بتوقيعها اتفاقية تبيع بموجبها 24 طائرة مقاتلة من نوع "رافال" لقطر، وذلك في أعقاب مباحثات جمعت أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، والرئيس لفرنسي فرانسوا هولاند ، بالديوان الأميري في الدوحة ظهر الإثنين، يبدو أنّ المقاتلة الفرنسية الحديثة "متعدّدة المهام"، تمكّنت أخيرا من "فكّ النحس" الذي لازمها منذ إطلاقها في 1988. ولم تلق هذه الطائرة من الجيل "الرابع والنصف"، وصنعت من قبل شركة داسو أفياسيون، الرواج الذي توقّعته لها، فرغم الاهتمام الذي أبدته العديد من الدول بهذه المقاتلة، إلاّ أنّ لا واحدة منها وقّعت صفقة لاقتنائها، ولطالما فضلت الأسواق الأجنبية الطائرات الأمريكية، تورد وكالة الأناضول التركية. وكانت فرنسا قد ألغت صفقة بيع 18 طائرة من نوع "رافال" للمغرب سنة 2007، قبل أن تتجه المملكة صوب واشنطن لتقتني منها طائرات "إف 16". وفي وقت سابق ذكر مصدر مطلع على الملف لهسبريس أن رفض المغرب لصفقة "رافال" الفرنسية كان بقرار سيادي من الملك محمد السادس، مبرزا أن الرفض المغربي كان لعدة أسباب جوهرية من بينها اختلاف الآراء بين الشركة المصنعة داسو Dassault والإدارة العامة الفرنسية للتسليح، فضلا عن الكلفة المرتفعة لاستغلال الطائرة. وتابع المصدر بأن المغرب انتظر إلى أن يحصل على عرض استثنائي يلبي كل حاجياته الدفاعية من الأمريكان، من خلال طائرات متعددة المهام، أثبتت فعاليتها في ميادين القتال، والتي لطالما حلم بها المغرب مند نهاية الثمانينات، حيث كان سيقني عددا منها بتمويل خليجي، لكن الأمر فشل، وبقي حلما تحقق على أحسن صورة بعد ذلك". واستدرك المصدر بأن "رافال" طائرة جيدة، لكن تسليحها محدود جدا بالنظر إلى ما قدمه الجانب الأمريكي، حيث حصل المغرب على صواريخ مضادة للرادارات مثلا غير موجودة لدى دول المنطقة، وحتى بالشرق الأوسط، وصواريخ "جو جو" طويلة المدى لا يوجد لدى الفرنسيين ما يضاهيها. وعزا المتحدث فضل الصفقة أيضا إلى ما أسماه "تعنت الفرنسيين في تقديم تسليح متكامل وعلى أعلى مستوى لطائرات "رافال" لفائدة المملكة، وفي المقابل كان الأمريكيون أكثر مرونة، وهو ما يعكس تعاملهم مع المغرب كشريك استراتيجي، في حين تعاملت فرنسا معه كبلد خاضع لها." وعرفت داسو أفياسيون إخفاقات عديدة في كلّ من هولاندا في عام 2002، وكوريا الجنوبية في العام نفسه، وفي سنغافورة في 2005، والبرازيل في 2013، وهو ما حكم عليها بملازمة الحيّز المحلّي، مكتفية بتزويد القوات الجوية الفرنسية بهذا النوع من الطائرات. وبدأت فرنسا بيع طائرات رافال، التي لم تجد لها سوقًا رائجة على مدى 27 عامًا بسبب غلاء ثمنها وتعقيد أنظمتها، للمرة الأولى في فبراير الماضي، لمصر، حيث زودتها ب 24 طائرة كجزء من صفقة تسليح تضم معدات أخرى بقيمة 5.9 مليار دولار، ثم توصلت إلى اتفاق مع الهند من أجل بيع 36 طائرة في صفقة بقيمة 5.6 مليار دولار.وبهذه الصفقة تصبح قطر الدولة الثالثة التي تشتري من فرنسا طائرات رافال لهذا العام. ووفقا لمصادر بشركة داسو أفياسون، فإنّ هذا التوجّه الإيجابي تأكّد من خلال المباحثات "الواعدة" مع كل من ماليزيا والإمارات العربية المتحدة لبيعها، تباعا، 16 و60 طائرة "رافال".