افتتحت بفضاء العروض Dock des suds، بمدينة مارسيليا الفرنسيّة، فعاليات الدورة ال11 من المنتدى الموسيقي العالميّ Babel Med Music الذي يستمرّ ل3 أيّام كاملة قبل إسدال الستار على برمجته بحلول يوم السبت من الأسبوع الجاري. وقال المنظمون للتظاهرة الموسيقية الدولية، التي تقف وراءها جهة الألب كوت دَازُور، إنّ الرهان قائم على قدرة الشعوب واللغات والثقافات في تحقيق التناغم والبصم على معنَى يُستقَى من الاختلاف والانخراط في الحوار.. وأضافوا ضمن كلمة موزعة بالموازاة مع رفع الستار على BMM في نسخته للعام 2015: "ما يزيد عن 2000 من المهنيّين الموسيقيّين قدموا من مختلف أصقاع الأرض صوب مارسيليا التي تتحول إلى أرض محتضنة للنقاش الثقافي بين الشعوب والحضارات". برمجة الموعد الفني الدولي الذي يلتئم بالمدينة الفرنسية تشمل ما يفوق 20 مائدة مستديرَة، كما تفتح منصّات التعبير الموسيقَي لما ينيف عن 30 مجموعة لأجل العزف أمام آلاف المتفرجين المنتظر وفودهم على Dock des suds خلال الأيام ال3 للمنتَدَى، بينما تنتمِي المجمُوعات المستضافة خلال دورة العام الجاري من Babel Med Music إلى 32 بلدا، ويجاورهم الحضور مئات المدراء لمهرجانات موسيقيّة دولية ومنتجون وصحفيون. إبراهيم المزند، مدير Visa for music بالمغرب، وهو أيضا مدير فني لمهرجان تيمِتَار، يعدّ من بين المنشئين للمنتدَى الذي راكم حتى الحين 11 عاما من التواجد على الساحة الموسيقية العالميّة، خاصّة وأنّه قد شغل موقع عضو بلجنة تحكيم Babel Med Musique من العام 2005 إلى 2014.. ويقول إبراهيم لهسبريس، وسط الدورة الحالية التي يتواجد بها لأول مرّة كعارض بفعل موقعه الفني بالمملكة، إن الBMM ينال إقبال كل المهتمين بالصناعة الموسيقيّة في العالم، خاصّة المؤسسات العانية بالاشتغال في المجال ضمن الإنتاج وحماية حقوق المؤلفين، وأيضا ممثلين لوزارات الثقافات بعدد من الحكومات. ويضيف المزند، الذي يعدّ عضوا فاعلا بEquation musique، وهو ائتلاف موسيقي قارّي على صعيد إفريقيا، قوله: "تنقلت لمارسيليا من أجل ملاقاة أصدقائي من الرواد بعالم الموسيقى العالميّة، وكذا الاطلاع على الإنتاجات الجديدة والمستجدّات الأكثر حداثة، بالإضافة إلى التواجد وسط العروض الموسيقيّة بغرض البحث عن مشاريع تكتسي طابع الأهميّة لأجل محاولة استقطابها نحو المغرب"، ثم يسترسل مدير Visa For Music ضمن نفس التصريح لهسبريس: "استدعينا هذه السنة مجموعة من الفنانين المغاربة صوب الموعد الموسيقي العالمي لمارسيليا بغرض اكتشاف جديد الصناعة الموسيقيّة، خاصة على مستوى التسويق استنادا على منتوجات رقميّة، فاستهلاك الموسيقى لم يكن أقوى من اليوم، وينبغي على الفاعلين المغاربة بالقطاع أن يعوا ما يجري على الساحة الدوليّة". "السعي لاكتساب قوّة سياسيّة وزعامة اقتصاديّة مغربيّة، خاصّة على الصعيد الإفريقي، ينبغي ان يواكب ثقافيا.. والموسيقيون المهنيون هم الأقدر على تحقيق هذا المسعَى والتحول إلى سفراء للمملكة" يورد المدير الفني لتمِيتَار قبل أن يزيد: "نشتغل على مشاريع تتطلب تظافر الجهود من أجل ملاقاتها للنجاح خلال أعوام قليلة من الكدّ، وينبغي الوعي بالمنافع التي يمكن جلبها عبر إنجاح التواجد الدولي للموسيقى المغربيّة ضمن المواعيد العالميّة، وعدم قصر الفنّ المغربيّ الموجّه خارج البلاد على صفوف الجاليَّة المتواجدة خارج المملكَة". ويعتبر إبراهيم المزند، من وسط تواجده بBabel Med Music 2015، أن الموسيقى المغربيّة قادرة على خلق ديناميَّة جديدة لأدائها، خاصّة التعاطي من خلالها مع الموسيقى البديلة.. كما يشدّد على توفر المغرب على مادّة موسيقية، فنية وثقافية، في طورها الخامّ ويمكن الاشتغال عليها شكليا وتسويقيا، بمساندة من الدعم المالي للجولات والتشجيع على الانفتاحات تجاه الآخرين وحضور ملتقيات التعارف والنقاشات، من أجل مقارعة نماذج ناجحة دوليا الحين، أبرزها يحمل أسماء كوريا الجنوبية وكولومبيا، وحتى جمهورية الرأس الأخضر. جدير بالذكر أن فضاءات العرض الخاصّة بالBBM قد تم إغلاقها في وجه عموم الجمهور وقصرها على المهنيّين، عكس فضاءات السهرات الموسيقية التي يتاح الولوج إليها لما يعادل ال12 ألف وافد في كل حفل.. بينما كان شرف قصّ شريط انطلاق احتفالية منصّة Babel Med Music بدورته ال11 لكوريا الجنوبيّة ممثلة في "جَامبِينِي" والمَالي عمر بِينْ.. فيما سيكون الجمهور الوافد على مرسيليا، في سهرة السبت، على موعد مع المغربي مجيد بقاس ضمن لوحات موسيقيّة جامعة لفنَّي كنَاوَة والجَاز، وذلك على ذات المنصّة التي سيتمّ اعتلاؤها من لدن Boom Pam القادمة صوب مارسيليا من تل أبيب.