انتقدَ ممثل جبهة البُوليساريُو لدى الأمم المتحدَة، البخارِي أحمد، ما اعتبرهُ ترتيبًا لتقرير الأممالمتحدة حول الصحراء مع المغرب، في إشارة إلى المكالمة الهاتفيَّة التي جمعت ملك المغرب محمد السادس، بالأمين العام للأمم المتحدَة، بان كي مُون، يناير الماضي. البخارِي شنَّ هجومًا على الأمين العام للأمم المتحدة، بسبب ما رآها طمأنة للمغرب منْ الأممالمتحدة، منتقدًا تصريح بان كي مون بالقول عن كون تقارير الهيئة الأممية هادفة وتعكسُ الواقع فقط، قبل أنْ يجري السماح للمبعُوث كريستوفر رُوس بزيارة المنطقة. أستاذ القانون العام بجامعة القاضي عيَّاض، عبد الفتاح البلعمشِي، قال في حديث لهسبريس إنَّ كثرة التصريحات المهاجمة للأمين العام للأمم المتحدة، منذُ بروز مضامين التقرير القادم لمجلس الأمن حول الصحراء، مردُّه إلى عدم تجاوب بان كِي مون مع مناورة جزائريَّة كانتْ تسعى إلى إقحام الاتحاد الإفريقي في مسار التسوية، باعتباره إطارًا يتعاطَى مع النزاعات الإقليميَّة في نطاق ديبلوماسيَّة متعددة الأطراف. بيدَ أنَّ بان كي مون أهمل المطلب الذِي حاولتْ به الجزائر والبُوليساريُو أنْ تمارسَا البروباغاندَا، إثر فشلهما في عدَّة مناورات سابقة، يشرح الباحث، سواء تعلق الأمر بورقة الاعتراف وسحب الاعتراف، أوْ بالمدخل الحقوقي الذِي لم يفض إلى توسيع صلاحيَّات بعثة المينورسُو لتشمل مراقبة حقوق الإنسان في الصحراء، زيادة على عدم التقدم في التجاوب مع المقترح المغربيى القاضي بمنح حكم ذاتِي لأقالِيم المملكة الجنوبيَّة. ويرى البلعمشِي أنَّه كانَ منْ الممكن السمَاح للاتحاد الإفريقي بالدُّخول طرفًا في مسار تسوية ملف الصحراء لوْ أنَّه لزم الحياد، وأبقى نفسه على المسافة نفسها منْ أطراف النزاع، لكنَّه لمْ يفعل ولا يمكن أنْ يحقق ذلك مستقبلًا، وفي ذاك ما جعل المغرب يرفض إيفاد جواكيم شيصانُو، مبعوثًا للاتحاد الإفريقي في الملف، خلال وقتٍ سابق. وعمَّا تعتبرهُ البُوليساريُو انحيازًا مرتقبًا من التقرير القادم إلى المغرب، يلفت الباحثُ إلى أنَّ المغرب لمْ يرتب ولا هو اتفق مع الهيئة الأمميَّة في الموضوع، قائلًا إنَّ الأممالمتحدة انتبهتْ بالكَاد إلى بعض النقائص والثغرات التي كانت تسمُ التقارير السابقة، التي كانت تغفلُ جوانب الإحصاء في تندُوف والمساعدات، دُون إيلاء أهميَّة للواقع الاستراتيجي الذِي يعتملُ المنطقة. وبشأن الحسم الذِي كان يروجُ أنَّه سيحصلُ في 2015 أوْ تغيير نطاق معالجة ملف الصحراء أمميًّا، يوضح البلعمشِي أنَّ التحولات الكبرى في ملفَّ كالصحراء ما كان من الممكن أنْ تأتِي دفعةً واحدة، قائلًا إنَّ المغرب بات في وضع مرتاح يمكنُه من ممارسة ضغطٍ على خصومه، وتعرية فسادهم، في إشارة إلى المساعدات الإنسانيَّة التي يتمُّ نهبها بضلوع جزء من الإدارة الجزائريَّة.