كانت الساعة تشير إلى الثانية والنصف، زوال الخميس، عندما ووري جثمان الطيار، ياسين بحتي، في القبر رقم 4 بمقبرة الشهداء بالدارالبيضاء، وسط دموع أقربائه وأصدقائه الذين حجوا بالعشرات، لإلقاء النظرة الأخيرة على جثمانه، بعد ما تسلم الجيش رفاته عن طريق الصليب الأحمر الدولي. وتوجه الموكب الجنائزي نحو مقبرة الشهداء، حيث وري الثرى في أجواء مهيبة حضرها على الخصوص أفراد عائلة الطيار، ووالي جهة الدارالبيضاء الكبرى، وعمال عمالات وأقاليم الجهة، وشخصيات مدنية وعسكرية، وسط كلمة ألقيت تبرز الأخلاق الرفيعة للطيار الراحل. وبدا أفراد أسرة الملازم الفقيد أكثر تماسكا، أثناء مراسم عملية الدفن التي حضرها مسؤولون عسكريون وأمنيون ومدنيون. وقال ابن عمته إن "الدموع التي انهمرت من عيون أقربائه، هي دموع الفرح بالشهادة التي نالها ياسين، أثناء أدائه لواجبه المهني". وتابع المتحدث، ودموعه تملأ مقلتيه، وهو ينعي الشهيد بعيد دفنه، كما سماهن بالقول "ياسين انتقل شهيدا إلى عند الله تعالى، ونحن سعداء بهذه الشهادة التي نالها أخي وابن عمتي ياسين"، قبل أن يواصل قائلا "نعم نحن سعداء، لكن الفراق أمر صعب". خال الشهيد، قال بدوره إن "ياسين بحتي استشهد، وهو يؤدي واجبه ضد الحوثيين، وأضاف بأن "الشهيد ياسين كان من بين خيرة شباب "آلِ بحتي"، وأشاد بأخلاقه الحميدة، وتربيته الحسنة التي تلقاها على يد والديه. وبدا نور الدين بحتي، والد الطيار الفقيد، متماسكا أيضا أثناء عملية دفن فلذة كبده في مقبرة الشهداء، والتي حرصت السلطات المحلية للدار البيضاء على تنظيف جوانبها وصباغتها، لاستقبال جثة "الطيار الشهيد". وقال والد بحتي إن وفاة ابنه، الذي تسلم المغرب رفات جثته عن طريق الصليب الأحمر الدولي، بعدما تسلمته المنظمة من الحوثيين، عقب تحطم طائرته "إف 16" في منطقة وادي نشور بمنطقة صعدة اليمنية، شكلت صدمة حقيقية لكل أفراد أسرته وأقربائه. وتحول بيت عائلة بحتي، إلى قبلة لاستقبال مئات المعزين، الذين أتوا لتقديم تعازيهم لأفراد أسرته الصغيرة. ولم تتمكن والدة الطيار وأخواته من إخفاء ألم فراق ابنها الطيار، والذي كان الجميع يفتخر به داخل أفراد أسرته الصغيرة والكبيرة"، وفق تعبير خال ياسين.