وصفَ الخبيرُ في الشؤُون الأمنيَّة والعسكريَّة عبد الرحمن مكَّاوِي فقدَان المغرب طائرةً من طراز F16 في اليمن، لمْ يجر تبين مصير طيَّارهَا بعد، بفاتُورة الحرب المتوقعة حتَّى وإنْ كانت سلسلة ذات النوع من الطائرات، التِي نفذتْ مائتي ألف طلعة منذُ إنتاجها سنة 1970، لمْ تخسر سوى ستِّ تم إسقاطها. وقال مكَّاوِي، في تصريح لهسبريس، إنَّ مسؤُوليَّة الإسقاط تقعُ على جماعة "أنصار الله" الحوثيية، حيثُ يفترضُ أنْ تكون قدْ قامت بالعمليَّة من خلال صوارِيخ مضَادَّة جرى استقدامهَا من بلغاريا أوْ أوكرانيَا، أوْ تمَّ استلامها من إيران الداعمة لها، إلى جانب قوات الحرس الجمهورِي التِي لا تزالُ مواليةً للرئيس اليمنِي المخلُوع، علي عبد الله صالح. ويرى الأكاديميُّ المغربي أنَّ من العقم في النقَاش الحديث عنْ مدَى صواب الدخُول في التحالف الذِي تقوده السعوديَّة ضدَّ الحوثيِّين في اليمن، ما دامت دُول الخليج في تحالف مع المملكة، وداعمة له في كثيرٍ من القضايا "العلاقاتُ الدوليَّة تنهضُ على المصالح، والمغرب نفسه تلقَى دفعة من الطائرات بداية الاستقلال هبة من الجيش العراقِي، وبالتالِي فالتعاون مع دُول في المشرق ليس أمرًا طارئًا". ويوردُ المتحدث أنَّ المغرب سبقَ لهُ أنْ تكبدَ خسائر عسكريَة في محطَّات سابقة، وقدمَ شهداء من جيشه، بأكثر من بلدٍ إفريقي، حيث شارك في عمليَّات أمميَّة لإحلال السلام، سواء في الصُّومال أو الكوديفوار أو إفريقيا الوسطِي. وفي ظلِّ حرصٍ أمريكي على الهدنة بين التحالف العربي والحوثيين في اليمن، ترجمته مساعِي وزير الخارجيَّة الأمريكي، جون كيري، خلال الآونة الأخيرة، يرى مكَّاوِي أنَّ بخلاف ما قيل عن إخفاق عمليَّة "عاصفة الحزم" المنتهية ومحدوديَّة النتائج المرجوَّة من عمليَّة "إعادة الأمل"، أنَّ إنجازاتٍ كثيرة تحققت، بعدما صارت السيطرة حاصلةً على جوِّ اليمن وبحره، حتَّى وإن كان بنكُ الأهداف لم يكتمل بحكم تعقد التضارِيس في البلاد. وبالرُّغم من موالاة واحدٍ وعشرين فيلقًا من الحرس الجمهُوري اليمني لصالح، إلَّا أنَّ الحراك في جنوب البلاد لا زالَ يصبُّ في صالح التحالف الذِي دخله المغرب ليحمِي بلدًا حليفًا، يقول مكَّاوِي، وذلكَ من خلال الرهان على قبائل شبوة وعمران والمكلَّا. جديرٌ بالذكر، أنَّ المفتشيَة العامة للقوات المسلحة الملكيَّة كانت قدْ أعلنت في وقتٍ سابق عن فقدان طائرة مقاتلة من طراز إفْ 16، فوق التراب اليمنِي.. فيما أعلنت جماعة "أنصار الله" الحوثيَّة، عبر عضو مكتبها السياسي، ضيف الشَّامِي، وقوفها وراء عمليَّة الإسقاط في محافظة صعدَة دون الكشف عن مصير الطيار الذي كان على متنها، فيما نجتْ طائرة ثانية كانت برفقتها من محاولة الإسقاط.