف حزب الحركة الديمقراطية الاجتماعية على أنه من أحزاب الوسط اليميني المغربي، تم تأسيسه سنة 1997 على يد رجل الأمن السابق، محمود عرشان، والذي كان مثار جدل حقوقي سابق، بعد أن انشق عن الحركة الوطنية الشعبية، وحصل حينها على 32 مقعدا برلمانيا، كما لم يسبق له أن شارك في الحكومة.