كشفت يومية إيل موندو عن تمكن المخابرات الإسبانية، طيلة سبع سنوات من التجسس على عدد من المسؤولين المغاربة، عبر زرع شيفرة اخترقت هواتف وحواسيب شخصيات أمنية ومسؤولين كبارا. المعلومات استقتها اليومية الإسبانية من كتاب لأحد عملاء المخابرات الإسبانية ويدعى دافيد فيدال، نشر السنة الماضية، ويقول فيدال إن مسؤولي المخابرات الإسباني طلبوا منه سنة 2005 أن يحصل على أرقام هواتف بعض الشخصيات في المغرب، مضيفا أنه لم يسأل عن السبب لكنه استشعر أن المخابرات الإسبانية تملك برنامجا لاعتراض المكالمات الهاتفية. وبحكم عمله آنذاك كمتتبع لشبكات الهجرة السرية، كان يتوفر على أرقام بعض المسؤولين الأمنيين في المغرب، وسلمها للمخابرات الإسبانية، موضحا أن « المسؤول الأمني سيجري مكالمة مع المدير العام للأمن وهذا سيتصل بوزير الداخلية وهكذا... لم تمر سنة حتى كانت إسبانيا تتجسس على المئات من الهواتف والحواسيب في ملكية مسؤولين مغاربة، وكان برنامج التجسس، أو حصان طروادة الذي أنشأته لهذا الغرض عبارة عن شيفرة خبيثة، أطلقت عليه المخابرات الإسبانية اسم « كاريتو» مكنها أيضا من التجسس على العديد من الدول، ومن بينها البرازيل، بسبب الاستثمارات المهمة التي لديها في هذا البلد، بالإضافة إلى بريطانيا، بسبب الخلاف القائم معها حول جبل طارق، بل وحتى داخل إسبانيا حيث كانت تتجسس على مسؤولين في بلد الباسك مساندين للانفصال عن إسبانيا. وظلت إسبانيا تتجسس على هذه الدول إلى حدود سنة 2014، عندما ستكشف شركة روسية « كاسبرسكي» متخصصة في الأمن المعلوماتي الأمر وأعلنت ذلك عبر موقعها على الإنترنت لتسارع المخابرات الإسبانية لتعطيل برنامج التجسس الذي اخترق العديد من الدول وعلى رأسها المغرب. ونقلت إيل موندو عن كارلوس باربودو الخبير في المعلوميات قوله إن الفيروس « كاريتو» تم زرعه في 383 حاسوبا مغربيا، وعدد غير معروف من الهواتف مما يؤكد أن المغرب كان من الأهداف الرئيسية لعملية التجسس. المغرب لم يكن هدفا لتجسس « كاريتو» الإسباني، بل أيضا لعملية تجسس إلكتروني أخرى كشفت عنها أيضا شركة « كاسبرسكي « الروسية، في عملية أطلق عليها اسم «إيكواسيون غروب» وفي هذا الإطار ذكرت «كاسبرسكي لاب» أن مؤسسات حكومية مغربية وتمثيليات دبلوماسية في البلد كانت من بين المؤسسات التي استهدفتها هذه الهجمات إلكترونية الحديثة. وقالت الشركة، إن المغرب يظل مع ذلك ضمن قائمة البلدان التي تأثرت بشكل ضعيف إثر الهجمات التي انطلقت منذ ما بين 2002 و2003 في ما يسمى ب «إيكواسيون غروب»، حيث سجلت الشركة أكثر من 500 عملية اختراق في 42 بلدا على الأقل، في حين أن التوقعات تشير إلى أن الرقم قد يصل إلى عشرات الآلاف من الضحايا في مختلف مناطق العالم. ولقد استعانت المجموعة المقرصنة لتحقيق أهدافها بأكثر من 300 نطاق في الإنترنت وحوالي 100 خادم إلكتروني للسيطرة على البنيات التحتية الإلكترونية للمؤسسات المستهدفة. وفي هذا الإطار، تم استهداف حوالي 100 مؤسسة بنكية، منها مؤسسات خسرت ما لا يقل عن عشرة ملايين دولار. ووضعت الشركة، التي يوجد مقرها في روسيا، خريطة تبرز أكثر الدول تأثرا بهذه الحملة، حيث تتصدر إيران القائمة إلى جانب كل من روسيا، باكستان، أفغانستان، الهند، سوريا ومالي. في حين أن قائمة البلدان المتأثرة بنسبة متوسطة تضم كلا من لبنان، اليمن، الإمارات العربية المتحدة، الجزائر، كينيا، المملكة المتحدة، ليبيا، المكسيك قطر ثم مصر. أما أقل الدول تأثرا بالهجمات فتضم، علاوة على المغرب، كلا من تركيا، الصومال، ميانمار، ألمانيا، جنوب إفريقيا، نيجيريا، الولاياتالمتحدة، فنزويلا، السودان، فلسطين، ماليزيا، كازاخستان، العراق، البرازيل، أوغندا، سويسرا، سنغافورة، الفلبين، البيرو، فرنسا، الإيكوادور، بلجيكا والبحرين.