احتفاء بالموروث الثقافي الشعبي ودعم لقيمه المبنية على التضامن تتواصل بمدينة سلا، فعاليات الدورة الخامسة من مهرجان عاشوراء الذي تنظمه جمعية لقاءات للتربية والثقافات بشراكة مع وزارة التربية الوطنية وعمالة سلا ومجلس مدينة سلا والاتحاد النسائي المغربي، احتفاء بهذا الموروث الثقافي الشعبي، وتستمر من 16 دجنبر2010 إلى 4 يناير 2011. وتميز حفل انطلاق هذه التظاهرة بتنظيم قافلة «بابا عاشور» من أمام ضريح سيدي عبدالله حسون وجابت مختلف أزقة ودروب المدينة العتيقة يتقدمها شخص يجسد شخصية «بابا عاشور» وهو يردد رفقة أطفال ونساء ورجال ، أهازيج تحيل على هذا النوع من الموروث الثقافي ويقرع أجراس بعض المنازل لتعريف الأمهات والأطفال بشخصيته ومدهم ببعض الهدايا التي تناسب رغباتهم ك» الدمى» و «الدفوف» وذلك من أجل تحسيس الجميع بأهمية الحفاظ على هذا الموروث الثقافي الاصيل . وأكدت رئيسة جمعية لقاءات للتربية والثقافات نجيمة طايطاي أن الهدف من هذه التظاهرة هو إعادة الاعتبار للتراث المغربي بعاداته وتقاليده المتنوعة التي تتميز بها كل منطقة من مناطق المملكة والعمل على تحبيبه وإيصاله للأجيال الصاعدة التي لديها نقص من حيث المعلومات الخاصة بهذا التراث والمساهمة في امتلاكهم لمرجعية تغنيهم عن المرجعية الغربية. وأضافت طايطاي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن اختيار مدينة سلا لتنظيم دورة هذه السنة تم على أساس ما تتوفر عليه هذه المدينة من تقاليد وعادات متنوعة وتتميز بتنوع تراثها اللامادي، مبرزة أن الهدف من هذه التظاهرات يكمن في المساهمة في الحفاظ على الاحتفال ب «عاشوراء» كموروث ثقافي وتسويقه والترويج لقيمه المبنية على التضامن. ويتضمن برنامج هذه التظاهرة تنظيم ورشات تحسيسية بمطار الرباطسلا (23 دجنبر)، وأنشطة تربوية لفائدة نزيلات السجن المدني (24 دجنبر)، وكذا تنظيم كرنفال سيجوب شوارع المدينة (25 دجنبر. ويشار إلى أن الدورات الأربعة السابقة لمهرجان عاشوراء اهتمت بتقاليد وعادات مدن الرباط ، والدارالبيضاء، وتطوان وفاس . ويدخل هذا النشاط في سياق اهتمامات الجمعية بمكونات ثقافتنا المادية واللامادية، كما تسعى إلى الحفاظ على الموروث الشعبي المغربي وبعثه في حلة تتماشى وروح العصر، لما لهذه التظاهرات من انعكاسات إيجابية على هويتنا الثقافية التي أصبحت تواجه إكراهات العولمة وأحادية الثقافة. كما يعتبر مهرجان عاشوراء كذلك مناسبة تبعث تقليد بابا عاشور الذي تزخر به الأغاني و الأهازيج الشعبية، لكي تحبب لأطفالنا تراثهم بعاداته وتقاليده، وتسليحهم بمرجعية ثقافية وطنية تغنيهم عن المرجعيات الدخيلة. وحسب بلاغ لجمعية لقاءات للتربية والثقافات، توصلت الجريدة بنسخة منه، فان الجمعية عملت بعد دراسات وابحاث معمقة بخلقها لمفهوم «بابا عاشور»، تحت شعار « لقاءات ممارسة جديدة للعادات» لكي تحبب لأطفالنا تراثهم بعاداته وتقاليده، وتسهم في امتلاكهم لمرجعية تغنيهم عن المرجعية «العولمية»على شاكلة الهالوين والسان فالونتان...وعملت الجمعية على تسويقه ثقافيا والترويج لقيمه المبنية على التضامن والتآزر وذلك بتنظيم مهرجان سنوي على شكل قافلة تجوب مدينة من مدن المملكة للتعريف بعاداتها وتقاليدها المتنوعة والمتميزة. و خلال زيارة بابا عاشور للمستشفى يوم الجمعة الماضي كان محملا بالهدايا واللعب وأكياس الفاكية التي وزعها على الأطفال، كما قدم بابا عاشور فقرة تنشيطية رفقة بهلوان وساحر. وحسب الجهة المنظمة فان زيارة بابا عاشور لجناح الأطفال بهذا المستشفى وتقديم هدايا لهم تدخل في إطار مبادئ ديننا الحنيف وعاداتنا وتقاليدنا التي تدعو إلى عيادة المريض والوقوف بجانبه في محنته المرضية خاصة إذا كان أو كانت معوزة أو كان طفلا وهو ما يعرف بالتكافل الاجتماعي. كما أقيمت نقس اليوم بالمركب السجني مأدبة غذاء تقليدية «وجبة عاشوراء»، يتم خلالها توزيع الهدايا واختيار محظوظة عاشوراء التي سيهدى لها «لويزة» من الذهب الخالص على طريقة «حاكَوزة»، بالإضافة إلى تكشيطة وشربيل وشال. كما سيتميز يومه السبت بموكب بابا عاشور أو (الكارنفال) الذي يجسد عادات وتقاليد وطقوس المجتمع المغربي عامة وساكنة المدينة خاصة ونعني هنا مدينة سلا، إذ يتكون الموكب من : يتقدم الموكب عربة مجرورة « كوتشي « يركبها بابا عاشور. وفد يحمل العديد من العماريات بداخلها فتيات صغيرات بلباسهن التقليدي والطيافر المملوءة بأصناف من الفاكية، والسواك، والكحل، والحناء... فتيان وفتيات المدارس بألبستهم التقليدية السلاوية – حوالي 600 تلميذ وتلميذة - وذلك بمشاركة مؤسسات وجمعيات محلية. وعروض فنية من الموروث التراثي الشعبي لبعض المجموعات التراثية الشعبية السلاوية والمدن المجاورة «عيساوة/ الدقايقية الغياطة...» ومختلف الأهازيج الشعبية التي ترمز إلى المناسبة. كما يتوزع البرنامج العام للدورة الخامسة على الكثير من المبادرات والأنشطة ذات الطابع الاحتفالي على خلفية اجتماعية، حيث سيختتم بحفل فني متميز تكريما للام المغربية على اعتبار ان عاشوراء هي ايضا «عيد الام المغربية» ، يتم خلاله الإعلان عن المتوجة»سلطانة عاشوراء» لهذه السنة من بين نساء مدينة سلا اللواتي عرفن بالقيام بأعمال خيرية تطوعية، وستتعهد المتوجة منهن بالاستمرار في العمل تطوعي الخيري طوال السنة تستحق على إثره حمل لقب «سلطانة عاشوراء «. كما سيتم تكريم بعض الامهات اللواتي كرسن حياتهن وأحسن تربية ابنائهن. كما سيتم خلال هذا الحفل الختامي أيضا الإعلان عن الفائزات في مسابقة أحسن نص ورسم عن عادات وتقاليد مدينة سلا في عاشوراء من ضمن النساء المسجلات في برنامج محاربة الأمية والتربية غير النظامية بنيابة سلا.