نظمت أمس كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية (الرباط أكدال) (شعبة القانون الخاص)، بتعاون مع الرابطة المحمدية للعلماء ومؤسسة الرعاية لصندوق الإيداع والتدبير، ندوة علمية تكريماً للأستاذ أحمد الخمليشي تحت محور «تطوير الاجتهاد: قراءة في أعمال الأستاذ أحمد الخمليشي««. وكانت الجلسة الافتتاحية لهذه الندوة التكريمية، فرصة أبرز فيها العديد من المتدخلين، المكانة الفكرية والعلمية للأستاذ الخمليشي، والتي تبلورت سواء في سلك التدريس بالكلية على امتداد عقود أو على مستوى الإسهام في سلك القضاء. وهكذا أبرز كل من رئيس شعبة القانون الخاص مراحل ومحطات العمل الفكري والعلمي والأكاديمي للأستاذ الخمليشي، في حين شدد أحمد السنوني الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء على مساهمة الخمليشي في العديد من القضايا بروح المجتهد ، »المتمثل لمبدأ العلم النافع في ديننا والمسؤول الذي يضع المصلحة العليا فوق كل اعتبار، والمتزيي بأخلاق العلماء. ومن جهته، أكد الرئيس المنتدب لمؤسسة الرعاية التابعة لصندوق الإيداع والتدبير، على اعتزاز مؤسسته بالإسهام في تكريم علم من أعلام الفكر ببلادنا. وتضمن اللقاء إلقاء شهادات كل من امحمد بوستة، الأمين العام السابق لحزب الاستقلال، ومحمد عزيمان، وزير العدل السابق، ولطيفة اجبابدي المناضلة في مجال حقوق المرأة، وقد تلا امحمد بوستة رسالة كان قد بعث بها إلى الخمليشي منذ أشهر ولم تصل، وهي عبارة عن شكر وامتنان لإهداء الخمليشي مؤلفاته الأخيرة لبوستة.. وبالمناسبة، ذكر هذا الأخير بالآراء والاقتراحات الجريئة والتحليلات العميقة التي كان الدكتور أحمد الخمليشي يعرضها في لجنة مدونة الأسرة. وبهذا الصدد، قال بوستة: «لقد كان الخمليشي يأتي بالحلول من عمق الشريعة«« واعتبر امحمد بوستة أحمد الخمليشي نموذج المجتهد، المصلح، المجدد في زمن الفايسبوك. وتبعاً لأسلوب الشهادات، انتعشت ذاكرة عمر عزيمان وعادت الى سنوات السبعينيات، ليستحضر المحطات الأولى التي جمعته بالاستاذ الخمليشي، «حيث كانت المحطة الأولى في نهاية السبعينيات، حيث تم إحداث مجموعة البحث حول موضوع المرأة، ويشير عزيمان إلى أن الخمليشي لعب دوراً أساسياً، عندما أكد على أنه لا ذنب للفقه الإسلامي في تردي وضعية المرأة، كما أن هذا الفقه قابل للتطوير. أما المحطة الثانية، فكانت عند تأسيس المنظمة المغربية لحقوق الإنسان عندما، وقد كان للأستاذ الخمليشي دور في هذه المحطة، عندما قدم استدلالات على أن الاسلام لا يتنافى مع الديمقراطية وحقوق الإنسان. وآخر محطة عندما أسسنا مجموعة العمل حول القانون والمجتمع». أما لطيفة اجبابدي فشددت على أن الأستاذ الخمليشي، انتصر في مساره العلمي للعقل والفكر الحر، ومبدأ التجديد الديني الفقهي، والذي نبذ فقه الحواشي، معيداً الاعتبار الى سياق الآليات والاجتهاد لفكر المقاصد، كما أنه لعب دوراً أساسياً في تعبيد الطريق للاصلاحات. وكشف أحمد الخمليشي في كلمته لأول مرة عن رسالة تهديد بالقتل، كان أحد طلبته قد بعث بها إليه سنة 1981، مشيراً إلى أنه ممن ساعدوا في »قتل عمر بنجلون«، وأنه سوف يقضي على حياته ويترصده، لأن الاستاذ الخمليشي كان السبب في رسوبه. وفي نفس السياق، انتقد الخمليشي مستويات الطلبة في فترة من فترات الدرس القانوني. وقد حضر هذه الجلسة عدد من زعماء الأحزاب السياسية وأعلام فكرية وعلمية وثلة من القانونيين. وتوبعت أشغال هذه الندوة بتقديم عروض حول أعمال الأستاذ الخمليشي.