اهتمت الصحف المغاربية الصادرة اليوم الثلاثاء على الخصوص بمشروع التعديل الدستوري في الجزائر والمفاوضات الاجتماعية بين الحكومة التونسية والاتحاد العام التونسي للشغل وكذا تطورات الملف الأمني. ففي الجزائر، تناولت الصحف "الغموض" الذي يلف مشروع التعديل الدستوري حيث سجلت صحيفة (لوجون انديبوندان) في هذا الصدد أن هناك "تناقضات كبرى في المقاربة الموجهة لمضامين الاصلاحات المزعومة المتضمنة في مسودة مشروع الاصلاح الدستوري". وأثارت الصحيفة أيضا نقطة خلافية أخرى تتعلق بموعد هذه المراجعة الدستورية معتبرة أنه "ليس بمقدور أي أحد تحديد موعد، ولو جزافي، لهذه المراجعة"، ولاحظت أنه "إذا كانت الاغلبية ترى أن تمرير التعديل الدستوري يجب أن يتم عن طريق البرلمان من خلال تصويت الغرفتين في جلسة واحدة على المشروع المقترح، فإن مقربين من السلطة يفضلون عرضه على الاستفتاء وبالتالي ترجيح المقاربة الشعبية". صحيفة (لوكوتيديان دوران) كتبت من جانبها أن غالبية الجزائريين "ترى أنه من غير الواقعي انتظار شيء من مشروع التعديل الدستور المطبوخ من قبل السلطة، سوى عملية تجميل مصطنع للنظام السياسي القائم". وأكدت الصحيفة أنه "لو كان في نية السلطة المضي بعيدا في هذا المشروع لاعتمدت مقاربة مغايرة قوامها تفكير جماعي ونقاشات موسعة حول مضامين وتوجهات مشروع التعديل" مشيرة الى أن الحملة التواصلية التي أطلقها النظام بخصوص المشروع عن طريق شخصيات موالية له "تروم در الرماد في العيون ودفع الرأي العام، دون اطلاع على ما يجيش حول هذا التعديل، الى تصديق الوعود والتطمينات". من جهتها، اعتبرت صحيفة (ليبيرتي) أن "العديد من القضايا الهامة والمستعجلة تظل في بعض الأحيان بدون إجابة كما هو الحال بالنسبة لمشروع التعديل الدستوري"، مضيفة أنه "لا أحد اليوم يمكنه الحديث عن التوجه الذي يمضي فيه مشروع التعديل الدستوري وذلك مخافة السقوط في فخ التسرع". وفي المقابل، توقفت صحيفة (ليكسبريسيون) عند إعلان رئيس المجلس الدستوري مراد مدلسي أن المصالح التابعة للمجلس "لم تتوصل بعد بنسخة من مشروع التعديل" معتبرة أن "لدى الجزائريين صورة ولو مقتضبة عن المواد المقترحة في التعديل الدستوري وكذا عن مستوى نضج الملف وعموما عن مضمون الدستور القادم". وفي تونس، اهتمت الصحف على الخصوص بالمفاوضات الاجتماعية بين الحكومة والاتحاد العام التونسي للشغل، واعتقال زعيم "خلية ارهابية" بالحمامات، وتهديد إدارة شركة بريطانية مختصة في مجال التنقيب واستخراج الغاز بمغادرة تونس إثر سلسلة من الاضرابات المتواصلة، إضافة الى الاعتداء الذي استهدف امس السفارة المغربية في ليبيا. في هذا السياق، وتحت عنوان "الصيد والعباسي يذيبان الجليد: اليوم استئناف المفاوضات الاجتماعية حول الزيادة في الأجور"، نقلت صحيفة "الصباح" عن الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل حسين العباسي، قوله في تصريح صحفي إثر لقائه برئيس الحكومة الحبيب الصيد ظهر أمس، أن الأطراف المجتمعة لم تحسم الأمر بعد بخصوص ملف المفاوضات الاجتماعية حول الزيادة في الأجور، موضحا أن الاتحاد "اقترح مبلغا فيما اقترحت الحكومة مبلغا آخر". وأضاف العباسي في هذا الاطار "اتفقنا على دعوة اللجنة الرباعية (مشكلة من الطرفين) للتفاوض... وستجتمع اليوم...ونتمنى أن تصل الى اتفاق". وأشارت الصحيفة من جهة ثانية إلى أن الجامعة العامة للتعليم العالي أعلنت دخول جميع مؤسسات التعليم العالي في إضراب قطاعي اليوم احتجاجا على ما اعتبرته "مماطلة وتسويفا" من قبل وزارة التعليم العالي، في وقت أكد فيه وزير الاقتصاد والمالية سليم شاكر خلال ندوة صحفية أمس الاثنين ان "الحكومة في حاجة الى 500 مليون دينار اضافية لاستكمال الميزانية الحالية". وفي هذا السياق كتبت صحيفة "الشروق" في افتتاحية العدد "تختلف القطاعات ويتوحد منظورها في الاحتجاجات والغضب..تتهاطل المطالب..وتتعطل لغة الحوار لتدخل القطاعات في اضرابات... يتمدد الحوار ويتمطط... وبعدها يعلن عن اتفاق... ولا يكاد قطاع يهدأ وإضراب ينتهي حتى يغضب قطاع آخر ويعلن عن الدخول في إضراب آخر". وفي مقال آخر، تحت عنوان "الوضع صعب والمشاكل تتزايد: هل تنقذ حكومة الصيد البلاد¿، قالت الصحيفة "أنه بعد أكثر من شهرين عن مباشرة مهامها، تواجه حكومة الحبيب الصيد اتهامات بعدم القدرة على تحقيق الانتظارات على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي، رغم وجود بوادر مؤشرات إيجابية". وأشارت من جهة ثانية إلى أنه ردا على عدم استجابة وزارة التربية لمطالبهم، يشن المعلمون غدا إضرابا عاما في مختلف المدارس الابتدائية بكامل تراب الجمهورية قبل الدخول في تحركات احتجاجية أخرى من أهمها مقاطعة الامتحانات. وعلى المستوى الأمني أشارت مختلف الصحف التونسية الى أن الوحدات الامنية التونسية تمكنت من إلقاء القبض على "المتشدد الديني سليم بوحوش زعيم ما يعرف بكتيبة أبو مريم الارهابية (التابعة لتنظيم القاعدة) والمصنف أمنيا بالعنصر الارهابي الخطير جدا في أعقاب مداهمة منزل عائلته بأحد أحياء مدينة الحمامات، 50 كلم عن العاصمة)"، مبرزة أنه كان يخطط لتفجيرات بالحمامات وذبح سياح. وأشارت صحيفة "الضمير" في هذا الصدد الى أن جل عناصر "كتيبة أبو مريم" والبالغ عددهم 20 عنصرا والذين كانوا مهيكلين ضمن 6 خلايا إرهابية، تم ايقافهم قبل ثلاثة أيام. من جهة ثانية توقفت الصحف التونسية عند ملف شركة "بتروفاك" البريطانية المختصة في مجال التنقيب واستخراج الغاز بجزيرة "قرقنة"، مشيرة إلى أنه في ظل تواصل توتر الأوضاع في محيط الشركة نحو ما يزيد عن الشهر، قررت الإدارة العامة للمؤسسة في لندن القيام بزيارة استعجالية إلى تونس لوضع حد لهذه الأزمة "وإلا فإن القرار بمغادرة تونس بصفة نهائية سيكون هو الحل". في هذا السياق كتبت صحيفة "المغرب" أن عمال وموظفي شركة "بتروفاك " يدخلون في اعتصام مفتوح أمام مقر ولاية صفاقس وذلك للمطالبة بفك الاعتصام الذي ينفذه "عمال المنظومة البيئية منذ ما يزيد عن الشهر أمام الشركة، والذي بات يهدد مستقبل تأمين الغاز في تونس ومصدر رزقهم بشكل جدي، إثر ورود أنباء مؤكدة عن قرار صاحب الشركة الأجنبي بغلق المؤسسة وتوقيف نشاطها بالكامل". وتحت عناوين من قبيل "هجوم إرهابي جديد على سفارة المغرب" و"تنظيم داعش في ليبيا يستهدف سفارة المغرب بطرابلس" ، توقفت مختلف الصحف التونسية عند التفجير الارهابي أمام السفارة المغربية، موردة مقتطفات من بيان وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الذي أدان بشدة هذا الاعتداء، معتبرا إياه انتهاكا سافرا للقانون الدولي والأعراف الدبلوماسية فيما يخص ضمان واحترام حرمة البعثات الدبلوماسية، ومطالبا السلطات الليبية بفتح تحقيق للكشف عن ملابسات هذا الاعتداء الاجرامي الآثم ومرتكبيه.