اختار الفريق النيابي لحزب العدالة والتنمية منطق "تقطار الشمع" على عدوه السياسي الأمين العام لحزب الاستقلال، وذلك عندما عمد إلى استضافة نجل علال الفاسي، والمرشح السابق للأمانة العامة لحزب الميزان عبد الواحد الفاسي، الخصم الرئيسي لحميد شباط، داخل تنظيمه الحزبي. وتأتي استضافة الفاسي من طرف فريق العدالة والتنمية بمجلس النواب، في مقر الحزب بحي الليمون الرباطي، في سياق الاحتفال بالذكري 41 لرحيل علال الفاسي، حيث ألقى محاضرة عن فكر والده، كما اختار من خلالها بعث رسائل للأمين العام لحزب الميزان. عبد الله بوانو، رئيس فريق العدالة والتنمية بمجلس النواب، برر تحالف حزبه في الحكومة الأولى مع حزب الاستقلال، بالتأكيد، أن "تحالفنا مع حزب الاستقلال كان تحالفا مع علال الفاسي، والقضايا التي يؤمن بها"، معلنا أن حزبه يمد يده للاستقلاليين الذين وصفهم بالحقيقيين، على حد تعبيره الذي زاد:"نمد يدنا للاستقلالين الحقيقين، وأذرعنا لهم للتواصل، والتنسيق معهم لخدمة الوطن والمجتمع.. ولن يخيفنا أي أحد بدعوى التدخل في الأحزاب". وأكد رئيس جمعية لا هوادة للدفاع عن الثوابت، تحمل مناضلي الحزب مسؤولية ما وصل إليه حزب "سيدي علال" اليوم، بالقول "كلنا مسؤولين على ما وقع للحزب، حيث تم فتح أبواب الحزب على مصرعيها، وعوض أخذ الموقف المناسب تُركت الأمور هكذا"، وذلك في إشارة منه لوصول حميد شباط لمنصب قيادة الحزب. واعتبر الفاسي أن "البعض كانت لهم طموحات للسطو على للحزب، وهو الأمر لي طيحنا في الحفرة"، كاشفا أنه كان "على علم بأن الأمور لن تمر بشكل عادي، قبل انعقاد المؤتمر الوطني للحزب"، والذي أوصل شباط للأمانة العامة، ليعتبر "عدم اكتساح تيار شباط لنتائج المؤتمر يؤكد أن الحزب مزال بخير". "لا أعتقد أننا سنعيد الأمور لنصابها، والحزب يحتاج خمس سنوات أو أكثر"، يقول متزعم تيار لا هوادة، للدفاع عن الثوابت داخل حزب الاستقلال، الذي أكد في ظل بحث جمعيته عن الأسلوب المناسب لتحرير الحزب، "أن الأمر غير مرتبط بما هو داخلي فقط بل بأمور خارجية تلعب دورا رئيساً"، رابطا إياها بما وصفه "التحكم في الأحزاب بعد خمسين سنة من الاستقلال". وقال الفاسي: "تركنا الكرسي فارغا وهذا خطأ ارتكبناه، وحاولنا تطويق الأمر"، مبرزا أن "التواجد مع شباط سيؤدي لإعطاء مصداقية للعديد من المواقف التي لا تمثل حزب الاستقلال ومنها الانسحاب من الحكومة الذي اتخذه المجلس الوطني".. وأضاف: "لن نعطي مصداقية لقرارات جائرة، ومن الصعب أن نرضى اليوم بتقديم حزب الاستقلال لمقترح قانون في البرلمان حول الكيف ويوقعه الأمين العام شخصيا"، مسجلا أن تأسيس جمعية لا هوادة "هدفها الاحتفاظ برصيد مستقبلي للحزب".