1. الحزن حزين والدمع يشتكي دموعه المنهمرة والقلب يتمزق في قلبه ولا نقول إلا ما يرضي ربنا إنا لله وإنا إليه راجعون... 2. لحظة اليوم تشبه لحظة الأمس البعيد مع فاجعة انهيار صومعة مسجد بمكناس، وهي شبيهة بلحظة الأمس القريب مع كارثة الحادثة المروعة في تيشكا، وهي شبيهة بلحظة الأمس الأقرب مع فاجعة فيضانات الجنوب... 3. نعم تشابهت اللحظات في صفعة مصاب الوطن في وطنه...تشابهت اللحظات في الصدمة الكبرى وقد فقد وافتقد الوطن أبناءه...تشابهت اللحظات في هذا الحزن العميق والجرح الغائر الذي تتركه غائرا في وطن لا يجد ما يواسي به أبناءه... 4. تشابهت اللحظات في هذا النسيان الذي ينسينا في علل الكوارث وفي الاستخفاف المذل بالمشاعر حين لا يشفى غليل القلوب المكلومة ولو بحداد وطني يعيد لها وللوطن ما تبقى مما تبقى مما تبقى من هذه الكرامة وهذا الإنسان وهذه الأرواح وهذه الدموع وهذه الأكباد الرطبة التي اكتوت بفقدان الأعزة... 5. تشابهت اللحظات في عربدة من يصنع الأوهام وهو يعلم أنه يصنعها ومع ذلك يستمر في صنعها خطابا وفعلا ولا ينتبه إلى ضحاياه الكثر فتأتي الصفعة تلو الأخرى ليس في خذه المصان ولا في خذ من يحيطون به ويزينون له سوء تنميته وسوء إصلاحه وسوء تدبيره...تأتي الصفعة في خذ هذا الوطن ومكلوميه...ومع ذلك ننسى... 6. آه لو أننا فقط نستعرض لحظات الصفعات سنجد أنها "قدرا إلهيا" صنعه عبث العابثين وظلم الظالمين واستكانة المستكينين...ثم بعدها سنعلم يقينا أن فعلنا المقاوم والشاهد والمصلح والمغير لهذا العبث المقرف والقاتل لأبنائنا...سنعلم يقينا أنه فرار من قدر الله حيث الظلم والاستبداد والاستخفاف بكل أحلامنا وأرواحنا وآلامنا إلى قدر الله حيث العدل والمحاسبة والتداول على السلطة والتنمية والكرامة والحرية ...