يحط الوزير الأول الفرنسي، مانويل فالس، رحاله يوم الخميس المقبل في زيارة خاطفة تدوم يوما واحدا، يلتقي خلالها بالملك محمد السادس، ورئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، قبل أن يمم وجهه شطر البرتغال، يوم الجمعة، من أجل الالتقاء برئيس البلاد، أنيبال كافاكو سيلفا. وتأتي زيارة الوزير الأول الفرنسي في سياق عودة الدفء إلى أوصال العلاقات المغربية الفرنسية، بعد "سوء فهم" كبير بين الرباطوباريس، امتد زهاء سنة كاملة، ابتداء من شهر فبراير 2014 بعد أن استدعت السلطات الفرنسية مدير المخابرات المغربية، عبد اللطيف حموشي، إلى فبراير 2015 حين التقى العاهل المغربي بالرئيس الفرنسي. زيارة مانويل فالس للرباط تأتي أيضا لتزكي مسار الخط التصاعدي الذي شهدته في الفترة الأخيرة العلاقات الثنائية بين المغرب وفرنسا، والذي جسده من قبله وزير الشؤون الخارجية والتنمية الدولية، لوران فابيوس، عندما قام بزيارة للمغرب يومي 9 و10 مارس المنصرم. ويبدو جليا من خلال توافد مسؤولين حكوميين فرنسيين رفيعي المستوى على الرباط، فابيوس وفالس خلال شهر فقط، أن باريس تسعى جاهدة لترميم ما فسد في العلاقات الدبوماسية بين البلدين الحليفين، والتي أثرت سلبا أيضا على جودة التعاون القضائي والأمني والاستراتيجي بين الطرفين. ويرى الجانب الفرنسي في هذه الزيارات الكثيفة لمسؤولين حكوميين للرباط ضخا لدماء جديدة في شرايين العلاقات الثنائية بين البلدين، كما أنها تجدد النقاش حول ملفات ذات اهتمام مشترك، من قبيل مكافحة الإرهاب، والوقاية من التطرف، وقضايا الأمن والتنمية بحوض البحر الأبيض المتوسط وإفريقيا. وكان الملك محمد السادس قد اتفق مع الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، في فبراير الماضي، بمناسبة استقباله في "الإليزيه"، على تطوير التعاون بين البلدين في مختلف المجالات في البلدين، وتحديد برنامج مكثف من الزيارات الوزارية تمكن من تحضير اجتماع رفيع المستوى بين الحكومتين المغربية والفرنسية.