افتتحت بمدينة أبيدجان بالكوت ديفوار، اليوم الخميس، أشغال أول منتدى لجالية "ساحل العاج" في الخارج، بمشاركة مغربية، هدفها نقل التجربة التي راكمتها المملكة في مجال الهجرة إلى دول إفريقيا جنوب الصحراء. ويشارك المغرب في هذا المنتدى الأول للجالية الإيفوارية بالخارج، الذي ينظم تحت الرئاسة الفعلية للرئيس، الحسن واتارا، بوفد يترأسه الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، عبد الله بوصوف. أشغال المنتدى، المنظم بمبادرة من وزارة الاندماج الإفريقي والإيفواريين بالخارج، تهدف من خلاله مجلس الجالية، إلى تدعيم التنسيق الموجود بين المغرب والكوت ديفوار، وخصوصا بين وزارة الاندماج الإفريقي بالخارج، ومجلس الجالية المغربية بالخارج. ودعا بوصوف إلى التصدي لاستغلال هجرة الأفارقة سياسويا، و"الابتعاد عن المنطق السياسوي والديماغوجي، الذي اختارته بعض الأحزاب في أوربا في تعاطيها مع قضايا الهجرة، وخصوص اليمين، واليمين المتطرف، وبعض الاشتراكيين الذين يستعملون ملف الهجرة وقودا انتخابيا". وأكد الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، أن الوقوف في وجه الاستغلال السياسيوي للهجرة أمر أساسي، لكونها قيمة مضافة للعالم"، مضيفا أنها "ساهمت في التعارف والتثاقف، وقلصت من الحروب، ولها أفضال كثيرة على العالم، وستلعب أدوارا مهمة في الحفاظ على السلم العالمي". "مشاركة المغرب في منتدى الجالية الايفوارية، هدفها نقل التجربة المغربية في مجال تدبير الهجرة مع الدول الإفريقية، لخلق فضاء للتعاون مع المهاجرين الأفارقة"، يقول بوصوف الذي أوضح أن الهدف من اللقاء مواجهة تحديات مشتركة بيننا، من قبيل الإسلاموفوبيا، والعنصرية والأزمات المختلفة". وأكد بوصوف أنه "لا يمكننا أن نشتغل في مجال الهجرة متفرقين، أو أن تشتغل كل دولة لوحدها"، داعيا إلى "بناء فضاء مشترك لتدبير مجال الهجرة، بهدف تنمية القارة الإفريقية، لأن الجاليات الإفريقية تشكل دعامة أساسية لاقتصاديات بلدانها، وقيمة مضافة للدول التي تعيش فيها أيضاً". وبعدما أوضح أن "الهجرة ظاهرة إنسانية ولا يمكن الحد منها، لكن يجب أنسنتها"، سجل بوصوف أن "مجال الهجرة يعد فضاء لتشجيع الأفارقة للاستثمار في بلدانهم"، موضحا أن "المغرب قطع أشواطا في مهمة في مجال الهجرة، بفضل العناية الخاصة التي يفردها ملك البلاد لتنظيم الجالية وحقوق المغاربة". ويعتبر منتدى الجالية الإفوارية بالخارج أول ملتقى من نوعه في الكوت ديفوار، ويهدف إلى الوقوف على الإشكاليات التي يواجهها المهاجرون الإيفواريون بالخارج، من أجل بلورة سياسة وطنية لتدبير هذه الهجرة، وإشراكهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية في بلدهم الأصلي. يذكر أن الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، ووزير الاندماج الإفريقي والإيفواريين بالخارج، كانا قد وقعا مذكرة تفاهم للتعاون في مجال تدبير شؤون الجالية، في حفل ترأسه الملك محمد السادس، ورئيس الكوت ديفوار، خلال يناير الماضي بمراكش، على هامش زيارة الدولة التي قام الرئيس الإيفواري للمغرب.