أولت الصحف الأوروبية الصادرة اليوم الجمعة اهتمامها بالعديد من المواضيع ابرزها اعتقال المدير العام السابق لصندوق النقد الدولي ووزير الاقتصاد السابق ونائب رئيس الحكومة على عهد أثنار، والمؤتمر العام لحزب العمال النرويجي المعارض والحوار التقليدي الذي أجراه الرئيس الروسي مباشرة مع المواطنين الروس وتقرير فصل الربيع حول الاقتصاد الذي تصدره معاهد البحوث الاقتصادية الرائدة في ألمانيا. ففي إسبانيا، شكل اعتقال المدير العام السابق لصندوق النقد الدولي ووزير الاقتصاد السابق ونائب رئيس الحكومة على عهد أثنار، رودريغو راتو، أمس الخميس بتهمة الغش والفساد، أبرز اهتمامات الصحف. وكتبت (إل موندو)، تحت عنوان "اعتقال راتو بتهمة الفساد"، أن الوزير الإسباني السابق في حكومة أثنار متهم بالاحتيال الضريبي وتبييض الأموال والاتجار في العملة الصعبة، بقيمة 2 مليون أورو، مضيفة أن المتهم أنشأ شركات بالولاياتالمتحدة وهولندا وبريطانيا وفي بلدان أخرى بأسماء عدد من أفراد عائلته. من جهتها ذكرت صحيفة (لا راثون) أن القاضي أمر باعتقال راتو بعد اكتشاف حركة للرساميل في الخارج، مضيفة أنه تم الإفراج عن الرئيس السابق لصندوق النقد الدولي في وقت لاحق بعد تفتيش منزله في مدريد ومكتبه لعدة ساعات من قبل موظفي الجمارك. وأوردت اليومية تصريحا لراتو أكد فيه أنه "يثق في العدالة وأنه سيتعاون بشكل نشيط" مع مصالح الأمن. أما (أ بي سي) فأشارت إلى أن راتو حضر، في حالة اعتقال، عملية تفتيش مسكنه ومكتبه من قبل عناصر مصالح الجمارك، مشيرة إلى أن الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، أبرز أحزاب المعارضة، طلب من رئيس الحكومة ماريانو راخوي، برد أمام وضعية "السخط والإنذار الاجتماعي" هذه. وتحت عنوان "العدالة تطوق نائب رئيس الحكومة السابق راتو"، أشارت صحيفة (إل باييس) إلى أن عددا من المصادر أكدت أن التحقيقات همت على الخصوص الشؤون الخاصة للرئيس السابق لصندوق النقد الدولي، مبرزة أن ممتلكات عائلة راتو ستخضع، أيضا، لتحقيق جنائي. من جهتها، اهتمت الصحف النرويجية على الخصوص بالمؤتمر العام لحزب العمال النرويجي المعارض الذي يعقده بالعاصمة أوسلو إلى غاية يوم الأحد المقبل، والذي تهيمن عليه النقاشات المتعلقة بالوضع الاقتصادي بالبلاد والعلاقات الدولية. وفي هذا الصدد، أشارت صحيفة (في غي) إلى تصريح يوناس ستورا زعيم الحزب العمالي بأنه لا ينبغي تطبيق معايير مزدوجة في مجال الهجرة والأمور المتعلقة بالخدمات الخاصة. وأضافت أن زعيم الحزب العمالي اقترح الرفع من عدد اللاجئين السوريين الذين تستقبلهم النرويج إلى 10 آلاف لاجئ، مبرزا أن الوضع في سورية متدهور بشكل كبير وأن هناك ضغوطا كبيرة على الدول المجاورة. واعتبر أن الوضع في المنطقة هو الأسوأ منذ الحرب العالمية الثانية، مذكرا باستقبال البلاد لآلاف اللاجئين من بلدان البلقان حينما كان الوضع هناك جد متدهور. من جانبها، أشارت صحيفة (داغبلاديت) إلى تراجع التأييد لحزب العمال حسب نتائج استطلاع للرأي أجري مؤخرا حيث نزلت شعبيته إلى أقل من 40 في المائة. وأضافت الصحيفة أن استطلاع الرأي الأخير أظهر أن 37.3 في المائة عبروا عن نيتهم التصويت لصالح الحزب إذا كانت هناك انتخابات برلمانية. وأشارت إلى تعبير زعيم الحزب بمناسبة انعقاد مؤتمر حزب العمال عن ارتياحه رغم هذا التغير الملحوظ. من جهتها، تطرقت صحيفة (افتنبوستن) إلى أشغال المؤتمر الذي ينعقد وسط نتائج استطلاع جديد يظهر تراجع شعبية حزب العمال. واعتبرت الصحيفة أن هناك تغييرا مفاجئا في الحالة المزاجية للناخبين اتجاه الحزب المعارض الذي ينظم مؤتمره العام حاليا بالعاصمة أوسلو. وفي روسيا سلطت جل الصحف الضوء على الحوار التقليدي الذي أجراه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الخميس مع المواطنين الروس والذي بث مباشرة على شاشة التلفزيون ، حيث ركزت معظم الأسئلة التي تلقاها الرئيس على مواضيع اقتصادية واجتماعية، لكن الحديث تناول أيضا عددا من القضايا الملحة في السياسة الخارجية. وفي هذا الصدد قالت صحيفة ( ازفيستيا ) ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكد أن ممارسة الضغط على روسيا عبر استخدام اجراءات مماثلة لا معنى ولا فائدة لها. و أن ادراك هذا الأمر يجب أن يخطر ببال شركائنا، وعليهم على الأقل، محاولة البحث عن حل وسط معنا". وفي هذا السياق، أكد الرئيس الروسي على ضرورة استغلال بلاده للوضع الراهن مع العقوبات الغربية للخروج إلى آفاق تطور جديدة موضحا أن روسيا لا تخشى أي تهديدات، في حال حافظت على وضع سياسي داخلي هادئ ومجتمع موحد. صحيفة (نيزافيسيمايا غازيتا) تطرقت الى أشغال مؤتمر موسكو الرابع للأمن الدولي الذي حضره وزراء دفاع ومسؤولون عدد من الدول. وقالت الصحيفة أن مؤتمر موسكو الرابع للأمن الدولي ، تميز بكلمة وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو التي اكد فيها "ان المصالح السياسية والعسكرية للدول الاقليمية يجب أن تحتل الصدارة، وليس مصالح وطموحات اولئك الذين ينظرون الى العالم من خلال تميزهم". كما اتهم الوزير الروسي الولاياتالمتحدة بزعزعة الاستقرار في العالم، بسبب اصرارها على نشر منظومة الدرع الصاروخية وجذب دول منطقة آسيا والمحيط الهادئ الى جانب الحملة المعادية لروسيا. صحيفة ( اربي كاديلي) اشارت الى اتهام المفوضية الأوروبية للمجموعة الأمريكية "غوغل" بانتهاك قواعد المنافسة في سوق محركات البحث في أوروبا. وذكرت أن التحقيق الذي استمر منذ سنة 2010، يمكن أن يغير بعض ممارسات سوق عملاق الإنترنيت. وأضافت الصحيفة أن منظم مكافحة الاحتكار في الاتحاد الأوروبي قد ابلغ "غوغل" ان الشركة التي تسيطر على ما يقرب من 90 في المائة من السوق عن طريق محرك البحث في الانترنيت، قد أساءت الى مركزها المهيمن في أسواق خدمات البحث العامة على شبكة الإنترنيت في المنطقة الاقتصادية الأوروبية. وتقدر المفوضية الأوروبية أن "غوغل" يعمل على التمييز بين مشغلي البحث المتخصصين حول المنتجات والأسعار من خلال منع مواقعهم بأن تظهر في الجزء العلوي من النتائج المعروضة من قبل "غوغل". وقالت الصحيفة أن حقيقا جديد فتح حول نظم تشغيل المحمول "أندرويد غوغل". وعلى صعيد آخر تناولت صحيفة (روسيسكايا غازيتا) مسألة الاتفاق الذي تم التوصل اليه بين "السداسية" الدولية وإيران وقضية استئناف العلاقات الأمريكية الكوبية وموقف الكونغرس منهما. واضافت الصحيفة أنه يمكن أن تواجه الاتفاقية التي طال انتظارها مع إيران عراقيل جديدة، لأن لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي قد صوتت بالإجماع على مشروع قانون يلزم رئيس الدولة بعرض النص النهائي للاتفاقية مع طهران لدراستها واتخاذ قرار بشأنها، وكذلك بشأن مسألة الغاء العقوبات المفروضة على إيران. وفي ألمانيا اهتمت الصحف بجملة من المواضيع ، خاصة منها تقرير فصل الربيع حول الاقتصاد الذي تصدره معاهد البحوث الاقتصادية الرائدة في ألمانيا والذي كان إيجابيا وفق تعليقات الصحف بفضل دعوته إلى التخفيف من العبء الضريبي على الأسر. وهكذا كتبت صحيفة (تورينغيشة لاندستسايتونغ) في تعليقها أن كل المؤشرات التي قدمها التقرير تدل على أن الاقتصاد سيزدهر أكثر والبطالة ستنخفض نسبتها في جميع الاحتمالات وإلى أدنى مستوى لها منذ 25 سنة بعد إعادة توحيد شطري ألمانيا . وأشارت الصحيفة إلى أن ألمانيا شهدت نوعا ما معجزة اقتصادية عندما تعرض العالم إلى تهديدات جراء المخاطر السياسية والمخاطر الاقتصادية إلا أنها لاحظت أن رغم كل ما تحقق فإن مؤشر السعادة والرخاء يبقى نسبيا ، ولم يستفيد كل شخص في ألمانيا من الانتعاش. وبالنسبة لصحيفة (دي فيلت) فإن السبب الرئيسي لتسجيل نمو قوي بشكل غير متوقع في ألمانيا لا يعود في نسبة كبيرة إلى أدائها الاقتصادي ، ولكن يعود إلى الانخفاض الحاد الذي شهدته أسعار النفط . وأضافت الصحيفة أنه منذ صيف عام 2014 شهدت أسعار النفط انخفضا إلى النصف تقريبا ، هذا إلى جانب انخفاض سعر صرف الأورو الذي كان أكثر إيجابية خاصة على صادرات المنتجات الألمانية معتبرة أن هذا الازدهار لن ينحصر فقط على ألمانيا في ظل الظروف الحالية ، ولكن حتى العديد من الجيران الأوروبيين التي تبلي البلاء الحسن. ومع ذلك، تقول (دي فيلت) سيكون الوضع كارثيا على أوروبا إذا أحنت الظهر لأن ضعف الأورو وانخفاض أسعار النفط سيؤثران على نظم التنافسية وعلى مرونة أسواق العمل والنظم الاجتماعية. صحيفة (شتوتغارتة تسايتونغ) من جهتها كتبت أن الخبراء الاقتصاديين الالمان أشاروا في تقريرهم إلى الإصلاح المالي من أجل إصلاح ضريبي كبير إلا أن الائتلاف الحاكم ، تضيف الصحيفة ، يتعين عليه أن يتخذ إجراءات تصب في مصلحة الاستثمار وتخفيض الضرائب على الاسر واعتماد الحكامة الرشيدة . ووفق (صحيفة زود دويتشه تسايتونغ) فإنها لا تعتقد أن تنفيذ إصلاح ضريبي كبير وواسع أمر جيد لأنه سيكون مشروعا غير مجد وفيه قصر نظر معتبرة أنه لن يكون مناسبا لطالما أن أداء الاقتصاد لا يزال جيدا ومازال الحصول على عائدات ضرائب بشكل مطرد لكنه يظل فرصة جيدة للتخفيف من عبء الضرائب فقط على أصحاب الدخل المنخفض والمتوسط تقول الصحيفة.