هل يعتبر أحمد بوطالب، عمدة مدينة روتردام، الرجل المناسب لشغل منصب رئاسة الوزراء في هولندا؟.. جاء هذا السؤال في استطلاع للرأي أجراه معهد تابع للباحث "موريس دو هوند"، ومقره أمستردام، عبر الانترنت على عينة من 2500 شخصا، من مجموع 40000 شخص شملهم الاستطلاع، حاز بموجبه بوطالب على أعلى نسبة من الأصوات من بين عشرة سياسيين هولنديين. بوطالب، ذو الأصول المغربية، وتحديدا من إقليمالناظور، تصدر نتائج الاستطلاع بنسبة هامة من الأصوات، في حين جاء زميله بالحزب، ووزير الشؤون الاجتماعية، أشر لودوايك، في المرتبة الثانية، وفي المرتبة الثالثة مارك بيختولد، عن قائمة D66، أما رئيس الوزراء الحالي وزعيم الحزب الليبرالي، مارك ريت، فحل رابعا. وعزا مدير المعهد "دوهوند" النتائج الإيجابية التي حصل عليها عضو الحزب العمالي الهولندي، بو طالب، إلى كثافة مشاركة أعضاء الحزب خلال الاستطلاع، مقارنة ببقية الأحزاب المشاركة في الاستطلاع، وشملت اللائحة بالإضافة للحزب العماليPvDA، الحزب الاشتراكي PS، وحزب الخضر اليساري GroenLinks، بالإضافة لقائمة D66. وفيما بوأ مصوتو هذه الأحزاب بوطالب ثانيا، استطاع عمدة مدينة روتردام إقناع ناخبي حزب الحرية اليميني PVV والذي يتزعمه، خيرت فيلدرز، حيث وضعوه في المرتبة الرابعة في لائحة الاستطلاع المذكور. هذه النتيجة جاءت غير متوقعة، بحسب مدير المركز "دوهوند"، باعتبار الموقف السلبي لزعيم الحزب من بوطالب، حيث إنه في سنة 2007 عندما عين بوطالب وزيرا للشؤون الاجتماعية، انتقد فيلدرز حينها استوزار السياسي المغربي، بدعوى حيازته لجنسية مزدوجة". وطالب فيلدرز من بوطالب بأن يثبت ولاءه وإخلاصه لهولندا، وشكّك في الوقت ذاته إن كان بإمكانه أن يصبح عمدة لثاني مدينة في هولندا، لكن بحسب نتائج الاستطلاع تبين أن ناخبي الحزب اليميني ليس عندهم مشكل في كون بوطالب ينحدر من أصول مغربية. وبالرغم من النتائج الإيجابية التي حققها عضوا الحزب العمالي، فإن فرص وصول أحدهم لرئاسة الحكومة الهولندية، بحسب المرصد، تبدو ضئيلة ومحكومة بعدة اعتبارات، فالشعبية تتغير بتغير الظروف، وكذلك نوع التحالف الحكومي، بالإضافة إلى أن الناس لا يحبذون حكومة يسارية على الأقل في الوقت الحاضر. وحري بالذكر أن أحمد بوطالب يحظى بشعبية كبيرة في أوساط الهولنديين، وسبق أن تم اختياره من طرف مجلة "إلزفيي"، كأحسن شخصية في هولندا في السنة الماضية.