في إطار الأنشطة التكوينية التي تنظمها الوزارة و بتنسيق مع الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين ،نظمت الأكاديمية الجهوية للتربية و التكوين بمكناس دورة تكوينية في إطار برنامج تعميم تكنولوجيا المعلوميات والاتصال وذلك أيام 22-23-24-25 دجنبر2010 بالمركز التربوي الجهوي، وكالعادة انطلقت الدورة بحماسة واستعداد لاستقبال وافد سبرنتيكي جديد يغني رجال الواجهة عن نقع الطباشير أو على الأقل يثري فضاء الفصل بمثير جديد يحفز التلاميذ ويتماشى مع معيشهم اليومي الذي هيمنت عليه ثقافة الصورة وجعلت عقليتهم غير قادرة على استيعاب دروس جافة في فصول قاحلة تستغيث أمام زحف قطاع التعليم الخاص المنفتح على التجديد باستمرار... انطلق التكوين وانطلقت معه تباشير الاستحسان لما ستوفره السبورة التفاعلية من قيمة مضافة تغني المدرس عن مجهودات مضاعفة، كما ستجعل التلميذ فاعلا ومنصتا وبانيا لمادته المعرفية....رهانات ومشاريع تكنولوجية يترجاها كل رجل تعليم في ظل عولمة تكنولوجية لا مفر منها بالرغم من وجودنا السلبي بين أحضانها ...لكن للأسف الشديد أن هذه التكنولوجيا انبثقت في ظل ثقافة معينة تستبطن إيديولوجية سياسية وفكرية لمصدريها ، تعمل بشكل خفي متسترة وراء التقدم التقني وشعارات الفصل بين السياسي والتقني العلمي...هذه التبعية التكنولوجية تستلزم نوع من الحذر الإبستمولوجي تجاه أي منتوج أجنبي يراهن على غزو الأسواق المغربية وخصوصا إذا كان في شكل هبات..للأسف الشديد هذا ما حدث مؤخرا بمكناس عندما تم الاشتغال على برمجيات السبورة التفاعلية وبنوع من السذاجة المتأصلة في هوية المغاربة، مع العلم أنها تمس كيان المملكة المغربية ووحدتها الترابية ،بحيث كانت تحتوي على خريطة المغرب مبتورا في نموذجين يخصان شركتي سمات و هتاشي...صحيح أن البرمجيات التي تم تصريفها في ظل تكوين مر عبر قنوات رسمية قد يستبطن إيديولوجية مقصودة أو غير مقصودة تمس كياننا و هويتنا ،لكن السؤال الذي يؤرقني وجعل الكل يندهش لسذاجة المسؤولين بالوزارة الذين سمحوا لهاتين الشركتين أن يعبثا بالضمائر المغربية الحية خصوصا و أن أقاليمنا الجنوبية بدورها قد تسلمت سبورات تفاعلية بنفس البرمجيات...فهل يعقل أن يقترف خطأ بهذا الحجم في ظل ظرفية سياسية حرجة ؟ ما موقف المسؤولين من هاتين الشركتين وما محل عبتية هؤلاء من وحدتنا الترابية؟كيف تم السكوت على هذا الأمر وخصوصا أنه كان يستهدف الفعل التربوي بما يحمله من خطورة على متمدرسينا؟ إننا نشجب هذا الفعل الإجرامي الذي قامت به هاتين الشركتين سواء كان مقصودا أو غير مقصود ونحمل المسؤولية للوزارة التي لازالت تتعامل بعقلية ساذجة مع شركائها الاقتصاديين والتجاريين، وليس هذه المرة الأولى التي تسقط في أخطاء فادحة تحت غطاء التجديد و الشراكة... إننا مدعوون إلى التأهب كل من موقعه ضد الهجمات الشرسة تجاه الوحدة الترابية ومطالبون بألا يقف التعبير عن وحدتنا الترابية عند حدود القول بل من اللازم الدخول في الفعل وتجسيد هذا الانتماء وذلك عبر تشجيع المنتوج المحلي و مقاطعة المنتوجات التي لا تحترم السيادة الوطنية، و إلزام عقد الصفقات بمواثيق احترام الكيان المغربي... انطلاقا من وعي الشغيلة التعليمية المسؤول ويقضتهم وخصوصا الأساتذة الذين خضعوا للتكوين في هذا المجال بمكناس ،تم إيقاف التكوين بأمر من السيد مدير الأكاديمية و بالمناسبة أحيي غيرته ويقظته ، وتم تغيير مسار التكوين عبر إنشاء لجان افتحاص البرمجيات الثلاث المصاحبة للسبورات التفاعلية ميميو و سمارت و هيتاشي، فتبين و بشكل ملموس أن برنامج ميميو هو الوحيد الذي لم يسقط في فخ المساس بالوحدة الترابية، في حين أن البرنامجين الآخرين لم يحترما السيادة الوطنية ،وعليه تقرر رفع تقرير إلى الجهات المسؤولة وبتنسيق مع الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بمكناس للتعامل مع برنامج ميميو في انتظار خلق خلايا محلية مختصة في هذا المجال... نموذج لخريطتين للمغرب موجودة في برنامج سمارت الخاص بالسبورة التفاعلية وفيه تظهر الوحدة الترابية مبتورة؟؟؟