حلّ المغرب في المركز 92 من أصل 156 دولة على سلم مؤشر السعادة العالمي الخاص بالفترة ما بين 2012 و 2014، بعدما سجّل معدلات جد متوسطة في ما يخص الخدمات الاجتماعية والصحية، لتتقدم عليه عدة دول في المنطقة، منها الجزائر التي حلّت في المرتبة 68، وليبيا التي تموقعت في المركز 63 رغم توتر الأجواء منذ سقوط نظام معمر القذافي. ورغم هذه المرتبة المتواضعة، فقد حقق المغرب تقدمًا في معدل سعادة أبنائه على السلم ذاته، إذ سبق له أن احتل المرتبة 99 في نسخة 2013 من هذا السلم الذي تتبنى نتائجه الأممالمتحدة وتصدره شبكة حلول التنمية المستدامة بشراكة مع عدة مؤسسات بحثية منها جامعة كولومبيا ومجلس الإمارات للتنافسية. وقد اعتمد هذا السلم الصادر خلال هذا الأسبوع على عدة مؤشرات لقياس درجة السعادة، فعلاوة على التصوّرات السلبية عن المجتمع، هناك الناتج المحلي الإجمالي، والدعم الاجتماعي، ومتوسط العمر، وحرية اتخاذ القرارات، والسخاء أو الكرم، وتصوّرات الفساد. ومن الغريب أن المغاربة، المعروفين بالكرم، حققوا نسبة ضعيفة في هذا المؤشر. وقد تصدرت سويسرا هذا السلم باعتبارها أكثر الدولة سعادة في العالم، متبوعة بفنلندا، وبعدها الدانمارك، فالنرويج، ثم كندا. أما المراتب الثلاث الأخيرة، فقد كانت من نصيب التوغو التي حلّت في المركز الأخير، وقبلها بورندي، وسوريا في المركز 156. وعلى صعيد المنطقة العربية، حلّت دولة الإمارات العربية المتحدة في المركز العشرين، وبعدها عمان في المركز 22، ثم قطر في المركز 28، فالسعودية خامسة عربيًا بعد حلولها في المركز 35، أما تونس فقد حلّت في المركز 107، بينما استطاعت العراق تحقيق تقدم ملموس على السلم بحلولها في المركز 112 رغم الوضع المتوتر داخلها، متفوّقة على دول مستقرة كموريتانيا التي حلت في الرتبة 124 وجنوب إفريقيا في المركز 113. جيفري ساش، مدير معهد "أورث" بجامعة كولومبيا، وأحد المساهمين في هذه الدراسة، علّق على النتائج بقوله إن الدول 13 الأولى لا تزال وفية لمراتبها التي تبوّأتها خلال النسخة السابقة من التقرير في الفترة ما بين 2010-2012، ف"هذه الدول السعيدة لديها أنظمة اجتماعية قوية، وحكومات صريحة ومسؤولة" يقول جيفري. وفيما يخصّ فرنسا، فقد حلت في المركز 39، والولايات المتحدةالأمريكية في المركز 15، أما ألمانيا فقد حلت في 26، واليابان في 46. وبصفة عامة، فقد كانت الدول الأوروبية هي الأكثر حضورًا في قائمة أسعد عشرين دولة في العالم. وبالعودة إلى أرشيف الدراسات التي اهتمت بالمغرب في مؤشرات السعادة، فقد أبرزت واحدة أشرف عليها معهد "غالوب وين" إلى أن المغاربة من بين أكثر شعوب العالم سعادة ومن أكثرهم تفاؤلاً بالمستقبل خلال العام الجاري، إذ لم تتجاوز نسبة المغاربة التعساء في هذه الدراسة 5%، بينما وصلت نسبة السعداء إلى 78%، كما صنّف مركز "كاتو" الأمريكي المغرب عام 2014 في الرتبة 82 من بين 109 دولة في مؤشرة تعاسة الشعوب.