دخل رجال الشرطة للمنطقة الإقليمية للأمن بالنّاظور في شنآن مع ثلة من مهنيي قطاع النقل بذات المدينة، وبالضبط سائقي سيارات الأجرة الكبيرة المشتغلة على خطوط ربط الناظور بكافة الوجهات، انطلاقا من "المحطة الجديدة" وكذا خط النّاظور بني انصار ب "شارع القيسارية".. إذ تطور الأمر إلى درجة التلاسن والتدافع وتبادل التهديدات بالتضييق والإحراج، حيث برز هذا المعطى ضمن موعدين اثنين ما بين نهاية الأسبوع الماضي وصباح الثلاثاء. وكان مهنيو سيارات الأجرة الكبيرة المرابطون ب "المحطة الجديدة" بالنّاظور قد انخرطوا في إضراب مفاجئ عن العمل، عشية الأحد الأخير، بداعي ممارسة المهنة وسط بيئة غير مناسبة تتصدّرها الحالة الرديئة للفضاء ، وهو ما دفع صوب استنفار أمني وإداري رام الإحاطة بهذا المعطى المستجدّ الذي جعل الباحة الطرقية المحاذية لنهاية شارع الجيش الملكي تعرف تكدّسا بشريا غير مسبوق. شنآن مهنيي سيارات الأجرة ورجال الشرطة بُني حقيقة على معطى مرتبط بالأداء الأمني، إذ أعقب قرار "الإضراب المفاجئ" عملية اعتقال كان قد تعرض لها سائق سيارة أجرة كبيرة مشتغلة على خط وجدة، وبالضبط على الحاجز الأمني البوليسي المتواجد بالمدخل الجنوبي للنّاظور، في إجراء تلا اكتشاف كمية من الكازوال الجزائري المهرّب.. إلاّ أن "الإضراب الاحتجاجي" أفلح في الضغط لتحقيق الإفراج عن السائق المعتقل وطي ملف المتابعة قبل عودة الممارسة المهنية لحالتها العادية. وتجدّد شد الحبل بين بوليسيي النّاظور وسائقي سيارات الأجرة الكبيرة صباح يوم الثلاثاء، إلاّ أن هذا المستجد احتضنته محطّة التاكسيات الخاصة بالنقل صوب بني انصار في حدود الساعة العاشرة والنصف واستمرّ لساعة كاملة.. حيث انطلق شرارة الشنآن بمجرّد مطالبة أحد شرطيي المرور بوثائق تاكسي رُكنت في مكان ممنوع بمحاذاة شارع "القيسارية" قبل أن يتطور الأمر إلى التلاسن والتدافع ومحاولات الاعتقال بالتصفيد وصولا إلى غلق الشوارع المحاذية للمحطة في "خطوة تضامنية" التفّ بشأنها كافة الناقلين العاملين انطلاقا من المحطة المذكورة. ثاني التوترات المذكورة شهد استنفارا أمنيا تصدّره العميد المركزي للأمن وكذا المسؤول الأول عن مصلحة السير والجولان بالمنطقة الإقليمية لأمن النّاظور، كما عرف احتشاد عدد كبير من المواطنين للاطلاع على تفاصيل المعطى.. هذا قبل أن تعود الأجواء إلى الهدوء وسط تعليقات أمنية لم تتردّد في اعتبار تصرفات الناقلين المُحتجّين صنفا متقدّما من "السّيبة".