في تقليد مغربي لتحدي المرجعية "العولمية"على شاكلة الهالوين والسان فالنتان بعد مدن الرباط والدارالبيضاء وتطوان وفاس، حل باب عيشور في محطته الخامسة ضيفا على مدينة الشموع، سلا، وذلك في الفترة الممتدة بين 16 دجنبر و05 يناير من السنة المقبلة. وافتتح بابا عيشور جولته بمدينة سلا منذ يوم الخميس من الأسبوع المنصرم، الذي يصادف عيد عاشوراء، وذلك بإجراءه لزيارة للمدينة العتيقة في إطار عملية "من دار لدار"، قدم خلالها هدايا للأمهات والأطفال "تكريسا للقيم المغربية الأصيلة من محبة وإخاء وتضامن وحسن الجوار"، وفي يوم أمس الجمعة أقامت الجهة المنظمة لاحتفالات بابا عيشور حفل ومأدبة غذاء تقليدية "وجبة عاشوراء" لفائدة نزيلات السجن المدني، كرمت خلالها ثلاث سجينات "محظوظات السنة" على طريقة عادة "حاكوزة" بإهدائهن ثلاث "لويزات" من الذهب الخالص ولباس تقليدي لكل واحدة، كما تم توزيع الفواكه الجافة "الفاكية" والهدايا على كل النزيلات، وذلك تعزيزا للبعد الديني والاجتماعي والثقافي الذي يحمله الاحتفال ورمزيته داخل المجتمع المغربي. وسيتوج المهرجان بموكب بابا عاشور الذي سيطوف بأهم شوارع مدينة سلا، وذلك بمشاركة أزيد من ألف مشارك من مختلف أنحاء المملكة بلباسهم التنكري، وذلك عشية اليوم. وتأكيدا لرمزية الاحتفال بعيد عاشوراء، خصوصا في بعده الديني والاجتماعي والثقافي، فإن الجمعية المنظمة ستقيم يوم غد الأحد 26 دجنبر حفلا تضامنيا "جنان الصالحة" لفائدة الأطفال في وضعية صعبة، سيتم خلاله تكريم الحكايات العشر الأوائل حول "عادات وتقاليد عاشوراء بسلا"، إضافة إلى تنظيم حفل "سلطانة عاشوراء" حيث سيتم اختيار السيدة التي ستتعهد بالقيام بأعمال خيرية على مدار سنة على صعيد عمالة سلا. للإشارة فمهرجان بابا عيشور تنظمه جمعية لقاءات للتربية والثقافات بشراكة مع وزارة التربية الوطنية وعمالة سلا ومجلس مدينة سلا والاتحاد النسائي المغربي. وحسب بلاغ للجمعية، توصلت الجريدة بنسخة منه، فهذا النشاط يدخل في سياق "اهتمامات الجمعية بمكونات ثقافتنا اللامادية"، كما تسعى من خلاله "إلى الحفاظ على الموروث الشعبي المغربي وبعثه في حلة تتماشى وروح العصر، لما لهذه التظاهرات من انعكاسات إيجابية على هويتنا الثقافية التي أصبحت تواجه إكراهات العولمة وأحادية الثقافة". وتضيف جمعية لقاءات للتربية والثقافات في بلاغها، أنها، بهذه المناسبة، تعمل على إحياء تقليد "بابا عاشور" الذي تزخر به الأغاني والأهازيج الشعبية، "لكي تحبب لأطفالنا تراثهم بعاداته وتقاليده، وتسهم في امتلاكهم لمرجعية تغنيهم عن المرجعية "العولمية"على شاكلة الهالوين والسان فالنتان".