قال المرصد المغربي للثقافة بأنّ الأداء الثقافي المغربي يعرف حربا مُعلنة عُنوانها التهميش والتبخيس للثقافة الوطنية، وذلك منذ عقود، قبل أن يزيد ذات المرصد ضمن وثيقة تشخيصية عمّمها بأن المغرب يعرف تسييدا لمختلف الأشكال الثقافية الغريبة عن الهوية الوطنية.. وبطريقة مؤكّدة لوجود غياب نهائي لبرنامج عمل قادر على النهوض بالثقافة الوطنية في سياق تنموي واضح.. وهو ما يلقي بالمسؤولية مباشرة على الوعي السياسي للنخبة المدبرة للشأن المغربي. وانتقد المرصد المغربي للثقافة عدم الاستجابة لمبادرات سبق وأن أطلقها للفت الانتباه تجاه الوضع السائد، قبل أن يردف: "فعلنا مبادرات ومستعدون لأخرى فردية وجماعية، إلاّ أننا نلاحظ غياب أي تحرك مستجيب من قبل الهيئات الوصية على الثقافة المغربية أو من لدن السلطات الحكومية التي تصر بتصرفها المتجاهل على إثبات تغييبها لأي رغبة في الإنصات أو إيجاد حلول قادرة على تجاوز التدبير الارتجالي المرصود". وفي تبنّيه لإجراءات احتجاجية تصعيدية، قال المرصد المغربي للثقافة: "بعد استشارات واسعة مع أصدقائنا من المثقفين في مجموع المغرب ، وانطلاقا من الإجماع على أزمة في التدبير انعكست على صورة الثقافة المغربية والوضع الاعتباري للمثقف والاختلالات الخطيرة، فإن المرصد المغربي للثقافة يدعو كافة المثقفين إلى المزيد من التعبير عن احتجاجهم واتخاذ مواقف حضارية ذات دلالة". وطالب ذات المرصد من الفاعلين الثقافيين المغاربة "الإمساك عن المشاركة ، المباشرة أو غير المباشرة ، في الندوات واللقاءات الثقافية للدورة المقبلة من المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء.. إضافة لمقاطعة الترشح لجائزة المغرب في كل فروعها.. وذلك في مردّ ل "غياب الشفافية والوضوح في المعايير، وكثرة التدخلات والترضيات، واحتجاجا على غياب سياسة واضحة في مجال نشر الكتاب ودعمه، والاستمرار في اتخاذ قرارات مرتجلة في النشر على نفقة الوزارة للمقربين.. مع تعطيل وتهميش اللجان العلمية المقررة". واختتمت وثيقة المرصد المغربي للثقافة بتوضيح وجّه للرأي العام أورد ضمنه بأنّ "دعوة مقاطعة الترشح لجائزة المغرب وكافة أنشطة وزارة الثقافةتنبع من إيمان أعضاء المرصد، والمتعاطفين معه، بالرهانات الفعلية والواقعية للثقافة في عالم اليوم، وأنها قادرة على الإسهام في حل العديد من المعضلات الاجتماعية والسياسية ببناء الأفكار السياسية وتدبير المشاريع الاجتماعية".