انهال معلقون وقراءٌ على وزير السياحة، لحسن حداد، بالانتقادات التي طالت تراجع الأنشطة السياحية بالمغرب بداية العام الجاري، بسبب تقهقر السياح الفرنسيين والإيطاليين الوافدين على المملكة، معزين ذلك إلى قرارات سابقة للوزير "الحركي"، منها ضريبته الشهيرة التي فرضها قبل سنة على تذاكر الرحلات الجوية. وكانت مديرية الدراسات والتوقعات المالية، التابعة لوزارة الاقتصاد والمالية، قد أكدت أخيرا أن الأنشطة السياحية سجلت تراجعا بنسبة 0.8 في المائة إلى غاية نهاية فبراير، بسبب انخفاض عدد السياح الفرنسيين القادمين للمغرب، فضلا عن تراجع عدد السياح الإيطاليين خلال الأشهر الأولى من العام الحالي. وقال معلقون إن أحد الأسباب الرئيسة التي أفضت إلى تقهقر الأنشطة السياحية بالمغرب، رغم التطمينات المتكررة للوزير المسؤول عن القطاع، يتمثل في تداعيات قرار حداد الذي هَم فرض رسوم إضافية على تذاكر الرحلات الجوية، ما أدى إلى نفور العديد من السياح من القدوم للمغرب. وفي هذا الصدد كتب معلق بأن "سبب تقهقر الأنشطة السياحية بالمملكة يتحمل مسؤوليته وزير السياحة الذكي والعبقري الذي فرض ضرائب ورسوم إضافية على الشركات الطيران منخفض التكلفة، فيما لجأت شركات الطيران إلى الرفع من ثمن التذاكر، ما أدى منطقيا إلى تراجع عدد السياح". ولفت معلق آخر إلى أن "المسؤولين الذين يحترمون أنفسهم يعملون على تقديم تسهيلات بخصوص خفض ضرائب شركات الطيران، من أجل جلب أكبر عدد ممكن من السياح، بهدف ضخ دماء منعشة في أوصال الدورة الاقتصادية، من قبيل مصاريف النقل داخل البلاد، والأكل والمبيت وشراء الهدايا.. معلق يدعى عبد القادر قال بدوره إن وزير السياحة أبان عن عبقرية لا مثيل لها عندما اعتقد أن الزيادة في أسعار الرحلات الجوية ستزيد من مردود السياحة بالمغرب، مشيرا إلى أن الذي حدث أن "الماء كذبت الغطاس"، حيث أبدى العديد من السياح والمهاجرين أيضا تشاؤمهم من فرض الضريبة على تذاكر الطائرات. "عيسى"، قارئ آخر انضم من جانبه إلى فريق المعلقين الذي نبهوا إلى التداعيات السلبية التي كانت للضريبة "الحدادية" التي تم العمل بها منذ أبريل من السنة المنصرمة، وقال عن تجربته الشخصية "كنت أزور المغرب 4 مرات في السنة من ألمانيا إلى طنجة، ولكن بسبب سياسة حداد حولت الوجهة إلى اسبانيا. وطفق معلقون آخرون يحددون أسبابا أخرى لتراجع السياحة بالمغرب، ومن ذلك ما أورده قارئ أكد أن السياحة في المملكة تحتاج لسنوات من العمل الجدي لكي تنافس سياحة بعض الدول، مثل اسبانيا، مضيفا أن هذا البلد يستقطب كل سنة 60 مليون سائح، بفضل ما تزخر به من بينة تحتية سياحية لائقة بخلاف المغرب. وتساءل قارئ آخر يدعى "كريم" بالقول "عن أي سياحة تتحدثون، فالفنادق في الدارالبيضاء ومراكش وأكادير والرباط تفوق أثمنة فنادق باريس ونيويورك وواشنطن"، متابعا بأنه "من حيث الخدمات المقدمة لا مجال للمقارنة، ففي المغرب لا يوجد ترحاب بالسائح دون "بقشيش" وفق تعبيره.