حذّرَ نائبُ الأمين العامّ لحزب الأصالة والمعاصرة إلياس العماري منْ أنْ يؤدّي "العنف اللفظي" الذي يسِمُ العلاقة بيْن أحزاب المعارضة والأغلبية الحكومية، خصوصا بعْد تصاعد وتيرته في الآونة الأخيرة وحالَ دونَ إتمام آخر جلسة شهرية لمساءلة رئيس الحكومة أمام البرلمان، إلى عُنْف مادّي، ما لمْ يُوضع له حدّ. وقال العماري في لقاء نظمه حزب الأصالة والمعاصرة مع مسؤولية وأطر الحزب بجهة فاسمكناس، مساء أمْس الجمعة، إنّ "أخطر شيء هو العنف اللفظي لأنه هو مقدمةٌ للعنف المادّي"، وأضاف "اللي غايْقلّل الحْيا على مُّو ولا على بّاه بالهضرة غدّا يقدر يطرشو"، وتابع "القضية كاتبدا بقلة الحيا والسبان، وعدم الاحترام، وتنتهي بالعصا". وفي الوقت الذي تعاظمتْ الخلافاتُ بيْن الحكومة وأحزاب المعارضة، وبلغتْ حدّ رفع أربعة أحزاب من المعارضة مذكّرة إلى الملك ضدّ رئيس الحكومة، قالَ إلياس العماري "نحن لدينا منافسة سياسية وليس صراعا، فنحن لا نصارع أحدا، ولو أن هناك تيارات تريد أن تفتعل الصراع"، في إشارة على ما يبدو إلى حزب العدالة والتنمية، القائد للتحالف الحكومي. وأضاف "نحن لا نستعمل كلمة "صراع"، لأننا إذا استعملناها اليوم في السياسية غدا يمكن أن نستعملها في شيء آخر"، وأبْدى العماري رفْضه ل"الصراع" القائم بين أحزاب المعارضة والحكومة، قائلا "نحن كحزب جئنا لنتعاون لا أنْ نكون جزءً من هذا الصراع، وإذا كنا سنكون جزءً منه ما كاين لاش". و"أوْصى" نائب الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة أطرَ ومسؤولي حزبه بعدم اتخاذ أيّ خصْم من الخصوم السياسيين عدوّا، وقال "أوصيكم، كيما كاتديرو داخل عائلاتكم، ومع أصدقائكم وصديقاتكم، أنْ تتعاملوا بنفس المعاملة حتى مع خصومكم السياسيين، حيتْ حنا ما عندناش عدون واللي بغا يعتبرنا عدو هاداك سوقو". واعتبر العماري أنّ "عدوّ" حزب الأصالة والمعاصرة هو "الفقر والبطالة والمجاعة والجهل"، وأشار إلى الخلافات القائمة بين حزبه والحكومة قائلا "نختلف مع الناس اللي كايحكمو لأن طريقة حكمهم، في كثير من الحالات، وليس دائما، تكون، أو نراها ضدّ مصلحة المواطنين، ونحن نبلغ لهم الإشارة بأننا في هذا البلد شركاء ولسنا أجراء، ومن يعتبرنا أجراء، نحن أو غيرنا، راه غالط". وعادَ العماري إلى أسباب تأسيس حزب الأصالة والمعاصرة (تأسس في غشت 2008)، موضحا أنّ الحزب "جاء كضرورة واقعية وموضوعية، ولم يأت لكي ليأخذ الانتخابات، إشارة إلى الاتهامات التي وُجّهت إلى الحزب باستغلال نفوذ قادته على الولاة والعمّال للتأثير على نتائج الانتخابات الجماعية التي اكتسحها سنة 2009، بعْد سنة واحدة على تأسيسه. وفي إشارة ضمنيّة تُزكّي أنَّ سببَ تأسيس حزب الأصالة والمعاصرة قائم على مواجهة "إسلاميي" حزب العدالة والتنمية، قال العماري "أسباب نزول تأسيس الحزب كانت المساهمة في خلق مغرب لجميع المغربيات والمغاربة، فقبل 2007 كان من المغاربة والمغربيات من شمّ رائحة الردّة القادمة، وكانوا كايقولو شي حاجة جاية، وكنا نتخوف من أن تعود بنا هذه الردة إلى ما قبل القرن العشرين وليس الواحد والعشرين فقط".