داعش والبطالة أهم المشاكل التي تؤرق الشباب المغربي حسب ما خلص إليه استطلاع "رأي الشباب العربي 2015" والمنجز من طرف مؤسسة "أصداء بيرسون – مارستيلر"، حيث أفضى الاستطلاع إلى أن الشباب المغربي على غرار شباب الدول العربية يرى في شبح البطالة أهم تحدي يعترض نجاحهم في حياتهم. وأكد 81 في المائة من الشباب المغربي أن البطالة هي أكبر مشكل يقلقهم، ولعل ما يزيد من قلق هذه الفئة من الظاهرة المذكورة هو وصولها إلى قناعة أن "الحكومة لا تقوم بأي مجهود لمواجهة البطالة"، إذ أن 67 في المائة من الشباب المستجوب عبر عن عدم ثقته في قدرة الحكومة على مواجهة استفحال البطالة في صفوف الشباب على الخصوص، في المقابل تعبر نفس النسبة عن ثقة الشباب المنتمي لدول الخليج في حكومات بلدانهم وقدرتها على مواجهة البطالة. وأظهر الاستطلاع أن الشباب المغربي لديه الكثير من الاقتراحات التي يمكن من وجهة نظرهم أن تحد من ظاهرة البطالة، وعلى رأس الاقتراحات نجد تشجيع القروض لصالح الشباب لتأسيس مشاريعهم الخاصة شريطة أن تكون هذه القروض بفوائد منخفضة، والحد من القيود البيروقراطية والتنظيمية التي تفرضها الإدارة المغربية على الشباب الراغب في إنشاء مشروعه الخاص. ويظهر من خلال نتائج الاستطلاع أن الشباب المغربي بدأ يفقد الثقة أو الأمل في إيجاد وظيفة في القطاع العام، لهذا أكد 62 في المائة منهم أنهم يرغبون في تأسيس مشاريعهم الخاصة، وهي أعلى نسبة مسجلة في صفوف شباب الدول العربية التي طالها الاستطلاع. وتبين نتائج الاستطلاع أن هناك اختلاف في تصور الشباب العربي للمخاطر المحدقة بهم والتحديات التي تواجههم، فإذا كان الشباب المغربي قد أكد أن أكبر تحدي يواجههم هو البطالة يليه تحدي الإرهاب وخصوصا تنظيم "داعش" الإرهابي، فقد عبر الشباب المنتمي لمنطقة الشرق الأوسط أن أكبر عائق أمام المنطقة هو تنظيم "داعش" يليه مشكل البطالة، كما عبر حوالي 50 في المائة المستجوبين عن ثقتهم في قدرة دولهم على مواجهة خطر "داعش". وأثرت الأحداث التي عرفتها العديد من الدول بعد اندلاع الربيع العربي على ثقة الشباب في قدرة "الربيع" على إحداث تغيير إيجابي في المنطقة، حيث أعرب 38 في المائة فقط من الشباب عن اعتقادهم بأن الربيع العربي ساهم في تحسين الأوضاع داخل دولهم، بينما كانت هذه النسبة في حدود 72 في المائة سنة 2012 وهي السنة التي كان فيها الربيع العربي في بداياته.