ساحة حسّان بالرباط تتحوَّل إلى "منصّة" لمُشاهدة الكسوف

منذُ الساعة الثامنة إلّا رُبْع من صباح اليوم الجمعة، تحوّلت ساحة مسجد حسّان بالرباط إلى "منصّة" لمشاهدة الكسوف الجزئيّ للشمس، الذي امتدّ من الساعة السابعة وخمس وأربعين دقيقة إلى الساعة العاشرة، وبلَغ حواليْ 45 في المائة في الرباط، و 48 و 42 في العيون وطنجة على التوالي.
عبد الحفيظ باني، رئيس جمعية الرباط لعلْم الفلَك، التي نظّمتْ تظاهرة مشاهدة الكسوف، قالَ في حديث لهسبريس إنّ كُسوفَ الشمس لا يُشكّل أيّ خطرٍ على صحة الإنسان، لكنّه يشكّل تهديدا حقيقيا لحاسّة البصر، إذا نظَر الإنسان إلى الشمس مباشرة دون الاستعانة بنظارات خاصّة، وقدْ ينْجُمُ عنْ ذلك الإصابة بالعمى.
ووفّرتْ جمعية الرباط لعلْم الفلَك لعشرات المواطنين الذين وفَدوا على ساحة مسجد حسان بالرباط منذ الساعة السابعة والنصف، نظاراتٍ خاصّةً لمشاهدة الكسوف الجزئيّ للشمس، تُبَاعُ بعشرين درهما، وقال باني إنّ النظارات التي تُظهر الكسوف بشكل واضحِ تحْمي العين من أيّة مخاطرَ بنسبة مائة في المائة.
وإضافة إلى النظارات الخاصّة، المُستوْردة من الخارج، وفّرت الجمعية منظار (تلسكوب) لمشاهدة الكسوف بشكْل أوضحٍ، ومنظار آخر يقومُ بإسقاط قُرْص الشمس على شاشةٍ ويُرى بالعيْن المجرّدة، وقالَ باني إنّ كل هذه الطرق لا تشكّل خطرا على العيْن، لكنّ النظر إلى الشمس بالعيْن المجردة يمكن أن يُفقدَ المرءَ حاسة البصر بصفة نهائيّة.
وجَواباً على سؤال حوْل السبب الذي جَعل الناس في العصور الماضية، قبْل ظهور النظارات الخاصّة لا يُصابون بالعَمى، قالَ رئيسُ جمعية الرباط للفَلك إنّ الناس في قديم الزمان، كانوا يستعملون وسائلَ بدائيّةَ، لكنّها غيْرُ آمنة، مُشيرا إلى أنّه لا يُمكن القول بأنّ الناس لم يكونوا يتعرّضون لمخاطرَ على مستوى البصر، في غياب وسائل لإثبات أسباب العمى.
ويحْدث كسوف الشمس في اللحظة التي يمرّ فيها القمر بيْن الأرض والشمس، فتُحجبُ أشعّة الشمس عن الأرض، بنسبة معينة، في حال الكسوف الجُزئيّ، بيْنما في حالة الكسوف الكُلّي يُغطّي القمرُ الشمس كلّية، ويعمّ الظلام الأرض، كما حصل صباح اليوم في المنطقة الممتدّة ما بين إسلندا والدول الإسكندنافية، في القارّة الأوربيّة.
ويُتوقّعُ ألّا يتكرَّر كسوف الشمس إلّا بعْد عشْر سنوات من الآن، وحسب التواريخ التي قدّمتْها جمعية الرباط للفلَك يُتوقّع أن يحدث كسوف جُزئيّ بنسبة 20 في المائة يوم 29 مارس 2025، يعْقُبه كسوف كُلّي في أوربا وجزئيّ في المغرب (90 في المائة) يوم 12 غشت 2026، وكسوف آخرَ يوم 2 غشت كسوف كلّي في الشمال.