أبدى مشاركون في لقاء قانوني شهدته فاس نهاية الأسبوع الماضي، ضرورة انخراط المغرب، بثقافته المتنوّعة، وتاريخه الإنساني الكبير، في نشر أكبر لمعالم السلم في العالم، خاصة في هذه الظرفية التي تشهد الكثير من التحديات الأمنية، مع تصاعد حجم الحركات الإرهابية، وتزايد حالات التوتر بين بعض البلدان بشكل يثير مخاوف من تكرار سيناريو حروب تطيح بحياة الآلاف من البشر. هذا اللقاء الدولي الذي احتضنته إحدى المدارس العليا الخاصة بفاس، وهمّ القانون الدولي في علاقته بإحلال السلام، نظمته HWPL، وهي منظمة غير حكومية من كوريا الجنوبية تُعنى بالثقافات بين الأديان ونشر السلام، بشراكة مع منتدى الشباب المغربي، لغرض المساهمة في تشريع قانون يهدف إلى إيقاف الحروب. وقد حضر في هذا اللقاء الإطار الجامعي عز الدين إدريس الخمليشي، الذي سبق له أن حضر في نسخة العام الماضي من "التحالف الدولي لسلام الأديان" المنظم من HWPL، وكذلك كمال المصباحي، أستاذ العلوم الاقتصادية، وعز العرب الحكيم بناني، أستاذة مادة الفلسفة، ومحمد نجيب، أستاذ القانون، ومجموعة من أعضاء منتدى الشباب المغربي. هذا اللقاء كان مناسبة لعرض شريط حول دورة 2014 من مهرجان التحالف الدولي لسلام الأديان الذي نظمته HWPL بالعاصمة الكورية سيول، وحضره حوالي ألفا قيادي ومهتم بالسلام بين الأديان، كما كانت مناسبة للتعرف على هذه المنظمة غير الحكومية التي تعمل بشراكة مع منظمات مدنية حول العالم، من أجل دفع القيادات السياسية إلى التفكير في حلول سلمية للخلافات التي يمكن أن تنشب بين الدول بعيدًا عن الخيارات العسكرية. ونادى المحاضرون في هذا اللقاء الذي يعدّ الأوّل من نوعه الذي تنظمه HWPL بالمغرب، إلى ضرورة توقيع قياديي بلدان العالم على ميثاق مُشترك يضمن عدم اللجوء إلى الحرب التي تشكّل خطرًا كبيرًا على أمن البلدان وسلامة المواطنين والعلاقات الدولية. وقد استطاعت المنظمة إقناع حوالي 28 رئيسًا أو رئيسًا سابقًا من بلدان متعددة، و50 مسؤولًا رفيع المستوى بالتوقيع على هذا الميثاق، منهم أربعة من المغرب. وأشارت HWPL في بيان لها أن المغرب استطاع تحقيق تجربة كبيرة في التقليل من تطوّر الإرهاب، ليس فقط في المنطقة المغاربية، ولكن في المنطقة الإسلامية ككل، لذلك تهدف المنظمة إلى مزيد من توثيق أواصر التعاون معه، كي تتضافر الجهود من أجل خلق عالم يستفيد من التجارب المريرة للحروب الفظيعة التي أودت بحياة مئات الملايين من البشر، كي يتأكد أن السلام هو طريق الجميع لحياة آمنة وكريمة.