كشفت جمعية حقوق المسلمين في بلجيكا عن ارتفاع قياسي لعدد الاعتداءات على مسلمي البلاد خلال السنة الماضية، وقدرت الجمعية في تقريرها السنوي حول الإسلاموفوبيا عدد المسلمين الذي تعرضوا لاعتداء جسدي أو لفظي بأكثر من 696 مسلما وهو رقم جد مرتفع لم يسبق تسجيله. وأفاد التقرير أن الشكايات التي تلقتها الجمعية عبر الهاتف تتعلق في المقام الأول باعتداءات في أماكن العمل (183 شكاية)، تليها الاعتداءات داخل المؤسسات التعليمية من طرف الأساتذة في حق التلاميذ المسلمين (141 اعتداء). ونبه التقرير إلى أن بعض المؤسسات التعليمية أصبحت تفرض قيودا صعبة على التلاميذ المسلمين ولا تمنحهم نفس حقوق أقرانهم من البلجيكيين غير المسلمين. وعكس سنة 2013 التي شهدت 17 حالة اعتداء على المسلمين، فإن سنة 2014 عرفت ارتفاعا قياسيا للاعتداءات اللفظية أو الجسدية في حق المسلمين، والتي تترجم بسلوكيات عنيفة في الشارع العام سواء تعلق الأمر بالضرب، أو محاولة انتزاع الحجاب خصوصا في حق النساء البلجيكيات المعتنقات للإسلام حديثا. وسجل التقرير أن ضحايا الاعتداءات فقدوا الثقة في قدرة المؤسسات الحكومية على حمايتهم، "وهو الأمر الذي يدفع العديد من الأشخاص المسلمين الذين تعرضوا لاعتداءات عنصرية إلى تجنب تقديم شكاوى لدى رجال الشرطة لأنهم يعلمون أن شكايتهم لن تجد آذانا صاغية". واستدل التقرير على هذه الوضعية بكون 16 في المائة فقط من الشكايات حول الاعتداء ضد المسلمين هي التي يجري التحري حولها. وتظهر الأرقام أن النساء المسلمات هن الأكثر تعرضا للاعتداء، إذ أن 73 في المائة من الشكايات التي تلقتها الجمعية هي شكايات لنساء تعرضن للاعتداء وخصوصا اللاتي يرتدين الحجاب، هذه الفئة الأخيرة تعتبر الأكثر تعرضا لسلوكيات عنصرية بنسبة 82 في المائة من مجموع الاعتداءات التي تعرضت لها النساء سواء في أماكن العمل أو الإدارات العمومية. في المقابل فإن الأشخاص الذي يقومون بالاعتداء على المسلمين أغلبهم من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 سنة، ويحمل جلهم الجنسية البلجيكية. تقرير جمعية حقوق المسلمين البلجيكية يتقاطع في نتائجه مع تلك الصادرة عن مركز تكافؤ الفرص البلجيكي الذي أكد أن عدد الاعتداءات في حق المسلمين قد ارتفع خلال سنة 2014، كما لاحظ المركز استفحال ظاهرة التمييز ضد المسلمين في بلجيكا خصوصا في مجال الإعلام وسوق الشغل حسب الدراسة التي أنجزها المركز.