اهتمت الصحف المغاربية، الصادرة اليوم الاثنين، بانتهاكات حرية الصحافة في الجزائر وإخفاق الفرق التونسية في المنافسات الكروية القارية ونتائج الاجتماع الخامس لمجلس وزراء داخلية بلدان المغرب العربي في موريتانيا. ففي الجزائر، واصلت الصحف رصدها للانتهاكات التي تطال الحقل الإعلامي، غداة الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة، حيث رسمت صحيفة (الوطن) صورة قاتمة عن الوضع معددة سلسلة من الخروقات التي مست حرية الصحافة في السنوات الأخيرة. وكتبت الصحيفة، في هذا الصدد، أن النظام السياسي "يقوم بشكل مباشر أو عبر أدواته بفرض رقابة مشددة"، مبرزة أن "التضييق على وسائل الإعلام بدعوى الافتقار إلى المهنية وعدم احترام أخلاقيات المهنة يتخذ ذريعة من قبل السلطات العمومية لتلافي الانتقادات". وتساءلت الصحيفة عما إذا كان النظام السياسي "مستعدا في الوقت الراهن لاستيعاب صحافة ترصد الرشوة والتدبير السيئ للثروة الوطنية أو أي سلوكات منافية للحكامة الرشيدة". بدورها أقرت صحيفة (ليبيرتي) بتراجع حرية الصحافة في البلد، منددة ب"الاستخدام غير المسبوق للإشهار، بما فيه ذلك المتعلق بالمعلنين الخواص، كوسيلة للضغط على الصحف"، معتبرة أن هذا السلوك يعد بمثابة "وأد لهذه المقاولات الإعلامية". من جهتها، اهتمت صحيفة (لوجون أنديبوندان) بفحوى التقرير السنوي الذي أصدرته (المبادرة الوطنية من أجل كرامة الصحافي) والذي حذرت فيه من "انهيار المبادئ المؤطرة للمهنة التي أضحت ممارستها موسومة بالعشوائية وانتفاء الأخلاقيات والممارسة القويمة". أما في تونس، فقد ركزت الصحف على إخفاق أكبر الأندية المحلية في أسمى المسابقات القارية الكروية، بالإضافة إلى متابعتها للحرب ضد الإرهاب. ولقي خروج ناديي الترجي وصفاقس على يد كل من المريخ السوداني ومولودية شباب العلمة الجزائري من دور ثمن نهائي كأس رابطة الأبطال الإفريقية، اهتماما من طرف الصحف، حيث كتبت صحيفة (الشروق) أن مسؤولي فريق الترجي "لم يهضموا خروجه بعد سنوات عديدة من الوجود في دوري المجموعات لهذه المسابقة الإفريقية العريقة"، محملين مدرب النادي دي مورايس مسؤولية هذا الإخفاق. وقالت صحيفة (التونسية) إن الجماهير لم تكن تتوقع أن يغادر "شيخ الأندية التونسية" والنادي الصفاقسي المغامرة الإفريقية من الباب الصغير، معتبرة ذلك "ضربة موجعة للكرة التونسية التي تواصل سيرها الإرادي إلى الخلف". وتحت عنوان "الترجي يدفع ضريبة تفلسف دي مورايس"، علقت صحيفة (البيان) بالقول إنه لأول مرة منذ خمس سنوات يفشل الترجي الرياضي في العبور إلى دور المجموعات بعد مباراة وإن فاز فيها على المريخ السوداني ب2-1، فإنها كانت "كارثية تكتيكيا"، واصفة هزيمة نادي صفاقس أمام مولودية شباب العلمة الجزائري ب"الانسحاب المر".`أما صحيفة (الصباح) فقد تأسفت لخروج الترجي وصفاقس من دور الثمن، لاسيما الفريق الأول الذي قالت عنه إن مدربه دي مورايس "يمضي بجهالة على ورقة الانسحاب". من جهة أخرى، توقفت الصحيفة ذاتها عند ملف الإرهاب "الذي يعتبر قضية الساعة سواء في تونس أو خارجها"، مشيرة إلى ندوة حول الموضوع نظمت مؤخرا بتونس. وأوردت الصحيفة أن مفهوم الإرهاب ظل مبحوثا عنه مرارا وتكرارا وفي العديد من المناسبات والندوات الإقليمية والدولية والوطنية والمحلية، "والحال أن الإرهاب أضحى واقعا نعيش على مخاطر ضرباته ومستجداته وحيثياته وتطوراته"، متسائلة عن جدوى مثل هذه الاجتماعات والندوات في قاعات مغلقة "وأصل الداء معلوم لدى الخاصة والعامة". وارتباطا بالموضوع ذاته، نقلت صحيفة (الشروق) عن وزارة الداخلية التونسية نفيها لتحذيرات إسرائيلية بوجود تهديدات باعتداءات على يهود أو مواطنين إسرائيليين على الأرضي التونسية، مؤكدة أن أجهزتها الأمنية مستعدة لدرء كل المخاطر. وتطرقت الصحف الموريتانية لانعقاد الاجتماع الخامس لمجلس وزراء داخلية بلدان المغرب العربي واحتفال الطبقة الشغيلة بفاتح مايو وتخليد اليوم العالمي لحرية الصحافة. وتناولت الصحف انعقاد الدورة الخامسة لمجلس وزراء الداخلية لدول اتحاد المغرب العربي، الخميس الماضي بنواكشوط، وأشارت إلى تأكيد المجلس على أهمية تكثيف التعاون والتشاور والتنسيق لمواجهة التحديات الأمنية في المنطقة. كما توقفت عند بعض التوصيات الصادرة عن الدورة، ومنها، إدانة المجلس الشديدة للعمليات الإرهابية التي استهدفت بعض الدول المغاربية، وراح ضحيتها العديد من الأبرياء من المدنيين وقوات الأمن والجيش. كما اهتمت بتخليد الطبقة العاملة لعيد الشغل، الذي تميز بتنظيم مسيرات عمالية بمختلف مدن البلاد، رفعت خلالها لافتات تعبر عن تطلعات وآمال العمال، قبل أن تتحول إلى مهرجانات خطابية، دعا فيها قياديو المركزيات النقابية إلى تحسين ظروف العمل والعمال. وأشارت إلى تسلم وزير الوظيفة العمومية والعمل وعصرنة الإدارة عرائض مطلبية لنقابات العمال ودعوته للنهوض بالحوار الاجتماعي والإقبال على التكوين والتأهيل المهني. وفي هذا السياق كتبت جريدة (الشعب) أن الطبقة الشغيلة خلدت العيد الدولي في "أجواء مطلبية مليئة بالتفاؤل والأمل"، فيما أشارت صحيفة (المواطنة) إلى أن الطبقة العاملة أحيت العيد العالمي وهي تعاني من عدة مشاكل، منها تدني الأجور وارتفاع الأسعار على أمل أن تتحقق مطالبها التي لا تلوح في الأفق في الوقت الراهن. وتوقفت الصحف الموريتانية أيضا عند تخليد اليوم العالمي لحرية الصحافة تحت شعار "الصحافة المهنية والتغطية الإعلامية المتوازنة"، مشيرة إلى أن رؤساء النقابات والروابط والتجمعات الصحفية أكدوا على ضرورة توحيد الصفوف بغية تعزيز العمل المشترك للارتقاء بقطاع الإعلام وجعله مؤهلا للقيام بدوره على الوجه الأمثل.