أخيرا استطاع مناضلو الاتحاد العام للشغالين بالمغرب بجهة طنجة تطوان لقاء الزعيم النقابي المثير للجدل حميد شباطفي إطارتجمع نظمته الكتابة الوطنية للجهة الشمالية الغربية (جهة طنجة -- تطوان تحت شعار( جميعا من أجل الوحدة الترابية). لم تتمكن القاعة المخصصة للقاء على الشارع الرئيسي بمدينة العرائش من استيعاب جميع الحاضرين إذ بقي كثيرون بدون مقاعد متحملين الوقوف حوالي الساعتين وهي المدة التي استغرقتها كلمة شباط حيث قوطعت في أحايين كثيرة بالتصفيقات،لكونها تضمنت عناوين جديدة لم يألفها المستمع . بدا حميد شباط صباح أمس الأحدوهو يدخل قاعة التجمع واثقا من نفسه،موزعا بسخاء ابتسامات،وشارات النصر،بينماتكفلت خديجة الزومي الكاتبة الوطنية النقابية للمنطقة الشمالية الغربية بتوقيع تعاقد شفوي بين الحاضرين مؤداه أن اللقاء ليس مخصصا لتدارس المشاكل وإنما للحديث عن الوضع النقابي ،وقضية الوحدة الترابية. أدرك مقدم برنامج اللقاء أن الحضور استبطأ كلمة رئيس النقابة،فأعطى إشارة الانطلاق لكلمة ارتجالية،دامت كما سبقت الإشارة زهاء ساعتين فماذا تضمنت؟ اعتبر شباط أن إضراب 14 دجنبر 1990 يعتبر حدثا مفصليا في المسار الحزبي، وبالنسبة للدولة ،غير أن المشهد النقابي لم يحسن استثماره فضيع الكثير،وبالمناسبة اعتبر أن نقابته قد حسمت موقفها بخصوص ممارسة حق الإضراب من أجل الإضراب،حتى لا يتحول الإضراب إلى أيام عطل أو آحاد،منبها إلى أن كثرة الإضرابات غير المدروسة،والمعتمدة على قطاع الوظيفة العمومية وحده قد ميع هذا الحق وأضر به في غياب قانون منظم للإضراب.وفي سياق الحديث عن ضرورة جعل الإضراب محركا للمجتمع وللحركة النضالية برر مقاطعة تنظيمه لاحتفالات فاتح ماي معتبرا إياه مجرد (سيرك )يتخلله الصراخ والعويل بينما يطرد العمال،ويجهز على مكتسباتهم.وتمنى شباط وهو يطلع الحاضرين على تذرع وزارة المالية بالأزمة التي تعرفها أوروبا وإسبانيا على الخصوص من الله أن تصيب المغرب أزمة كتلك التي تعرفها إسبانيا،بشرط التوفر على علاقات عمالية كتلك التي تعرفها إسبانيا موضحا أن الدولة الاسبانية صرفت الكثير لتعويض العمال المتضررين،وإذا لجأت إلى تقليص نسبة من الأجور، فلا ضر ر في ذلك مادامت الأجور في الأصل مرتفعة،(لاقياس مع وجود الفارق )داعيا إلى رفع الأجور في المغرب بنسبة 20 في المائة لكونها متدنية ولم تعد مواكبة لتطلعات العيش الكريم للمغاربة ،ولا ذريعة بأزمة الغير للتنصل من المطالب المشروعة للشغيلة التي تتبناها النقابات المناضلة وضمنها الاتحاد العام للشغالين بالمغرب. وبالنسبة للمشهد السياسي المغربي،والوحدة الترابية ،وقضية التعليم،دعا إلى أخذ الحيطة والحذر من حزب(البام) الذي أضرت سياساته بالممارسة الديمقراطية،محملا إياه توابع ما جرى من أحداث في العيون،وتوجهه لدعم التعليم الخصوصي على حساب التعليم العمومي ،وغض الطرف عن الممارسات غير المشروعة من أجل تحقيق نسبة نجاح في الامتحانات الإشهادية إلى 54 في المائة، وبالمناسبة ثمن المبادرة الملكية السامية مليون محفظة،ولكن تساءل عما بعد المليون محفظة، مؤكدا على ضرورة العودة إلى مأسسة المسيد بالبوادي متسائلا لماذا يخشى (المسؤولون) كلمة لإله إلا الله،مبينا أن التطرف هو العلمانية،والبعد عن العقيدة.إذ إن حب الشعب المغربي لملكه ولوطنه و طاقة احتماله للأزمات والمشاكل، نابعة من عقيدته الإسلامية الراسخة،وإيمانه بمؤسسة إمارة المؤمنين، في شخص جلالة الملك ،الممتدة جذورها من المغرب إلى إفريقيا وأوروبا،والعالم العربي والإسلامي. وقبل النهاية آثر شباط العودة لقضية الوحدة الترابية ليدعو إلى فتح آفاق العمل الجمعوي وإطلاق يده وتشجيعه على مواجهة أعداء الوحدة الترابية عبر استراتيجية واضحة تفسح المجال أمامه لاتخاذ المبادرات ،وعدم تكبيله بانتظار تلقي الأوامر التي في الغالب ما تأتي متأخرة. وتساءل ، متهكما ،عن سبب تمسك الرئيس الجزائري بوتفليقة بمعاكسة الوحدة الترابية للمملكة التي تربى في (وجدتها)،وإصراره على نكران الجميل،ربما يعود السبب لخلافات مع الصبية من أقرانه لا تزال تثير في نفسه نوازع الانتقام حتى وقد بلغ من الكبر عتيا. وانتهى اللقاء بقراءة الفاتحة على أرواح شهداء الواجب بالصحراء المغربية.