بعد خمسة أيام من الصمت الذي رافق حادثة السير المفجعة الأخيرة بالقرب من مدينة طانطان، والتي أدت إلى مقتل 34 شخصا حرقا، خرج عزيز رباح، وزير التجهيز والنقل واللوجستيك، ونجيب بوليف، الوزير المنتدب المكلف بالنقل، لأول مرة للحديث عن حيثيات الحادث المؤلم. وأكد بوليف، اليوم الثلاثاء خلال جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس النواب، أن ما وقع "أكثر من حادثة سير عادية"، كاشفا أنه "مرتبط بشيء سيكشف عنه التحقيق، لأن مقتل هذا العدد الكبير لن يكون ناتجا عن اصطدام عادي"، وفق تعبيره. وبعدما سجل أن "السؤال الذي طرحه النواب لم يكن مرتبطا بحادث طانطان"، أكد "أن نتائج التحقيق مرتبطة بأمور علمية، لأن السرعة ليست هي المحدد في مثل هذه القضايا"، مشيرا إلى أن "البحث جار، وليس عندي نتائج البحث، لأن ما أتوفر عليه هو بحث تقني فقط". وأشار الوزير المنتدب المكلف بالنقل، في هذا السياق، إلى أنه "في إطار الإصلاح، نعمل على تجديد كل ما يتعلق بالسلامة الطرقية"، مبرزا أن "الحافلات القابلة للاشتعال تتطلب منا عملا تقنيا، وهو ما نعمل عليه الآن". ومن جانبه، أبرز وزير التجهيز والنقل، عزيز رباح، دفاعه عن حالة الطريق الوطنية رقم 1 التي شهدت الحادثة المميتة"، مؤكدا أنها "طريق في حالة جيدة"، كاشفا أنها وقعت فيها حادثة مميتة واحدة خلال الخمس سنوات الماضية. وبعدما أشار إلى أن "النواب كلفوا لجنة برلمانية لزيارة الطريق"، أوضح رباح أن "الحكومة استثمرت في إعداد المئات من الكيلومترات"، نافيا أن تكون قد "أوقف الصفقات الجاري به العمل". وقال رباح "لا فرق بين الشمال والجنوب لأن البلد موحد وتوجه الاعتمادات حسب الأولويات والحاجيات"، مردفا "لا أعرف مشروعا أوقفته الحكومة الحالية، كما أن 58 في المائة من الطرق جيدة، مقابل 53 في المائة قبل هذه الحكومة، وبالتالي ربحنا خمسة نقط".