اهتمت الصحف الأوربية الصادرة اليوم الاثنين بالخصوص بمأساة غرق 700 مهاجر أمس الأحد قبالة السواحل الليبية وهم يبحرون نحو إيطاليا، علاوة على مواضيع أخرى من بينها بدء محاكمة قادة الحزب النازي الجديد في اليونان والأزمة الأوكرانية. ففي بلجيكا انتقدت (لوسوار) بطء مسؤولي الاتحاد الأوروبي في التعامل مع قضايا الهجرة غير الشرعية في المتوسط، مشيرة إلى أن عدم اكتراث البعض وأنانية البعض الآخر يفسر إزهاق الكثير من الأرواح، ويبدو أن الجميع ينتظر مصرع أعداد كبيرة من أجل خلق الظروف للتدخل. وأضافت الصحيفة أن مسارات الحلول معروفة وهي أولا العمل على تسوية حالة الفوضى في ليبيا وتعزيز قدرات المراقبة والانقاذ في البحر ووضع بنيات قانونية لاستقبال المهاجرين وطالبي اللجوء. من جهتها كتبت (لا ليبر بيلجيك)أن وفاة 700 مهاجر يوم الأحد قبالة السواحل الليبية هو مأساة كبيرة، مشيرة الى موقف رئيس الوزراء المالطي جوزيف موسكات والذي حذر المسؤولين الأوروبيين من أنهم إذا ما واصلوا صم آذانهم عن الظاهرة فسيواجهون مستقبلا محاكمات مثلما كان الحال في الماضي بخصوص حروب الإبادة. صحيفة (لافونير) كتبت أن التحدي الشامل الذي تمثله الهجرة غير النظامية يستدعي ردا مندمجا لا يمكن أن يقتصر على إغلاق الحدود وتعزيزها لان هذا الحل غير أخلاقي وغير قابل للتطبيق. وقالت الصحيفة إن أوروبا تظهر مرة أخرى وهي غير قادرة على تقديم رد مندمج وفي ذلك مصدر خزي وعار كبيرين لها. و في ألمانيا كتبت صحيفة (نوي أوسنايبروكر) في تعليقها أن وفاة 700 مهاجر في انقلاب قارب في البحر المتوسط ، رقم مخيف لكنه مؤهل للارتفاع معتبرة أن هذا الحادث "أكثر فظاعة من كل الكوارث التي تعودنا على وقوعها في المنطقة القريبة من لامبيدوزا الايطالية". وأشارت الصحيفة إلى أن جميع هؤلاء المهاجرين الذين يبحثون عن حياة أفضل، هم ضحايا الفقر والجوع ، والاضطهاد والاستغلال ، وأيضا الحروب لذلك ، تضيف الصحيفة ، يعرضون حياتهم للخطر ، للوصول إلى أوروبا ، جزيرة الازدهار ، وتوديع ظروف معيشية سيئة سواء في أفريقيا أو في سورية. من جهتها انتقدت صحيفة (مانهايمر مورغن) بشدة سياسة الاتحاد الأوروبي اتجاه اللاجئين وعدم اتخاذ إجراءات فعلية لحماية الارواح التي تسقط في القوارب الممتلئة مشيرة إلى أن الاتحاد الأوروبي لا يأخذ بعين الاعتبار ما يقع حتى يموت هؤلاء . أما صحيفة ( باديشة تسايتونغ) فلاحظت أنه بعد كل كارثة تقع في البحر جراء انقلاب قوارب الرعب والموت ، ترتفع الأصوات من أجل العمل والتحرك سريعا مشيرة إلى أن هذا العمل يبعث على السخرية . أما صحيفة (ماركيشة أودرتسايتونغ) فكتبت من جانبها أنه حان الوقت لتحرك القادة الأوروبيين من مختلف التيارات ووضع برنامج إنقاذ اللاجئين جدير باسم الاتحاد ولكن على المدى الطويل لطالما أن الظروف السياسية والاقتصادية في البلدان التي تمر بأزمات لا تتغير. صحيفة (تاغسشبيغل) أكدت على ضرورة وضع برنامج جديد لإنقاذ المهاجرين بشكل فوري يتضمن مجموعة من الإجراءات على غرار برنامج "ماري نوستروم" الخاص بإنقاذ المهاجرين السريين من الغرق. ودعت الصحيفة إلى ضرورة وضع تدابير إضافية منها على سبيل المثال فتح الاتحاد الأوروبي لبعض التمثيليات في بلدان العبور ، لتمكين هؤلاء المهاجرين من الحصول على تأشيرة السفر أو لجوء طويل بشكل قانوني قبل ركوب مخاطر البحر. وفي النرويج أشارت صحيفة (في غي) إلى أن ما بين 40 و50 طفلا كانوا على متن القارب الذي غرق قبالة السواحل الليبية، مضيفة أن بعض الناجين أكدوا أن القارب كان على متنه ما يقارب 950 شخصا من بينهم 200 امرأة. كما أشارت إلى أن المسؤولين عن تهريب هؤلاء البشر كانوا قد أغلقوا أبواب مقصورة القارب الذي كان متجها إلى إيطاليا ولذلك كان من المستحيل الخروج منه مما أدى إلى غرق هذا العدد الكبير من الأشخاص. من جانبها، أشارت صحيفة (داغبلاديت) إلى أن الأنباء المتواترة القادمة من إيطاليا تؤكد أنه كان على متن القارب نحو 950 شخصا خلافا لما تم الترويج له بأنه كان يقل 700 شخص. ونقلت الصحيفة عن شاهد عيان تأكيده أن العديد من الركاب حوصروا في مقصورة الشحن، وأن الأبواب كانت مغلقة تماما ما حال دون خروج الركاب إثر انقلاب القارب الذي كان يقلهم في المياه الدولية جنوب جزيرة صقلية الإيطالية. من جهتها، أشارت صحيفة (افتنبوستن) إلى وصف كارلوتا سامي المتحدثة باسم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين الحادث بأنه الأسوأ في تاريخ البحر المتوسط. كما أوردت تصريحا لرئيس وزراء اسبانيا ماريانو راخوي اعتبر فيه أن الأوروبيين ليسوا قادرين على منع هذه المآسي التي تقع يوميا، وأنهم يجازفون بفقدان مصداقيتهم إن عجزوا عن تجنب أوضاع مأسوية مثل هاته. واعتبرت الصحيفة أن الاتحاد الأوروبي يتعرض لانتقادات لاذعة لعدم القيام بما يكفي لمساعدة اللاجئين الذين يخاطرون بحياتهم في محاولاتهم التوجه إلى أوروبا عن طريق البحر. وفي روسيا سلطت الصحف الضوء على موقف روسيا من زعزعة استقرار أوكرانيا وذلك مع وصول 300 مظلي أمريكي إليها حيث أعربت الخارجية الروسية عن قلقها مشيرة الى أن إرسال واشنطن مظلييها لأوكرانيا يعتبر بداية لتوريد السلاح. وأضافت أن موسكو تصر على سحب كافة التشكيلات المسلحة الأجنبية من أراضي أوكرانيا. و في هذا الصدد نقلت صحيفة ( اربي كاديلي ) عن الناطق باسم وزارة الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش قوله "إن إرسال مظليين أميركيين إلى أوكرانيا يمكن أن يعتبر خطوة أولى نحو توريد سلاح أميركي حديث إلى كييف" موضحا في هذا الإطار أن برنامج التدريب على تعليم إجادة استخدام السلاح والمعدات على النموذج الغربي، يمكن اعتباره خطوة أولى لتوريد الأسلحة الأميركية الحديثة إلى أوكرانيا. وأضافت الصحيفة أن موسكو تعتبر أن مثل هذه التحركات قد تقوض اتفاقات مينسك التي تنص صراحة على سحب كافة التشكيلات العسكرية الأجنبية وجميع المرتزقة من أراضي أوكرانيا تحت إشراف منظمة الأمن والتعاون الأوروبي، وعلى نزع أسلحة كافة التشكيلات المسلحة غير الشرعية. وفي السياق ذاته ذكرت صحيفة (روسيسكايا غازيتا ) أن المعلومات حول وصول 290 عنصرا من اللواء 173 للإنزال المظلي الأميركي المرابط في إيطاليا إلى المركز التدريبي يافوروفسكي بمقاطعة لفوف غرب أوكرانيا "أثار قلقا كبيرا لدى موسكو." وقالت الصحيفة إن إجراءات الولاياتالمتحدة تتعارض بشكل مباشر مع اتفاقات مينسك التي تم التوصل إليها في 12 فبراير الماضي ووقعت عليها السلطات في كييف "لكن إدارة باراك أوباما التي تدعم شفويا تسوية الأزمة الأوكرانية تعزز فشل اتفاقات مينسك عمليا" لأن إرسال هؤلاء الجنود يتعارض وبشكل مباشر مع اتفاقات مينسك التي "تدعمها الإدارة الأميركية شفويا وتفشلها عمليا". وفي اليونان اهتمت الصحف بشروع محكمة الاستئناف بأثينا اليوم الإثنين في محاكمة تاريخية وغير مسبوقة لزعيم حزب (الفجر الذهبي) اليميني المتطرف نيكوس ميخاليولياكيس وعدد من قادة الحزب ونوابه البرلمانيين، بتهم ثقيلة أبرزها تكوين تنظيم إجرامي والقتل والعنف المنظم. وأوردت الصحف أن المحكمة التي ستعقد جلساتها في جناح خاص بسجن كوريدالوس بأثينا ستسعى على مدى اسابيع أو اشهر للإجابة عن تساؤلات حول ما إذا كان حزب (الفجر الذهبي) الذي يعد القوة الثالثة في البرلمان اليوناني المنتخب في يناير الماضي، حزبا سياسيا مشروعا أو منظمة إجرامية ذات بنيات نازية شمولية تعمل تحت ستار حزب سياسي. صحيفة (كاثيمينيري) كتبت أن وزارة العدل لم تجد مكانا لإجراء المحاكمة أفضل من مقر بجناح النساء في سجن كوريدالوس شديد التحصين بالقرب من مرفأ في بيريوس، وهو السجن الذي أجريت فيه ايضا محاكمة أعضاء في تنظيم 17 نوفمبر الإرهابي، مشيرة إلى أن عدة مظاهرات يتوقع القيام بها الاثنين للضغط على الحكومة من أجل تحويل المحاكمة الى مكان آخر. وفي إسبانيا، اهتمت الصحف الرئيسية بغرق قارب يقل ما يقرب من 950 مهاجرا جنوب جزيرة لامبيدوسا الإيطالية. وذكرت صحيفة " أ بي سي" تحت عنوان "مأساة في البحر الأبيض المتوسط"، أن غرق هذا القارب دفع الاتحاد الأوروبي إلى البدء في دراسة هذه الأزمة اليوم الاثنين، في حين اقترح رئيس الوزراء الايطالي ماتيو رينزي اتخاذ إجراءات ضد شبكات الاتجار في البشر في ليبيا. أما صحيفة "الباييس" فقالت إنها "أكبر كارثة" في البحر الأبيض المتوسط، مضيفة أن مصالح الإنقاذ البحرية الإيطالية تمكنت من إنقاذ 28 من الناجين وانتشال 24 جثة. وأضافت الصحيفة أن شدة وقع هذه المأساة زادت الضغوط على السلطات الأوروبية، مشيرا إلى أن المفوضية الأوروبية دعت الى عقد اجتماع لوزراء خارجية الدول الأعضاء لاقتراح أفكار قادرة على وقف هذه الظاهرة. أما صحيفة "لارا ثون" ، فذكرت أنه تم نشر ثلاث مروحيات و 20 قاربا تابعا للإنقاذ البحري للاتحاد الأوروبي، وكذلك البحرية الايطالية والمالطية في منطقة غرق السفينة لانقاذ المهاجرين أو تحديد موقع جثث الضحايا. وكتبت صحيفة " إلموندو" تحت عنوان "1000 حالة وفاة في أسبوع"، أن من بين ضحايا هذه المأساة البحرية هناك 50 طفلا و 200 امرأة. وأضافت الصحيفة أن رئيس الوزراء الإيطالي انتقد غياب دول أوروبية أخرى في عمليات الإنقاذ.