لم تتمكن حوالي 20 منقبة ومُحجّبة، من تنفيذ وقفتهن التضامنية وسط ساحة باب الحد بالرباط، التي دعت إليها ناشطات من على منصة موقع "فيسبوك" للتواصل الاجتماعي من أجل ما أسموه "رد الاعتبار للمنقبات"، خاصة بعد الضجة العارمة التي أثارتها "إشاعة المنقبة" وراج بأنها أدخلت الرعب في نفوس سكان مدينة سلا قبل أيام. وشوهد عند جنبات ساحة باب الحد، بعد عصر اليوم السبت، تواجد كثيف لرجال أمن بزيّ مدني، إلى جانب العشرات من عناصر الأمن مُحمّلين بعصي وخوذات واقية، فيما تعرض صحافيّ هسبريس للتضييق والمنع من أداء واجبه المهني في أخذ تصريح صحافي على لسان المتظاهرات، حيث عمدت الأجهزة الأمنية إلى تفريق كل تجمع وتجمهر بداعي عدم الترخيص للوقفة. وتبرر سلطات الرباط منع الوقفة، وفقاً لمصادر مسؤولة، كون الداعيات إليها لم يحصلن على ترخيص قانوني لتنفيذ شكلهن التضامني، فيما أكدت إحداهن لهسبريس حرصهن على تقديم طلب الترخيص لتنظيم نشاط تضامني مع المنقبات لدى السلطات، ويشمل توزيع ورود وهدايا، "إلا أن طلبنا ووجه بالرفض.. لكننا أصرينا على تنفيذ نشاطنا بكل سلمية ودون أي شغب"، تضيف المتحدثة. ورغم أن بعض المنقبات رفضن رفع أصوات المتضامنات للاحتجاج ضد قرار المَنع، بداعي "أن صوت المرأة عورة"، وفق ما عاينت هسبريس، إلا أن عددا منهن رفعن أصواتهن بالتنديد والاستنكار، حيث قالت إحداهن "نحن نحب هذا الوطن ولا نريد إلحاق الأذى بأي أحد من المجتمع.. نريد فقط أن نوصل رسالة للمغاربة بأن ما أثير أخيرا حول المنقبات مجرد إشاعة وأنها موجة موجهة ضدنا ليس إلا". وعاينت هسبريس تذمر عدد من الحاضرات الداعيات إلى الوقفة، اللائي كنا يحملن مصاحفاً وورودا، حيث دخل بعضهن في بكاء شديد، فيما عبّر البعض منهن عن الانفعال بقولهن "لا حياة لمن تنادي.. نقدم تعازينا للمغربة في هذا المغرب"، فيما عمدت أخرى إلى السجود وسط ساحة باب الحد، أما باقي المنقبات والمحجبات فاستسلموا لقرار المنع وتفرقن بعيدا عن الساحة. وكانت الحملة التضامنية التي منعتها سلطات الرباط، انطلقت من موقع "فيسبوك" تحت عنوان "باراكا من الإشاعات.. أنا مسلمة ما شي مجرمة"، وجاءت ردا على رواج شائعة "المنقبة المرعبة" بسلا، وما تلاه من تعرض عدد من المنبقات للمضايقات، وفق تصريحاتهن للجريدة، وصلت أحيانا إلى حد التعنيف والسب والشتم.. وكانت الحملة تستهدف توزيع هدايا رمزية وورود لفائدة المنقبات في الشارع. أما إلياس الخريسي، أحد الداعين للوقفة، فانسحب في وقت مبكر حينَ تدخل السلطات لتفريق الموعد، إذ وصف الحدث كونه "إنزال أمني شديد لقوات الأمن.. حيث أنهم كانو يبعدون أي منقبة تقترب من مكان المبادرة"، مضيفا "أحس وكأني مجرم في هذه اللحظة.. ما إن إقتربت من المكان حتى أحاطو بي من كل مكان تخلعت.. وسأتوجه الآن لكي ألتقي بالسيد القائد الذي اتصل بي..".