يعرف صاحب التحليل النفسي سيغموند فرويد التسامي بأنه تصريف للكبت الجنسي عند شخص معين من خلال أعمال تتخذ أشكالا مختلفة يبقى أبرزها العمل الفني . فنجد مثلا عددا كبيرا من الأعمال الفنية _ خصوصا التشكيلية منها_ تطفح بالتعبيرات والإيحاءات الجنسية بعيدا كل البعد عن أي قيمة فنية يمكن أن يحملها ذلك العمل . فهذا السلوك الشاذ في العمل الفني هو تعبير واضح عن عمق الكبت الجنسي الذي يعيشه صاحب هذا العمل بحيث يصعب أن يعبر عنه بطرق مشروعة ومقبولة اجتماعيا وثقافيا فيلجأ الى تفريغ هذه المكبوتات عن طريق أعمال _فنية_تتخذ شكل ألواح فنية أو أفلام سينمائية أو أعمال مسرحية أو غيرها . هذه المقدمة النظرية كان لابد منها في هذا المقام حتى تتضح الصورة أكثر ونحن نعاين ما أصبحت تعج به الساحة الفنية المغربية من أعمال بعيدة بعد المشرقين عن كل قيمة أو ذوق فني ، وما حالة المخرج حسن بن جلون في عمله الأخير "المنسيون" الا أبرز دليل على أن الحقل الفني بالمغرب أصبح فضاء لتصريف نزوات بعض الفنانين وتسويقها في قالب دراما فنية بحجة نقل بعض السلوكات المشينة التي تتعرض لها المرأة في الواقع _والتي لا نتفق معها مطلقا_ الى حقل السينما أو المسرح . من جهة ثانية نتذكر جميعا السلسلة الكارتونية الكويتية "بوقتادة وبونبيل" والتي أحدثت ضجة في الساحة الإعلامية والفنية بل وتعدتها الى المجال السياسي حتى كادت تعصف بالعلاقات الدبلوماسية بين المغرب والكويت ، السؤال هنا هل كانت هذه السلسلة أكثر جرأة في تعرية وكشف عورات المغربيات من أعمال حسن بن جلون ؟ أم أنه لا يحق للآخرين أن يسخروا من نساء المغرب ، في حين لا ضير إن فعل ذلك أبناء جلدتنا . وللتذكير فقد اعتذرت القناة الكويتية التي عرضت السلسلة للنساء المغربيات عن الإساءة لهن . أفلا يحذو حذوها بن جلون الذي لطخ كرامة وشرف المغربيات في قاعات السينما بالجزائر. ونطالب أن تكف بعض الجهات الخارجية عن التسويق للصورة السيئة لنسائنا المغربيات في الإعلام ونعتهن بالفساد . أو ليست سناء عكرود وأسماء شاكر ولطيفة أحرار والباقة تطول ، أو لسن سفيرات للنوايا السيئة وللعهر الفني الذي أصبحت رائحته تفوح من قاعات السينما ؟ ألا يحق لنا أن نتساءل في الأخير لماذا يصر حسن بن جلون وأمثاله على إغراق السينما المغربية بأفلام الخلاعة والإباحية في ضرب سافر للذوق الفني للمغاربة وللفطرة السليمة ، هل هو توجه جديد في السياسة الفنية بالمغرب أم هي التجارة ومنطق السوق أم هو ما أتينا على ذكره في مطلع هذ المقال . نترك الإجابة "للمنسيين" فهم أهل مكة وهم أدرى بشعابها. [email protected]