بعد الفيديو الذي انتشر في وسائل التواصل الاجتماعي، والذي يتضمن انتقادا لفظيًا من يهودي من أصل مغربي على أميناتو حيدر في مطعم بالولاياتالمتحدة، اختار اليهودي المذكور، ويدعى جوشوا كوهين، شرح الأسباب التي دعته إلى هذا السلوك إذ أبرز أنه قام بذلك لأجل المغرب ووحدته الترابية، ولأجل التأكيد على دعم اليهود المغاربة لوطنهم. ووصف كوهين في مقالٍ نشره بالإنجليزية الانفصالية أميناتو حيدر بأنها واحدة من أولئك الذين لا يحترمون ما يصفه بفسيفساء المغرب وتنوعه، ويرغبون في أن تسود حالة اللا نظام والتقسيم، مضيفاً أن حيدر تقدم نفسها كرمز لقضية لا شرعية تاريخية لها، إذ تُعد بالنسبة للحكومة الجزائرية وجبهة البوليساريو "رمزًا لمعاداة وحدة المغرب". وتحدث صاحب المقال عن أن كل مغربي في العالم يعدّ سفيرًا للهوية المغربية حتى وإن كان لديه خلاف مع بعض الأمور الداخلية، مبرزًا ضرورة بقاء المغاربة في اتحادٍ ضد كل من لا يؤمن ب"الفيسفساء المغربي الموجود بين طنجة والكويرة"، مذكراً بأنه سافر إلى المغرب عام 2010 كسائح من أجل إعادة اكتشاف إرثه التاريخي والتعرّف أكثر على سياساته الحالية. وعودة منه إلى ما وقع بالضبط بينهما يوم 30 مارس الماضي، قال كوهين إنه كان يستمتع بجولة ربيعية في مدينة واشنطن، وكيف أنه قرّر دخول أحد المطاعم لتناول وجبة الغذاء، ليكتشف وجود أميناتو حيدر في إحدى الطاولات. "بصراحة، لم أستطع تصديق ما تراه عيني، فلم أكن أرى وجهها إلّا على صفحات الجرائد. لذلك لم أستطع منع نفسي من أحاسيس الغضب بما أنني كنت أعلم مخططاتها الرامية لضرب سمعة المغرب". ويضيف اليهودي من أصل مغربي أنه قرّر الرّد على مزاعمها عندما أحس أن تعبيره عن سخطه تجاهها يجعله ناطقًا "باسم الشعب المغربي"، لذلك فكّر في تصوير ردّه ما دام القانون الأمريكي يسمح بتوصير الأشخاص في الأماكن العمومية، فانتقل إلى طاولتها، وسألها بداية هل هي أميناتو حيدر، وهو ما أكدته له مرافقة لها، ليوجه لها الكلام بحدة: "عار عليك أن تنشري الأكاذيب حول وطنك. أنا أفتخر بإرثي المغربي وعليك أنت كذلك أن تكوني فخورة به.. عليك أن تخجلي من نفسك". ونظرًا لأنه كان يتحدث بالعربية، فقد رأى الصدمة والحير في عيني أميناتو حيدر على حد قوله، بينما لم تملك مرافقتها غير القول بأنهما لا تريدان مضايقتهما. ويزيد كوهين في مقاله:" كنت أمارس حريتي في التعبير تجاه إنسانة تكذب على وطن أحبه. لم أجد أيّ حرج في الاقتراب من طاولتها والرّد عليها بما يفكّر فيه كل مغربي. لقد استغربت عدم قدرتها على الرّد عندما خاطبتها "حشومة عليك"، فقد كنت أنتظر ردًا قويًا، إلا أن ذلك لم يحدث. فقد كانت تحاول لعب دور الضحية بينما هي تحاول تجنب اللقاء مع مغاربة العالم". ولفت اليهودي من أصل مغربي إلى أنه غادر المطعم بعد هذه المحادثة التي لم تتجاوز 30 ثانية. معتبرًا أنه لم يسمح بإهانة نفسه عبر تناول الطعام في حضور حيدر: "لقد خانت شعبها، وأردت تذكيرها بأنها لا تزال مغربية حتى مع قصصها المصطنعة. لقد أردت أن تعلم حيدر بأنها أينما تذهب، ستكون عارًا على شعبها. وكيهودي من أصل مغربي، أردت تذكير المغاربة بأن أبناء الوطن اليهود على استعداد دائم للدفاع عن المغرب وقضيته"، متابعًا:" أتقبل أن يتم نعتي من طرف مساندي حيدر بأنني 'كلب يهودي مغربي' ما دمت أعتبر ذلك إطراءً لي في دفاعي عن المغرب. فقبل الاستعمار الفرنسي والإسباني، كانت الصحراء تقع تحت السيادة المغربية". وانتقل صاحب المقال بالانتقاد إلى مرافقة أميناتو حيدر في المطعم، مشيرًا إلى أنه اكتشف أنها كذلك عار على الشعب الأمريكي، هي ومركز كينيدي الذي تنتمي إليه ما دام يساند امرأة تعمل لضرب سمعة المغرب. فالمملكة المغربية كانت أوّل بلد في العالم يعترف باستقلال الولاياتالمتحدة عام 1776، والمملكة كانت أول صديق للدولة الأمريكية، لذلك يأمل جوشوا بأن تستمر الحكومة الأمريكية، ومعها الشعب الأمريكي، في دعم القضية الترابية للمغرب. وأنهى كوهين مقاله بالقول:" بعد توصلي بالآلاف من الرسائل التي دعمت ما قمت به، وبعد تناول وسائل إعلامية مغربية لرّدي على حيدر، أريد أن أقول إنني قمت بذلك لأجل جميع المغاربة. فالمغرب قد لا يكون مثاليًا، ولكنه قبس من نور في القارة الإفريقية التي تعاني من عدم الاستقرار والحروب والكراهية".