أولت الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم السبت، اهتمامها لمواضيع أبرزها المأساة الجديدة للهجرة بالسواحل الإيطالية، وحفل التأبين الذي أقيم أمس على ضحايا حادث تحطم الطائرة التابعة لشركة جيرمان وينغز، وتطورات قضية الرئيس السابق لصندوق النقد الدولي، وزير الاقتصاد الإسباني سابقا، نائب رئيس الحكومة على عهد أثنار، والمؤتمر العام للحزب العمالي النرويجي المعارض المنعقد حاليا بالعاصمة أوسلو. ففي بلجيكا، تطرقت الصحف للمأساة الجديدة للهجرة بالسواحل الإيطالية حيث كتبت صحيفة (لوسوار) أن مأساة غرق المهاجرين بالبحر الأبيض المتوسط تتواصل مخلفة هذه المرة ضحايا جدد، مبرزة أن غرق سفينة جديدة، أول أمس الخميس، جاء لينضاف إلى ضحايا عطلة نهاية الأسبوع الماضي حيث بلغ العدد 400 ضحية، وأن هناك ما يقرب من 950 حالة وفاة في البحر الأبيض المتوسط منذ بداية السنة الجارية. وأضافت الصحيفة أنه أمام هذا الوضع، شنت العديد من المنظمات الدولية والإنسانية والحقوقية حملة لحمل أوروبا على بذل المزيد من الجهود لمنع المزيد من هذه المآسي. وقالت صحيفة (لا ليبر بلجيك) إن أربع دول أوروبية (ألمانياوفرنسا وإيطاليا وسلوفاكيا) دعت إلى إيجاد حل أوروبي قوي وحاسم لمشاكل الهجرة. وأشارت إلى أن المآسي التي حدثت مؤخرا في منطقة البحر الأبيض المتوسط تتطلب أكثر من أي وقت مضى من الاتحاد الأوروبي التعامل مع هذه القضايا من خلال تطوير سياسة أوروبية متماسكة مشتركة وعاجلة بشأن الهجرة. وذكرت الصحيفة بأن أزيد من 11 ألف مهاجر وصلوا في ظرف ستة أيام إلى السواحل الإيطالية. ومن جهتها، أكدت (لافونير) على الحاجة إلى التزام قوي ضد الشبكات الإجرامية التي تستفيد من بؤس أولئك الذين يسعون للوصول إلى أوروبا. وأولت صحيفة (نيزافيسيمايا غازيتا) الروسية الاهتمام ذاته للموضوع، مذكرة، في هذا الصدد، بأنه تم بالسواحل الإيطالية إنقاذ ما يقرب من 800 من المهاجرين غير الشرعيين الذين حاولوا الوصول إلى أوروبا من إفريقيا بواسطة القوارب عبر البحر الأبيض المتوسط، مستدركة بأن 400 ضحية جديدة قضوا غرقا عندما حاولوا العبور إلى الضفة الأخرى. وقالت الصحيفة إن المنظمات الدولية لحقوق الإنسان أطلقت حملة كبرى لإثارة انتباه سلطات الاتحاد الأوروبي إلى مشكلة إنقاذ المهاجرين. وفي موضوع آخر، أوردت صحيفة (كوميرسانت) أن الولاياتالمتحدة وحلف شمال الأطلسي يسعيان إلى خلق أزمة قرب الحدود الروسية، مشيرة، في هذا الصدد، إلى أنه "تم تجاوز كل الحدود التي يمكن تصورها وأن هناك رغبة لامتصاص بلدان الاتحاد السوفياتي السابق في فلكهما". ونقلت الصحيفة عن وزير الدفاع الروسي، خلال كلمة القاها في المؤتمر الرابع للأمن الدولي، قوله إن منظومة الاستقرار التي بنيت بعد الحرب العالمية الثانية "بدأت تتفكك"، مضيفا أن "بعض الدول التي اعتبرت نفسها منتصرة في الحرب الباردة تتدخل في شؤون الآخرين وتفسر المبادئ الأساسية للقانون الدولي كما تريد، وتطبق معايير مزدوجة على نطاق واسع" . ومن جانبه، أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن موسكو تتمسك باستمرار بنهج براغماتي، محذرا من الاستخفاف بتقييم خطر تدهور الوضع العالمي. وشدد الدبلوماسي الروسي ، تضيف الصحيفة ،على أنه لا يمكن الحفاظ على السلام في العالم إلا من خلال جهود مشتركة وعلى أساس احترام مصالح جميع الشركاء . وفي ألمانيا، اهتمت الصحف بمواضيعº كان أبرزها حفل التأبين، الذي أقيم أمس في كاتدرائية كولونيا (غرب)، على ضحايا حادث تحطم الطائرة التابعة لشركة جيرمان وينغز بجبال الألب الفرنسية في مارس الماضي والذي خلف 150 قتيلا، وذلك، بمشاركة عدد من الشخصيات كان في مقدمتهم الرئيس الألماني يواكيم غاوك والمستشارة أنغيلا ميركل وأسر الضحايا. وأشارت الصحف إلى أن أكثر من 1400 ضيف، من بينهم 500 من أقارب الضحايا، شاركوا في المراسيم، فيما مثل فرنسا وزير الدولة الفرنسي للنقل، آلان فيدالي، وإسبانيا وزير الداخلية خوسيه فيرنانديث دياث . وكتبت صحيفة (زود دويتشه تسايتونغ)، في تعليقها، أنه في الأسابيع القليلة الماضية، انتقد الصحفيون كثيرا التقارير الواردة حول التحقيقات في هذا الحادث المأساوي الذي خلف حزنا وأيضا غضبا كبيرا لدى أسر الضحايا، إذ تشير جميعها إلى انتحار مساعد الطيار آخذا معه 149 شخصا. وفي تعليقاتها حول الموضوع، كتبت صحيفة (لاوزيتسر روندشاو) أن أسر الضحايا حظيت في الأسابيع الأخيرة بتضامن وتعاطف كبيرين في ألمانيا، حتى بالنسبة لأسرة مساعد الطيار الذي تعتبره التحقيقات الجاني. ونقلت الصحيفة عن الرئيس غاوك قوله "لقد تحطم شيء في عالمنا ، ولا يمكن إصلاحه (...) وهذا الذي أخذ معه للموت أناسا آخرين، الموت الذي كان يبحث عنه بنفسه ، لا تستطيع الكلمات وصف عمله (...) ولا نعرف أيضا ما الذي كان يدور في خلده عندما أخذ معه 149 راكبا ". في السياق ذاته، اعتبرت صحيفة (نوربيرغر ناخغيشتن) أن الحداد ينبغي أن يشمل، إضافة إلى ضحايا الطائرة، مساعد الطيار لأنه يعتبر هو الآخر ضحية، سواء كان مصابا بالاكتئاب أو لم يكن، مضيفة أن الحداد يشكل أيضا فرصة للتساؤل حول كيفية تقديم رعاية أفضل للأشخاص غير المستقرين مثل مساعد الطيار أندرياس. وفي إسبانيا، واصلت الصحف اهتمامها بتطورات قضية الرئيس السابق لصندوق النقد الدولي وزير الاقتصاد السابق ونائب رئيس الحكومة على عهد أثنار، رودريغو راتو، الذي يخضع للتحقيق بتهمة تبييض الأموال. وذكرت (لا راثون)، التي أشارت إلى أن الخزينة تحقق حول زوجة رودريغو راتو السابقة، أن وكالة الضرائب الإسبانية فتحت تحقيقا منذ 2013 حول الجرائم التي يشتبه في أن المدير العام السابق للبنك الدولي قد ارتكبها على أساس "أدلة كافية"، مبرزة أن القاضي أمر بتجميد الحسابات البنكية لراتو، الذي يواجه عقوبات قد تصل إلى السجن لمدة 16 سنة. ومن جهتها، كتبت (إلموندو)، تحت عنوان "راتو يملك ثروة قدرها 27 مليون أورو، وفندقا ببرلين"، أن عناصر وكالة الضرائب عثرت على أرقام الثروة المخبأة من قبل النائب السابق لرئيس الحكومة الاسبانية. وفي سياق متصل، ذكرت (إلباييس) أن الوزير الإسباني السابق نفى أن تكون له أموال مودعة في ملاذات ضريبية، مشيرة إلى أن راتو لم يقم خلال ال13 شهرا الماضية، بأي صفقة لبيع ممتلكاته، وهو ما يتناقض بحسبه، وجريمة إخفاء الممتلكات. أما صحيفة (أ بي سي) فأشارت إلى أن تقديم رودريغو راتو لإقرار ضريبي سنة 2013، والذي اعترف فيه بأن له ممتلكات في الخارج، كان المفتاح لبدء السلطات الضريبية ببلاده تحقيقا حول ثورته. من جهتها، اهتمت الصحف النرويجية بالمؤتمر العام للحزب العمالي النرويجي المعارض المنعقد حاليا بالعاصمة أوسلو والذي تنتهي أشغاله غدا، مبرزة القضايا التي هيمنت على أشغاله خاصة تلك المتعلقة بالمجال الدولي. وأشارت صحيفة (في غي) إلى اعتماد المؤتمر العام للحزب العمالي النرويجي قرارا بالموافقة على ضرورة قبول المزيد من اللاجئين السوريين بالبلاد، مضيفة أن العديد من البلديات التي يسيطر عليها الحزب كانت قد رفضت في وقت سابق الرفع من العدد الذي تستقبله حينما طلبت الحكومة منها ذلك. وذكرت بكون الحزب اعتمد توصية بأن تقبل النرويج 10 آلاف لاجئ سوري خلال سنتي 2015 و2016، معتبرة أن ذلك يزيد الضغط على البلديات. ومن جهتها، أشارت صحيفة (داغبلاديت) إلى أن الحزب العمالي النرويجي سينهج من خلال توصيات مؤتمره سياسة إنسانية وعادلة ومتسقة في مجال اللجوء والهجرة، مبرزة الأسباب التي جعلت الحزب يتبنى هذه التوصية في إطار التدابير المقترحة في المجال الدولي التي هيمنت على أشغال المؤتمر العام في اليومين الماضيين.