أدان المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية ب " شدة" التصريجات " اللامسؤولة والمهينة " التي أدلت بها نائبة رئيسة الجبهة الوطنية (اليمين المتطرف الفرنسي) مارين لوبان، في نهاية الأسبوع الماضي ، والتي شبهت فيها الصلاة التي يؤديها بعض المسلمين على الطريق بالاحتلال الألماني. وقال المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية في بيان له ان " هذه التصريحات تشكل مسا خطيرا بكرامة مسلمي فرنسا وبذاكرة أسلافهم الذين ضحوا بحياتهم لضمان استمرارية فرنسا ومبادئ الجمهورية ". وانتقد المجلس الذي " لم يقبل بأن يتم تلطيخ صورة الإسلام ومسلمي فرنسا بشكل مجرح " ، هذه " المقارنة المهينة المرادفة للتحريض على الكراهية والعنف تجاهم". ودعا كافة الفرنسيين " المحبين للسلام والعدل إلى ضم جهودهم من أجل مواجهة اللاتسامح والعمل في اتجاه تكريس الاحترام المتبادل والتعايش". وذكرت الهيئة التمثيلية لمسلمي فرنسا بأنها صرحت في العديد من المناسبات بأن " " ظاهرة المسلمين الذين يصلون في الشارع على الرغم من قلتها " بسبب امتلاء الفضاءت المخصصة للصلاة داخل المساجد " تمس بكرامة الإسلام ومسلمي فرنسا" ، مجددة دعوتها إلى " اختفاء هذه الظاهرة بشكل نهائي ". وقد أثارت تصريحات مارين لوبان التي أدلت بها خلال حملة لخلافة والدها جون ماري لوبان على رأس حزب الجبهة الوطنية في أفق الانتخابات الرئاسية لسنة 2012 ، إدانات قوية داخل النخبة السياسية الفرنسية ، سواء على مستوى أحزاب الأغلبية أو المعارضة ، متهمة إياها بتبنيها مجددا للخطاب الاستفزازي لوالدها المعروف بأفكاره المتطرفة المناهضة للإسلام والهجرة. وقال السكرتير العام للاتحاد من أجل حركة شعبية ( الموجود في الحكومة ) جون فرونسوا كوبي ، "يتعين وضع حد للكذب ، إنها تعكس بالضبط الصورة ذاتها لوالدها ، فهناك التقنيات نفسها ومظاهر الخلط ذاتها ". وتحدث عن ما وصفه بحالة من "الخطر الانتخابي"، داعيا إلى "العودة إلى الاصل " والى المبادئ الأساسية لليمين وقيمه، خاصة من خلال تبني مبدأ "الصرامة" لتفادي بروز الجبهة الوطنية كقوة مؤثرة. وفي ما يتعلق باليسار، اعتبرت الكاتبة الأولى للحزب الاشتراكي مارتين أوبري أن مارين لوبان تعكس "الوجه الحقيقي لليمين المتطرف الذي لم تتغير أفكاره في شيء". وقالت ان مارين "تستعمل لهجة والدها لتحقيق أهداف زبونية ". ومن جهتها، وصفت الكاتبة العامة لحزب الخضر والبيئة بأوربا سيسيل دوفلوت ، تصريحات نائبة رئيسة الجبهة الوطنية ب"اليائسة والرديئة" في حين عبر الحزب الشيوعي الفرنسي عن إدانته من خلال اللجوء إلى القضاء ردا على "تصريحات مسيئة وعنصرية".