من بيروت، رصد أبو حفص رفيقي، الناشط الإسلامي، ضمن ندوة نظمها مركز كارنيجي الشرق الأوسط، تحت عنوان: "مستقبل السلفية السياسية في الوطن العربي"، الأسباب التي تجعل الشباب المغربي يلتحق بتنظيم "داعش". وتطرق أبو حفص في مداخلته إلى ما تربى عليه كثير من الشباب السلفي من تضخيم للهوية الإسلامية، وثقافة الهيمنة، والاستعلاء، مقابل تقزيم الهوية الوطنية، وقتلها في النفوس، واعتبارها صنيعة للاحتلال. وأردف المحاضر عاملا آخر يتمثل في الخطاب الديني المشحون بالعاطفة، والحديث عن الخلافة والجهاد، ما يجعل الشاب يشحن نفسيا، ولا يشبع له هذا الشحن إلا "داعش" بطرحها البسيط، والمغري ببساطته وتناسقه مع كثير من وقائع التاريخ الإسلامي". ومن أهم الأسباب أيضا، وفق أبو حفص، الانتكاسة التي وقعت ببعض البلدان في المسار الديمقراطي، وخاصة في مصر، وتجربة حزب النور التي جعلت إقناع الشباب بدخول العمل السلمي ضعيفا". ووجه أبو حفص خطابه إلى نادر بكار، القيادي في حزب النور "السلفي" بمصر، بالقول "إن حزبكم وتجربتكم زهدت كثيرا من الشباب في دخول العمل السياسي، وإن حزبكم أصبح تهمة لا يحب أحد أن تلصق به"، فرد بكار ليصف تجربة حزبه بالعظيمة، ويطالب المغاربة بعد التدخل في الشأن المصري". ودعا أبو حفص الدولة إلى التشجيع على إخراج مؤسسة تعني بمتابعة الشباب المفرج عنهم، فكريا ومساعدتهم في الاندماج الفكري والاجتماعي، مناديا بتجديد الخطاب الديني وتحيينه بما يتوافق مع المتغيرات الاجتماعية والسياسية".