يعتبر برنامج "أمودو"، أو السفر باللغة الأمازيغية، أحد أقدم وأنجح البرامج التي تقدمها الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، ومن بين نقط الضوء النادرة في خريطة برامج القناة الأولى، وذلك كله بفضل العاملين في طاقم هذا البرنامج الوثائقي الجاد، ومن بينهم خاصة مخرجه حسن بوفوس. جال بوفوس مع برنامج "أمودو"، منذ أكثر من عشر سنوات، وتنقل في كل أرجاء البلاد، وحبا وتدحرج في قراها وبواديها وحواضرها، ورضع من أثداء سكانها، ليقدم حلقات يكاد يُجمع الكثيرون على أنها تدل على قدرة التلفزة، لو أتيحت لها الفرصة، بأن تقدم برامج محترمة تبصم على الإبداع والاجتهاد. واستطاع بوفوس، رغم ضآلة الإمكانيات المادية والتقنية المتوفرة، مقارنة مع إنتاج وإعداد برامج وثائقية في قنوات عربية ودولية، أن يجعل من برنامجه منافسا لا يستهان به لبرامج "ناشيونال جيوغرافيك" الشهيرة، بل إنه نال عن برنامجه جوائز دولية احتفت بهذا المنتوج الطموح. واجتمعت عناصر نجاح "أمودو"، الذي صمد أمام عوائد الزمن وتقلبات طبائع المشاهدين، بفضل إصرار بوفوس، ومن معه من أفراد طاقم البرنامج، على احترام ذكاء وذوق المشاهد المغربي، في خضم قصفه اليومي بكل غث من المسلسلات والبرامج الهابطة، فأفرز منتجا تلفزيا بصور طبيعية وجغرافية نادرة، وبمعلومات تحصل عليها بعد كد وجهد وعناء، ليعطي للمغاربة وجه بلدهم الذي لا يعرفونه.