دعا رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، كافة الدول الأعضاء في المنظمة العالمية للتجارة، إلى إظهار مزيد من المرونة، خاصة الدول النامية المنتمية لهذه المنظمة الدولية. وشدد بنكيران، الذي كان يتحدث على هامش افتتاح أشغال ندوة وزراء التجارة والبرلمانيين الأفارقة التي تنعقد بالموازاة مع الاحتفال بالذكرى العشرين على تأسيس المنظمة العالمية للتجارة، على ضرورة تغيير الطريقة التي يتعامل بها العالم مع دول افريقيا. وقال رئيس الحكومة، موجها كلامه للمشاركين في هذا الملتقى الذي يختتم أشغاله يوم غد الخميس بمدينة مراكش، في معرض تعليقه عن حاجيات افريقيا في الوقت الراهن، "إفريقيا في واقع الأمر لم تعد بحاجة إلى تبرعات تخصص فقط لتمويل الخبرة الأجنبية. بل إن إفريقيا اليوم، بحاجة إلى المتابعة، ومشاركة التجارب، وإلى الإرادة في التضامن لكي تتمكن من التحكم في مصيرها". واستطرد بنكيران قائلا "لا يمكن إنكار تعبئة العديد من الموارد الهامة في مجال الإعانات المخصصة للتجارة، غير أنه بات من الملح إنجاز المزيد من العمل لفائدة تعزيز القدرات الإنتاجية والتحويل التكنولوجي الكفيل بتسريع مسارات التنمية والتي انخرطت ضمنها أغلب الدول الإفريقية". وأشار إلى أن "المغرب من جهته، تبنى مجموعة من التدابير التي ينهجها في مجال تنويع وتعدد نظامه الإنتاجي، حيث أنه ينكب على تقوية تحرير تجارته الخارجية عن طريق إبرام عدد من اتفاقيات التبادل الحر والتي تغطي حاليا 56 دولة". وأفاد ذات المسؤول أن "المغرب لديه رغبة قوية في أن يعبر المشاركون في المفاوضات التجارية المتعددة الأطراف، عن إرادتهم السياسية الضرورية لمعالجة التفاوتات الموجودة، وإعطاء مضمون واقعي للتنمية لجولة الدوحة، ومن ثمة تسهيل تفعيلها". واعتبر أنه من خلال هذا المنظور، "اختار المغرب إرساء مجموعة من الاستراتيجيات التي تسمح له بمتابعة مساره التنموي عن طريق إدماج انفتاح اقتصاده وتحرير مبادلاته الخارجية وفق التزاماته مع المنظمة العالمية للتجارة ومع شركائه التجاريين"، مؤكدا أن "هذه الاستراتيجيات تنبني على تعزيز النمو، وتكثيف الاستثمارات، والمضي قدما في مجال إنجاز المشاريع الكبرى والإصلاحات البنيوية وتنويع اقتصاده". وأكد بنكيران أن "هذه الاستراتيجيات، التي تبناها المغرب، تستجيب لمتطلبات التنمية، ولانتظارات المستثمرين الذين يحتاجون لمؤهلات وكفاءات بشرية عالية الطراز. هذا فضلا عن ملاءمتها للحفاظ على أمن نظامنا المالي، وحماية القطاعات الاجتماعية، والمحافظة على مناصب الشغل وعلى القدرة الشرائية للمواطنين، مع ضمان صيانة حركية الطلب الداخلي". مولاي حفيظ العلمي، وزير التجارة والصناعة والاستثمار والاقتصاد الرقمي، أكد من جهته أن افريقيا تتوفر على مؤهلات كبيرة لكنها مازالت غير مستغلة بالشكل الأمثل. وأشار نفس المسؤول إلى أن مساهمة القارة الافريقية في الصادرات العالمية لم تربح سوى 0.8 في المئة خلال العشرين سنة المنصرمة، حيث مرت من 2.2 في المئة إلى 3 في المئة، وقال العلمي في هذا الصدد "إذا بقيت الامور تسير على نفس هذه الوثيرة، فإنها لن تصل إلى 16 في المئة من التجارة العالمية إلا بعد مرور 4 قرون". وسجل الوزير المغربي مجموعة من الملاحظات على عمل المنظمة العالمية للتجارة، التي قال عنها إنها لم تتمكن منذ إنشائها من إتمام أي جولة من جولات المفاوضات التي أطلقتها، بالرغم من التقدم الذي سجلته منذ محطة مراكش في 1995. من جانبه روبيرت أزيفيدو، رئيس المنظمة العالمية للتجارة، أن الشعوب الافريقية يجب أن تتقاسم الثروات التي تزخر بها القارة الافريقية، مبرزا أن القارة الافريقية أضحت المحور الرئيسي للاقتصاد العالمي، لكونها تستقطب فرصا حقيقية للاستثمار. وأوضح رئيس المنظمة العالمية للتجارة، أن افريقيا تسجل حاليا معدلات نمو هامة مقارنة مع باقي المناطق في العالم، ويجب على الدول أن تسير في اتجاه خلق تكتل اقتصادي اقليمي على غرار باقي التجمعات الاقتصادية الأخرى لتعزيز مكانتها في العالم.