أحالت مصالح الضابطة القضائية لدرك آيت اعميرة شقيقين على أنظار الوكيل العام باستئنافيية أكادير، وذلك بتهم الاختطاف والتعذيب وافتضاض بكارة والاغتصاب والقتل العمد مع سبق الإصرار، وإخفاء معالم جريمة والمشاركة وعدم التبليغ عن جريمة، وعدم تقديم المساعدة لشخص في حالة خطر. معطيات حصلت عليها هسبريس أكدت أن شقيق المتهم الرئيسي كان في جلسة تبادل خلالها لفات مخدر الحشيش مع صديق له، ليكشف له "سرا" ضل كاتما عليه لسنين، ليفترقا بعد ذلك كل إلى حال سبيله.. لكن الصديق صدم لهول ما سمع، حيث فكر مليا قبل أن يهاتف أحد عناصر الدرك مبلغا إياه عما سمع، طالبا منه مباشرة التحقيق للتأكد من صحتها. الضابطة القضائية أخذت محمل الجد الإخبارية، فتحركت نحو دوار غزالة الذي يبعد بضع كيلومترات عن مركز آيت اعميرة، وهناك أوقفت الشقيق الذي وجد في حالة استعداد تام للبوح وسرد تفاصيل ما عاينه في إحدى الأيام من سنة 2009، حين حضر كل تفاصيل الإجهاز على روح فتاة قاصر في ال17 من عمرها آنذاك، وطمر جثتها أمام بيتهم بالدوار ذاته. وقد أفاد للمحققين أن فترات نفسية عصيبة مر منها طيلة الست سنوات الماضية، حيث ظلت هواجس مشاهدته لما اقترفه شقيقه تطارده، بعد أن تحولت إلى كوابيس مزعجة تقض مضجعه، مصرحا أنه ظل يتردد في الإبلاغ عن جريمة أخيه بعد قصد المركز الترابي للدرك غير ما مرة، ليعود القهقرى مؤجلا نواياه بالإبلاغ إلى وقت لاحق. أخطرت الضابطة القضائية لدرك آيت اعميرة الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بأكادير، الذي أمر حينها باعتقال الشقيق المشتبه به الرئيسي ذي ال 26 ربيعا، والانتقال معه إلى مسرح الجريمة، فضلا عن اعتقال المتهم بحضور نائب وكيل الملك باستئنافيية أكادير والسلطات المحلية والقائد الإقليمي للدرك وتقنيي المختبر العلمي للدرك الملكي والوقاية المدنية، حيث تم انتشال رفات الفتاة التي نقلت إلى مستودع الأموات بأكادير بغرض إجراء التحاليل الضرورية عليها بغرض تحديد هويتها وأسباب وفاتها. تناقلت الألسن نبأ الجريمة الذي انتشر على نطاق واسع بمختلف مناطق اشتوكة آيت باها والنواحي، وكانت خالة الضحية التي تقطن بآيت اعميرة قد هرعت إلى مصالح الدرك فور علمها من أجل الاستقصاء بعد أن راودتها شكوك حول احتمال أن تكون الضحية ابنة أختها التي اختفت منذ مدة، والتي تحمل اسم "فاطمة" من دوار "تكاض" بحد الدرا نواحي الصويرة، حاملة معها صورة للمختفية التي تم عرضها على المتهم الرئيسي الذي تعرف عليها على الفور، مؤكدا للضابطة القضائية أن الأمر يتعلق فعلا بضحية عمله الإجرامي. المتهم وشقيقه ينحدران من جماعة اهديل نواحي شيشاوة، قصدا آيت اعميرة للاشتغال كعمال زراعيين بالضيعات الفلاحية المنتشرة بالمنطقة،ا لتقى قبل الجريمة بالضحية "ف.ز" ، فدخلت معه في علاقة غرامية تحولت إلى معاشرة يومية، ومع استمرار العلاقة وتوطدها، بدأت الضحية في فرض الأمر الواقع على الجاني مطالبة إياه بالدخول في مرحلة الاعداد للزواج وتوثيق علاقتهما. بدأ الأمر بالنسبة للمتهم مزعجا ولم يعد يستسغ الطلبات المتكررة للضحية في الارتباط به بموجب عقد زواج شرعي، وأمام الالحاح المتواصل للفتاة، تحولت علاقتهما إلى جحيم رأى فيه المتهم خطرا على مستقبله، حيث كان الزواج خارج دائرة مشاريعه الشخصية المستقبلية بحكم وضعه المادي المتأزم، ليفكر في التخلص منها، ليعمد في إحدى ليالي سنة 2009 على دعوتها إلى بيته بعد أن دبر كل ظروف ارتكاب "جريمته. الجاني، ومع سبق إصرار وترصد، أزهق روح "حبيبته" ووضع جثتها داخل كيس بلاستيكي من الحجم الكبير، بمساعدة شقيقه، وبعد ذلك عمد لحفر مثوَى لها أمام منزله، فقام بدفن الجثة وسطها لإخفاء معالم جريمته.