يعتبر الجواسيس الجزائريون الموجهون ضد المصالح المغربية نشيطون جدا بإسبانيا وفرنسا والولايات المتحدةالأمريكية وذلك منذ ترأس الجنرال محمد مدين (توفيق) المخابرات الجزائرية. وقد حرص الجواسيس الجزائريون على كل حركات وسكنات المغرب الدبلوماسية للانقضاض على هفوة أو فرصة تتاح لهم. كما عملت المخابرات الجزائرية على تشجيع وتمويل ونشر أكثر من 70 مؤلفا بالإسبانية لصالح الانفصاليين بالديار الإسبانية، وشجعت على ترجمة بعضها إلى لغات أخرى. ليس من شك أن «التجسس» على الدول أصبح قاعدة للانتماء إلى العالم، حيث تفرض المصالح الجيوسياسية والاقتصادية إنشاء نظام دفاعي للتجسس، وتدريب جواسيس وتسخير عملاء من أجل تجميع المعلومات وتنظيمها في أفق تحليلها واستعمالها لرد عدوان أو جلب مصلحة. وبطبيعة الحال ونظرا لموقع المغرب الجيو- استراتيجي ودوره الحيوي في مجموعة من الملفات التي تشغل العالم، وعلى رأسها ملف الإرهاب، فإنه تحول إلى قبلة لجواسيس العالم.. رغم ما للمغرب من أفضال كبيرة على الجزائر فيما يخص تأسيس النواة الأولى لمديرية الاستِخبارات الجزائرية المعروفة اختصارا ب DRS ، فإن هذه المديرية انقلبت على المغرب بفعل تدخل جهاز «الكاجيبي» السوفياتي، حيث تحولت علاقة الصداقة إلى صراع توظف فيه «الدي إر سي» إمكانيات ضَخمة مادية لشنِّ هجومات مُتتالية على المغرب وتسخير قمرين اصطناعيين للتَّجسس عليه، وذلك من أجل تسخير كل ما من شأنه إضعاف المغرب وتشويه صورته في المحافل الدولية. وبالمثل، فإن الجزائر، تتهم القمر المغربي «توبسات» بأنه موجه لأغراض عسكرية، ذلك أنه- حسب نص الاتهام- يقوم بمراقبة وحدات من الجيش الوطني الشعبي الجزائري، خصوصا في منطقتي بشار وتندوف، حيث يقوم بالدوران على تلك المنطقة أربع مرات في اليوم، من بين 14 دورة يجريها حول الكرة الأرضية. ويدعي الجزائريون أن «زرقاء اليمامة» يقوم بالتقاط صور لمواقع جغرافية على الحدود الجزائرية المغربية، بسرية تامة. وأن من أدلة الاستخدام العسكري له أنه يقع ، كما يذهب إلى ذلك جنرالات الجزائر، تحت إشراف «المركز الملكي للاستكشاف الفضائي» الذي يقوم بالتنسيق مع خبراء عسكريين مغاربة، خاصة من لادجيد مديرية «الدراسات وحفظ المستندات»، استغلال ما يوفره القمر الصناعي المغربي من معلومات وصور؛ وأن الجيش المغربي قام قبل سنوات بإرسال وفد من ستة ضباط إلى وكالة الأبحاث الفضائية الأمريكية »نازا» للاستفادة من تكوين متخصص في تسيير الأقمار الصناعية واستكشاف الفضاء، وبعث ضباط آخرين إلى كازاخستان لإجراء تكوين ميداني في قاعدة »بابكونورى العسكرية الفضائية، لنفس الغرض. ويعتبر الجواسيس الجزائريون الموجهون ضد المصالح المغربية نشيطون جدا بإسبانيا وفرنسا والولايات المتحدةالأمريكية وذلك منذ ترأس الجنرال محمد مدين (توفيق) المخابرات الجزائرية. وقد حرص الجواسيس الجزائريون على كل حركات وسكنات المغرب الدبلوماسية للانقضاض على هفوة أو فرصة تتاح لهم. كما عملت المخابرات الجزائرية على تشجيع وتمويل ونشر أكثر من 70 مؤلفا بالإسبانية لصالح الانفصاليين بالديار الإسبانية، وشجعت على ترجمة بعضها إلى لغات أخرى. وتستخدم المخابرات الجزائرية القاعدة المعروفة لدى مخابرات العالم، وذلك باستقطاب العملاء والمتعاونين، وهي القاعدة القائلة بأن لدى كل إنسان نقطة ضعف، ولكل شخص ثمن، وقد كان منطلقها دائما لتجنيد العملاء. والعميل في الغالب لا يخبر أنه أصبح عميلا في بداية تجنيده، بل يكتشف ذلك بنفسه بعد انغماسه في التجسس والإساءة لوطنه. والحرب السرية «المستدامة» بين مخابرات المغرب والجزائر قائمة منذ مدة غير يسيرة، بل إن المخابرات الجزائرية تعتبر المغرب أولوية أولوياتها، وجنرالات الجزائر يرون في استمرار افتعال العداء بين الجارين ضمانة لاستمرارهم في المسك بدواليب الحكم. وفي نهاية سنة 2004، عمل القائمون على الأمور في الجزائر على الاتصال بجميع الوكالات الفضائية عبر العالم- في أمريكا وأوروبا وروسيا والصين- لوضع قمر صناعي جديد للتجسس على المغرب تعويضا لقمرها «ألسات 1»، الذي تم وضعه بالمدار يوم 28 نونبر 2002 من طرف الروس، ويستطيع القمر المذكور أن يراقب بدقة أهدافا مقاسها متر ونصف. وسبق لإسبانيا أن تجسست على المغرب، إلى جانب عدد من الدول التي تعتبرها هامة بالنسبة إليها، وذلك عبر برامج/ شيفرة خبيثة «حصان طروادة»؛ هذا ما جاء في ملف جريدة الموندو المنشور أمس الأحد، حيث نجحت المخابرات الإسبانية في إنشاء برنامج أو شيفرة خبيثة «حصان طروادة» باسم «كاريتو» وزرعته في عدد من الحواسيب والهواتف في دول متعددة على رأسها المغرب والبرازيل وبريطانيا وفرنسا وليبيا وإيران وفنزويلا والولايات المتحدة وكذلك إسبانيا وأساسا في منطقة الباسك التي ترغب في الانفصال. ونشرت جريدة الموندو كيف قامت المخابرات الإسبانية بمطالبة أحد عملائها واسمه دفيد فيدال، الذي يحكي ذلك في كتاب صدر السنة الماضية، بالحصول على أكبر عدد من أرقام المسؤولين المغاربة وفي شتى المجالات لزرع الشيفرة الخبيثة. ويكتب »عندما طلبت مني المخابرات ذلك سنة 2005، شككت في إعدادها لشيفرة حصان طروادة... وإذا كنت تعرف هاتف ضابط شرطة وتزرع فيه شيفرة، هذا الضابط سيتحدث مع المدير العام للشرطة والأخير مع وزير الداخلية وهذا مع. .ويتم زرع الشيفرة الخبيثة». وتبرز الجريدة نجاح المخابرات الإسبانية في زرع هذه الشيفرة الخبيثة في هواتف وحواسيب متعددة ما بين سنتي 2007 إلى 2014، حيث استطاعت شركة كاسبرسكي رصد هذه الشيفرة والإعلان عن ذلك في موقعها ونشر خريطة انتشار هذه الشيفرة، فتم مباشرة تجميد الشيفرة في جميع الحواسيب والهواتف تفاديا للمشاكل. ويقول كارلوس باربودو من جامعة كومبلوتينسي وباحث في الإعلاميات »برنامج/ الشيفرة كاريتو ليس من الشفرات العادية التي يستعملها الإجرام المنظم بل ذو تقنية عالية، ولا يمكن سوى للدول والتي تتوفر على تكنولوجيا متطورة إنتاج مثل هذه البرمجيات لأنها معقدة وتستهدف أساسا المعلومات السرية وليس الربح المادي«. ويشكك باحث آخر أن تكون إسبانيا وراء هذه التكنولوجيا المتطورة. ويضيف كارلوس باربودو «لقد تم زرع الشيفرة في 383 حاسوبا مغربيا ورقم غير معروف من الهواتف، المغرب كان هدفا رئيسيا، وبالتالي، فكاريتو هو إسباني بدون شك». وعمليا، يحتل المغرب مكانة قصوى في أجندة المخابرات الإسبانية بسبب الحركات الإرهابية والمخدرات والهجرة السرية والنزاع حول سبتة ومليلية والتنافس الاقتصادي في الكثير من الملفات والقطاعات. وإذا كانت الموساد قد دأبت على اختراق دول المغرب العربي بالجواسيس من الداخل والخارج، وعبر المندوبين والعملاء الأجانب، وذلك في إطار يحكم سياسة الموساد التي تتخذ من جمع المعلومات مهمة رئيسية ودائمة، فإن الوقائع أكدت أنها مرت من المغرب، واستطاعت أن تسم مجموعة من الملفات، لعل أبرزها على الإطلاق ملف المهدي بنبركة. وقد انكشفت على مدى التاريخ نوازل وأحداث ووقائع أزاحت الستار عن نشاط جواسيس الموساد ببلادنا. وحسب أهل الاختصاص، يعتبر «دافيد قمش»، المتوفى بإسرائيل يوم 9 مارس 2010، أحد الجواسيس الذين تركوا بصماتهم بالمغرب، حيث ربط هذا الجاسوس علاقات وطيدة مع الجالية اليهودية. وهذا ما يوضحه كتاب «الحروب السرية» لمؤلفيه «يان بلاك» و»بيني موريس» الذي كشف أن «دافيد قمش» هو الذي سهل وثمّن ارتباط الجنرال أفقير بالموساد. كما كشف الكتاب أن الجنرالين أوفقير والدليمي سافرا أكثر من مرة إلى إسرائيل بجوازات سفر إسرائيلية سلّمت لهما بباريس. إلا أن الموساد عرف تحولا معاكسا في يناير 1974 بالمغرب، فقد اختطف أحمد بوشيخي بالديار النرويجية اعتقادا منه أنه علي حسن سلامة، العقل المدبر لعملية القرية الأولمبية بمدينة ميونيخ. وبعد مرور أكثر من عقدين اعترفت إسرائيل بهذا الخطأ الجسيم سنة 1996، وسلمت تعويضات مالية سخية لعائلة بوشيخي. وتستعمل فرنسا، فضلا عن إسرائيل، طائرات من صنع إسرائيلي»هارفانغ» بدون طيار للتجسس على المغرب ودول المغرب العربي والساحل والصحراء، وهي بمثابة «غرفة عمليات كاملة» للتجسس، فهي مزودة بأحدث أجهزة التجسس، وتستخدمها إسرائيل لتصوير المناطق الجبلية والنائية والمدن والمناطق الصحراوية الشاسعة، وتبث صورها بشكل مباشر لأجهزة المخابرات الإسرائيلية عبر أجهزة رؤية ليلية وأجهزة استشعار حراري وأجهزة التقاط موجات الهواتف، كما تتميز هذه الطائرات بقدرتها الكبيرة في اختراق شبكات الرادارات. وأشارت الصحيفة الأمريكية «وورلد تريبيون» إلى أن وزارة الدفاع الفرنسية نشرت تلك الطائرات بدون طيار في عدد من المدن، وشارك هذا الطراز من الطائرات بدون طيار في الحملة التي قادها حلف شمال الأطلسي (ناتو). وضعت صحيفة «الواشنطن بوست» الأمريكية المغرب ضمن قائمة الدول التي تعرضت للتجسس من طرف وكالة الأمن القومي الأمريكي «NSA» . وجاءت المملكة في المركز 193 في خانة الدول التي شكلت هدفا للاستخبارات الأمريكية، وذلك بعد أن نشرت الصحيفة الأمريكية، وثائق سرية للغاية كشف عنها «الفار» إدوارد سنودن . وكشفت الوثائق التي نشرتها «الواشنطن بوست» على أن الوكالة الأمريكية للأمن القومي قد تجسست على أكثر من 193 دولة في العالم بما فيها المغرب، وذلك عبر برنامجها للتجسس على الاتصالات والمراسلات عبر الأنترنت. وأظهرت الوثائق المسربة، أن أربع دول هي التي سلمت من هذه الدول وهي بريطانيا وكندا وأستراليا ونيوزيلاندا»، مشيرة إلى أن التجسس شمل مؤسسات عالمية من قبيل صندوق النقد الدولي، والبنك الدولي، والاتحاد الأوروبي، والوكالة الدولية للطاقة الذرية. وكانت القوات الأمريكية الخاصة المعروفة اختصار ب (SOF) قد أطلقت قبل أشهر أكبر عملية تجسس وجمع للمعطيات الخاصة بالمواطنين المغاربة في إطار برنامج أمني أمريكي مضبوط، تقوده قوات خاصة من الجيش الأمريكي، وشمل العديد من البلدان الأوربية، قبل أن يحط الرحال بالمملكة. وشمل التجسس العسكري الأمريكي آنذاك نمط عيش المواطنين المغاربة، ولغتهم، وكذا ارثهم الثقافي، والديني، وتوجهاتهم السياسية، كما شمل التجسس أيضا المعطيات المتعلقة بالأحزاب السياسية المغربية وعن الأنشطة السياحية بالمملكة، علاوة على المعطيات الشخصية المتعلقة بسائقي الطاكسيات، ومسيري المقاهي والمطاعم الكبرى. والحرب السرية «المستدامة» بين مخابرات المغرب والجزائر قائمة منذ مدة غير يسيرة، بل إن المخابرات الجزائرية تعتبر المغرب أولوية أولوياتها، وجنرالات الجزائر يرون في استمرار افتعال العداء بين الجارين ضمانة لاستمرارهم في المسك بدواليب الحكم. وفي نهاية سنة 2004، عمل القائمون على الأمور في الجزائر على الاتصال بجميع الوكالات الفضائية عبر العالم- في أمريكا وأوروبا وروسيا والصين- لوضع قمر صناعي جديد للتجسس على المغرب تعويضا لقمرها «ألسات 1»، الذي تم وضعه بالمدار يوم 28 نونبر 2002 من طرف الروس، ويستطيع القمر المذكور أن يراقب بدقة أهدافا مقاسها متر ونصف. وسبق لإسبانيا أن تجسست على المغرب، إلى جانب عدد من الدول التي تعتبرها هامة بالنسبة إليها، وذلك عبر برامج/ شيفرة خبيثة «حصان طروادة»؛ هذا ما جاء في ملف جريدة الموندو المنشور أمس الأحد، حيث نجحت المخابرات الإسبانية في إنشاء برنامج أو شيفرة خبيثة «حصان طروادة» باسم «كاريتو» وزرعته في عدد من الحواسيب والهواتف في دول متعددة على رأسها المغرب والبرازيل وبريطانيا وفرنسا وليبيا وإيران وفنزويلا والولايات المتحدة وكذلك إسبانيا وأساسا في منطقة الباسك التي ترغب في الانفصال. ونشرت جريدة الموندو كيف قامت المخابرات الإسبانية بمطالبة أحد عملائها واسمه دفيد فيدال، الذي يحكي ذلك في كتاب صدر السنة الماضية، بالحصول على أكبر عدد من أرقام المسؤولين المغاربة وفي شتى المجالات لزرع الشيفرة الخبيثة. ويكتب »عندما طلبت مني المخابرات ذلك سنة 2005، شككت في إعدادها لشيفرة حصان طروادة... وإذا كنت تعرف هاتف ضابط شرطة وتزرع فيه شيفرة، هذا الضابط سيتحدث مع المدير العام للشرطة والأخير مع وزير الداخلية وهذا مع. .ويتم زرع الشيفرة الخبيثة». وتبرز الجريدة نجاح المخابرات الإسبانية في زرع هذه الشيفرة الخبيثة في هواتف وحواسيب متعددة ما بين سنتي 2007 إلى 2014، حيث استطاعت شركة كاسبرسكي رصد هذه الشيفرة والإعلان عن ذلك في موقعها ونشر خريطة انتشار هذه الشيفرة، فتم مباشرة تجميد الشيفرة في جميع الحواسيب والهواتف تفاديا للمشاكل. ويقول كارلوس باربودو من جامعة كومبلوتينسي وباحث في الإعلاميات »برنامج/ الشيفرة كاريتو ليس من الشفرات العادية التي يستعملها الإجرام المنظم بل ذو تقنية عالية، ولا يمكن سوى للدول والتي تتوفر على تكنولوجيا متطورة إنتاج مثل هذه البرمجيات لأنها معقدة وتستهدف أساسا المعلومات السرية وليس الربح المادي«. ويشكك باحث آخر أن تكون إسبانيا وراء هذه التكنولوجيا المتطورة. ويضيف كارلوس باربودو «لقد تم زرع الشيفرة في 383 حاسوبا مغربيا ورقم غير معروف من الهواتف، المغرب كان هدفا رئيسيا، وبالتالي، فكاريتو هو إسباني بدون شك». وعمليا، يحتل المغرب مكانة قصوى في أجندة المخابرات الإسبانية بسبب الحركات الإرهابية والمخدرات والهجرة السرية والنزاع حول سبتة ومليلية والتنافس الاقتصادي في الكثير من الملفات والقطاعات. وإذا كانت الموساد قد دأبت على اختراق دول المغرب العربي بالجواسيس من الداخل والخارج، وعبر المندوبين والعملاء الأجانب، وذلك في إطار يحكم سياسة الموساد التي تتخذ من جمع المعلومات مهمة رئيسية ودائمة، فإن الوقائع أكدت أنها مرت من المغرب، واستطاعت أن تسم مجموعة من الملفات، لعل أبرزها على الإطلاق ملف المهدي بنبركة. وقد انكشفت على مدى التاريخ نوازل وأحداث ووقائع أزاحت الستار عن نشاط جواسيس الموساد ببلادنا. وحسب أهل الاختصاص، يعتبر «دافيد قمش»، المتوفى بإسرائيل يوم 9 مارس 2010، أحد الجواسيس الذين تركوا بصماتهم بالمغرب، حيث ربط هذا الجاسوس علاقات وطيدة مع الجالية اليهودية. وهذا ما يوضحه كتاب «الحروب السرية» لمؤلفيه «يان بلاك» و»بيني موريس» الذي كشف أن «دافيد قمش» هو الذي سهل وثمّن ارتباط الجنرال أفقير بالموساد. كما كشف الكتاب أن الجنرالين أوفقير والدليمي سافرا أكثر من مرة إلى إسرائيل بجوازات سفر إسرائيلية سلّمت لهما بباريس. إلا أن الموساد عرف تحولا معاكسا في يناير 1974 بالمغرب، فقد اختطف أحمد بوشيخي بالديار النرويجية اعتقادا منه أنه علي حسن سلامة، العقل المدبر لعملية القرية الأولمبية بمدينة ميونيخ. وبعد مرور أكثر من عقدين اعترفت إسرائيل بهذا الخطأ الجسيم سنة 1996، وسلمت تعويضات مالية سخية لعائلة بوشيخي. وتستعمل فرنسا، فضلا عن إسرائيل، طائرات من صنع إسرائيلي»هارفانغ» بدون طيار للتجسس على المغرب ودول المغرب العربي والساحل والصحراء، وهي بمثابة «غرفة عمليات كاملة» للتجسس، فهي مزودة بأحدث أجهزة التجسس، وتستخدمها إسرائيل لتصوير المناطق الجبلية والنائية والمدن والمناطق الصحراوية الشاسعة، وتبث صورها بشكل مباشر لأجهزة المخابرات الإسرائيلية عبر أجهزة رؤية ليلية وأجهزة استشعار حراري وأجهزة التقاط موجات الهواتف، كما تتميز هذه الطائرات بقدرتها الكبيرة في اختراق شبكات الرادارات. وأشارت الصحيفة الأمريكية «وورلد تريبيون» إلى أن وزارة الدفاع الفرنسية نشرت تلك الطائرات بدون طيار في عدد من المدن، وشارك هذا الطراز من الطائرات بدون طيار في الحملة التي قادها حلف شمال الأطلسي (ناتو). وضعت صحيفة «الواشنطن بوست» الأمريكية المغرب ضمن قائمة الدول التي تعرضت للتجسس من طرف وكالة الأمن القومي الأمريكي «NSA» . وجاءت المملكة في المركز 193 في خانة الدول التي شكلت هدفا للاستخبارات الأمريكية، وذلك بعد أن نشرت الصحيفة الأمريكية، وثائق سرية للغاية كشف عنها «الفار» إدوارد سنودن . وكشفت الوثائق التي نشرتها «الواشنطن بوست» على أن الوكالة الأمريكية للأمن القومي قد تجسست على أكثر من 193 دولة في العالم بما فيها المغرب، وذلك عبر برنامجها للتجسس على الاتصالات والمراسلات عبر الأنترنت. وأظهرت الوثائق المسربة، أن أربع دول هي التي سلمت من هذه الدول وهي بريطانيا وكندا وأستراليا ونيوزيلاندا»، مشيرة إلى أن التجسس شمل مؤسسات عالمية من قبيل صندوق النقد الدولي، والبنك الدولي، والاتحاد الأوروبي، والوكالة الدولية للطاقة الذرية. وكانت القوات الأمريكية الخاصة المعروفة اختصار ب (SOF) قد أطلقت قبل أشهر أكبر عملية تجسس وجمع للمعطيات الخاصة بالمواطنين المغاربة في إطار برنامج أمني أمريكي مضبوط، تقوده قوات خاصة من الجيش الأمريكي، وشمل العديد من البلدان الأوربية، قبل أن يحط الرحال بالمملكة. وشمل التجسس العسكري الأمريكي آنذاك نمط عيش المواطنين المغاربة، ولغتهم، وكذا ارثهم الثقافي، والديني، وتوجهاتهم السياسية، كما شمل التجسس أيضا المعطيات المتعلقة بالأحزاب السياسية المغربية وعن الأنشطة السياحية بالمملكة، علاوة على المعطيات الشخصية المتعلقة بسائقي الطاكسيات، ومسيري المقاهي والمطاعم الكبرى.