لا تكاد قضية تجسس مخابرات الولاياتالمتحدةالأمريكية على دول العالم تطوى، حتى يعود العميل السابق وكالة الامن الوطني الأمريكية إدوارد سنودن للكشف عن وثائق جديدة لعمليات تجسس قادتها المخابرات الأمريكية، آخر هذه الوثائق كانت تلك التي نشرتها قناة CBC NEWS الكندية والموقع الأمريكي The Intercept حول عملية تجسس استهدفت هواتف مواطني العديد من الدول من بينها المغرب. وظهر المغاربة على قائمة المستهدفين من عملية التجسس، التي قادتها المخابرات الأمريكية بمعية أربع دول أخرى هي بريطانيا وكندا وأستراليا ثم نيوزيلاندا، ما جعل الوثائق تطلق على المشرفين على العملية اسم "العيون الخمسة". وحاولت أجهزة مخابرات الدول الخمس أن تهاجم برنامج تحميل التطبيقات الإلكترونية التابع لغوغل، ونفس الأمر بالنسبة لبرنامج سامسونغ للتطبيقات، وكان هدفهم من وراء محاولة الاختراق هو القدرة على تتبع جميع الهواتف الذكية لمواطني الدول المستهدفة. وجاء المغرب إلى جانب عدد من الدول الإفريقية كما هو الحال بالنسبة للسودان والسنغال في لائحة الدول المستهدفة، بالإضافة إلى الدول الأوروبية في مقدمتها فرنسا التي كانت هي الأخرى مستهدفة بهذه العملية التي أطلق عليها "Irritant Horn "، والتي تتميز بكونها عملية التجسس الأولى التي يكشف عنها إدوارد سنودن، والتي شاركت فيها أجهزة مخابرات دول أخرى إلى جانب مخابرات الولاياتالمتحدةالأمريكية. وكانت أجهزة المخابرات المتورطة تهدف من وراء هذه العملية أن تقوم انطلاقا من برامج تحميل التطبيقات الأكثر شهرة في العالم بالحصول على المعلومات الشخصية للأفراد المستهدفين وتجميع جميع المعطيات عنهم بالإضافة إلى تحديد مواقع تواجدهم. وتفيد الوثائق السرية المعلن عنها مؤخرا، أن الهدف من عملية التجسس هو "محاربة الإرهاب" وتتبع الأشخاص الذين يشتبه في انتمائهم لجماعات جهادية، بيد أن التقرير لم يكشف هل تمت فعلا هذه العملية أم أنها بقيت كمشروع دون أن يجد طريقه للتطبيق. هدف آخر كان وراء هذا البرنامج وهو أن الأجهزة المخابراتية المشاركة في العملية كانت تخشى من اندلاع ربيع عربي جديد، وكانت تحاول معرفة إمكانية قيام حركات احتجاجية جديدة في العديد من الدول خصوصا الإفريقية منها.