يبدو أن المغرب يستمر كل يوم في خسارة أرواح أبنائه، الذين يشكلون العمود الفقري لرأسماله البشري الذي لا يمكن تعويضه، رغم وعود عزيز رباح، وزير النقل والتجهيز واللوجستيك، بالحد من حوادث السير القاتلة عبر حزمة إجراءات وعمليات تحسيسية، ومخططات تساوي ملايين الدراهم، دون نتائج ملموسة. رباح، كما يقول معلقون كُثر، لم يكن له أي نصيب من اسمه، فقد "خسر" رهان الظهور كوزير مسؤول عن القطاع الذي يشرف عليه، عندما انزوى وراء حاسوبه وحسابه الفيسبوكي يتابع أخبار حادثة السير المفجعة التي عرفها إقليمطانطان، والتي أسفرت عن مقتل 34 شخصا، تاركا الرأي العام متعطشا لمعرفة حقيقة ما جرى لأجساد تفحمت وهي حية. وغاب أي تصريح أو موقف لوزير النقل خلال الأيام الأولى التي تلت "فاجعة طانطان"، حتى أدرجه ظرفاء في خانة "المختفين"، والوزراء "الافتراضيين"، ما دفع مراقبين وسياسيين إلى مطالبته بالخروج عن صمته، بدل إطلاق أعذار ممن قبيل ضرورة انتظار نتائج التحقيق حول مسببات الفاجعة المحزنة. وبعد صمته الطويل خرج رباح ليدافع عن وزارته، أمام ممثلي الشعب، مؤكدا براءتها من أية مسؤولية بشأن حادثة طانطان، مدافعا عن جودة تلك الطريق التي وقعت فيها الفاجعة، في الوقت الذي عبر فيه مواطنون ينحدرون من تلك المنطقة عن تذمرهم من ضعف البنيات التحتية في طرقات المملكة، وخاصة الطريق الوطنية رقم 1 التي باتت غير صالحة".