التأمت جمعيات مغربية بألمانيا بفضاء Jahrhunderthalle وسط مدينة فرانكفورت، لمناقشة مشاكلها، بحضور الوزير المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج وشؤون الهجرة، أنيس بيرو، وسفير المغرب بألمانيا، عمر زنيبر، زيادة على حضور منتدبين عن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية وممثلي مؤسسات اقتصادية. واختار المنظمون تقسيم الحضور إلى فضاءين، حيث خصص الأول لمناقشة إشكالات الشأن الاجتماعي، والثاني للحديث عن الشأن الديني، حيث ركزت أغلب مداخلات ممثلي الجمعيات على تقديم ملتمسات لمواجهة معيقات ومشاكل تعيشها الجالية المغربية المقيمة بألمانيا، سواء في فترة عودتهم لبلدهم الأصلي، أو خلال مقامهم ببلد الاستقبال. وانصب النقاش حول التنديد بارتفاع تكلفة النقل الجوي عبر طائرات الخطوط الملكية المغربية، ومعاناتهم مع "بيروقراطية" موظفي الجمارك بنقط العبور، سواء في الموانئ أو النقط الحدودية، مثل سبتة ومليلية، كما تطرقوا لغياب الأمن بها، فيما اشتكى آخرون من عمليات نصب طالت العديد منهم، من طرف شركات العقار بمدن مغربية. مهاجرون مغاربة آخرون شددوا، خلال جلسات الحوار ذاتها، على ضرورة العمل على الرفع من مدة صلاحية جواز السفر لعشر سنوات عوض خمسة أعوام، مؤكدين أن الوثيقة الحالية تطرح لهم مشاكل مع سلطات بلد الإقامة، داعين إلى التفكير بقوة في الاستجابة لمطلبهم. الشأن الديني والتربوي كان حاضرا في النقاش بقوة، حيث طالب ممثلو الجمعيات بضرورة تأهيل الأئمة وتحسين وضعيتهم الاجتماعية، زيادة على المطالبة بتعميم تدريس اللغة العربية والثقافة المغربية، والعمل على تعزيز التواصل مع الجمعيات بألمانيا، كما تطرقوا إلى مشاكل أخرى طالبوا بحلها باستعجال. أغلب المعقبين من المسؤولين على مداخلات ممثلي الجمعيات، ذكروا بالمجهودات المبذولة لتحسين وضعية الجالية في علاقاتها مع بلدها، فيما وعد بتبليغ المسؤولين عن قطاعات أخرى بما ورد في حقهم من شكايات، واعدين بالعمل على تعزيز التواصل والإنصات لغاية حل جميع المعيقات. وحول ارتفاع تكلفة النقل الجوي عبر طائرات شركة الخطوط الملكية المغربية، أكد منتدب من طرف مسؤوليها أن ضريبة الوقوف بالمطارات مرتفعة بألمانيا مقارنة مع دول أخرى، مؤكدا أن الشركة لا تستفيد ماليا من رحلاتها إلى فرانكفورت ودوسلدورف وغيرها من المدن، مشددا على كون باقي الاقتراحات والشكايات سيتم نقلها للمسؤولين المركزيين. وشدد الوزير المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج وشؤون الهجرة، أنيس بيرو، على أن اللقاءات المباشرة مع الجالية المغربية تمكن من التعرف عن قرب عن المشاكل التي تعيقها بدول الاستقبال، وأضاف "ليس من رأى كمن سمع، فهذه اللقاءات تقربنا بقوة من مشاكلكم التي نتعرف عليها منكم مباشرة". وأبرز الوزير أهمية تعزيز اللقاءات التواصلية بين الجالية والمسؤولين المغاربة للتعاون من أجل حل الإشكالات، معتبرا أن الوزارة تعمل على الاستماع للجميع والتنسيق مع قطاعات حكومية أخرى من أجل الاستجابة للانتظارات، مؤكدا أن التعاون بين الجميع هو الحل الأمثل لتجاوز المعيقات. وشهد اللقاء التواصلي مع الجالية المقيمة بألمانيا مشاركة عدة جمعيات مغربية تنتمي إلى جهات مختلفة من ألمانيا، حيث استطال زمن التجمع المغربي لساعات، حيث كلف بتسييرها قناصلة تابعون لسفارة المملكة المغربية.