معلمةٌ حضارية ذات مقاييس حديثة تلك التي تجعل من القنطرة المعلقة على نهر أبي رقراق، والتي من المزمع أن تنتهي أشغالها في بداية شهر يونيو المقبل، أكبر جسر معلق في القارة الإفريقية والعالم العربي أيضا، ما يؤشر على جدية المغرب في تشييد هذا المشروع الطرقي الكبير. الجسر المعلق على وادي أبي رقراق يُنتظر منه، وفق الواقفين وراء المشروع، أن يعمل على تسهيل المرور في الطريق السيار خارج المدار الحضري السريع الرباطسلا، حيث تتخذ القنطرة ثلاث مسارات في كل اتجاه، يتم رفعها ودعمها ب40 زوج من الحبال الحديدية. المدير العام للشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب، أنور بنعزوز، أكد عند زيارته لورش بناء الجسر المعلق، بأن القنطرة تقع في سياق خاص يبرز الطريق السيار المداري الجديد للرباط"، مضيفا أن "هذا المشروع جريء وعصري، ويتميز بما سماه "احترام النهر". وأورد بنعزوز أن التصميم الذي تم تبنيه في تشييد هذه القنطرة، التي يبلغ طولها 950 مترا، يوفر فضلا عن العديد من الميزات الجمالية والتقنية والبيئية، التي تجعل من الجسر معلمة حضارية وتحفة جميلة بامتياز، مستوى عاليا من السلامة بالنسبة لمستعملي الطريق"، على حد تعبيره. وإلى جانب المهندسين المغاربة، الذين تعتبر مشاركتهم في تشييد الجسر المعلق على نهر أبي رقراق، أول تجربة ميدانية بالنسبة لهم في مثل هذه المشاريع، يضيف المسؤول الأول عن ال"أوطوروت" بالبلاد، تم الاعتماد أيضا على التجربة الأجنبية، ممثلة في فرنسا والصين. وتمت الاستعانة في إنجاز هذه القنطرة بخبرات متعددة، حيث يصاحب الشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب، صاحبة المشروع، تجمع "كوفيك- مبيك" الصيني، وتستفيد من المساعدة التقنية لشركة "سيتيك- طي بي إي" الفرنسية، بالإضافة إلى المختبر المغربي "إل بي أو أو". وبخصوص المعطيات المالية والتقنية للجسر المعلق، قال المسؤول عن أشغال الطريق السيار المداري للرباط، زين العابدين العزوزي، إن القنطرة تتجاوز تكلفتها الإجمالية 730 مليون درهم، وتندرج في إطار مشروع تشييد الطريق السيار المداري للرباط الممتد على طول 41,5 كيلومتر، والذي يندرج في إطار العقد البرنامج المبرم بين الدولة المغربية والشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب برسم الفترة 2008 -2015.