بعد أربع سنوات قضاها مستشارًا خاصاً للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، لغرض تثبيت عملية السلام والتحول السياسي بعد الإطاحة بالرئيس الأسبق علي عبد الله صالح، أعلن الدبلوماسي المغربي جمال بنعمر (الصورة) عن رغبته في تولي مهمة آخرى ومغادرة منصبه الهامّ، في وقت تعيش فيه اليمن حالة من الفوضى الأمنية والسياسية، أعقبها شنّ تحالف "عاصفة الحزم" غارات جوية على معاقل الحوثيين منذ ثلاثة أسابيع. ورغم أن بنعمر لم يفصح عن أسباب طلب إعفائه من مهامه الأممية إلا أنّ أولى ردود الأفعال الدولية الرافضة لقراره جاءت من روسيا التي اعترضت على تعيين مبعوث جديد في اليمن، معلنة تمسكها بالمغربي جمال بنعمر، فيما تتحدث أنباء عن قرب تعيين الموريتاني اسماعيل ولد الشيخ كمبعوث جديد، وهو الذي سبق أن عمل سابقا مبعوث أمميا لأجل مكافحة "إيبولا" ونائباً لرئيس البعثة الأممية للدعم في ليبيا. وبعد قرار الإعفاء، بوقت وجيز، أصدر الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، بلاغاً يَحمِل فيه ثناءً على مبعوثه الخاص المغربي، موردا أن جمال بنعمر "أمضى السنوات الأربع الماضية في العمل بشكل وثيق مع اليمنيين لتحقيق تطلعاتهم المشروعة من أجل التغيير الديمقراطي"، معربا عن تقديره الكبير "للجهود الدؤوبة التي بذلها السيد بنعمر علي مدار تلك السنوات، لتعزيز التوافق والثقة على الطريقة السلمية إلى الأمام في اليمن". وكان جمال قد بدأ مهامه كوسيط أممي لدى اليمنيين في نونبر 2011، أي بعد 10 أشهر من اندلاع "الثورة اليمنية" التي انتهت بتسليم الرئيس اليمني الأسبق علي عبد الله صالح للسلطة، في فبراير 2012، وظلّ بنعمر يتوسط في الاتفاق الانتقالي للحكم وقام ب"تسهيل الاختتام الناجح لمؤتمر الحوار الوطني في يناير 2014، والذي استغرق 10 أشهر من المداولات" بحسب الأممالمتحدة. وبعد أن توسط الدبلوماسي الأممي في شتنبر 2014 في اتفاق "السلام والشراكة الوطنية" بين الفرقاء اليمنيين، استمرت الأوضاع المعقدة بالبلد العربي وتطورت إلى تصاعد العنف، رغم أن جمال بنعمر قام خلال الأشهر الماضية بتسهيل مفاوضات شاملة لأكثر من شهرين، من أجل إعادة العملية الانتقالية إلى مسارها المطلوب، قبل أن تتوقف تلك المشاورات بسبب أحداث العنف. من جهته، قال نائب الرئيس اليمني ورئيس مجلس الوزراء، خالد بحاح، إنه "لا يمكن أن نلقي باللوم على المبعوث الأممي لليمن، جمال بنعمر، في فشل الحوار"، وجاء ذلك أثناء مؤتمر صحافي نظمه بحاج اليوم بالسفارة اليمنية في العاصمة السعوديةالرياض.. فيما استعرض ذات المسؤول "الجهود الدولية لمساندة الشرعية في اليمن، خاصة ما يتعلق ببنود قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216، الصادر أول أمس الثلاثاء، إلى جانب الجهود السياسية والدبلوماسية اللازمة لمتابعة تنفيذ هذا القرار الأممي"، معلنا التوجه الأممي صوب تعيين مندوب أممي جديد بدلا عن جمال بنعمر.