أصدر المغربُ وفرنسا إعلانا مشتركًا، اليوم بالرباط، في مستهل الزيارة التي يجريها وزارة الخارجيَّة الفرنسي، لوران فابيُوس، إلى المملكة؛ جرى التأكيدُ فيه على طيِّ صفحة الخلاف، وما وصفَ ب"الحوادث المؤسفة، إبان الأشهر الأخيرة، التي ذابَ جليدُها الشهر الماضِي، غداة لقاء جمع الملك المغربي محمد السَّادس بالرئيس الفرنسي، فرانسوَا هولاند، في بارِيس. الإعلان المشترك أورد أنَّ المغرب وفرنسا قررا في اليوم الذِي تلا لقاءَ وزيري العدل في البلدين، أنْ يتجاوزَا ما حصل، وأنْ يقويَا تعاونهما في المجال الأمني، فيما دعا كلٌّ من فابيُوس ومزوار إلى التعجيل بالمصادقة على البروتوكول الإضافي للتعاون القضائي الثنائي في المجال الجنائي الموقع في السَّادس من فبراير المنصرم. وبحسب الوثيقة ذاتها، فإنَّ اجتماعًا على مستوًى عال بين المغرب وفرنسا، سينعقدُ في يونيُو القادم، لأجل تحديد خارطة طريق مشتركة للعمل في السنتين المقبلتين ولأجل إطلاق سلسلة من المشاريع، على أنْ تسبق ذلك زيارة لرئيس الوزراء الفرنسي، مانويل فالسْ، في العاشر منْ أبريل القادم. وأكد البلدان في الإعلان، عزمهما على تقوية الشراكة الاقتصادية، حيث ستواصل ما تمَّ بدؤه في مجال النقل، على غرار ما جرى في "ترمواي الرباط والدار البيضاء، إضافة إلى تطوير الطاقات المتجددة في المملكة، والمدن المستديمة من قبل زناتة والمدينة الجديدة "الشرافات"، كما سيواصلان تعاونهما في مجال السياحَة. وفي ما يتعلق بقضيَّة الصحراء، فجددت فرنسا دعمها للجهود الجارية تحت مظلة الأممالمتحدة، من أجل الوصُول إلى حلٍّ سياسي، مرحبًا باستئناف المفاوضات، بعد التوضيحات التي تم تقديمها في مكالمة بين ملك المغرب وبان كي مون. ووصفت الخارجيَّة الفرنسية مقترح الحكم الذاتِي بأرضيَّة جادَّة وذات مصداقيَّة لبلوغ حلٍّ متفاوض بشأنه، وفق مقتضيات مجلس الأمن الدولِي. صلةً بالإرهاب، أكد البلدان التزامهما بمحاربة كافَّة أشكال التطرف، وببثِّ قيم التسامح والانفتاح. حيثُ عبَّر وزيرُ الخارجيَّة الفرنسيِّ، عن دعم بلاده للمغرب في محاربة الإرهاب، وفق مقاربة تقومُ على جوانب متعددة تتراوحُ بين الأمن والتنمية والرُّوحَاني، في الوقت الذِي أعرب مزوار عنْ دعم المملكة لفرنسا، إزاء ما طال باريس من هجمات إرهابية في السابع من يناير الفائت. في المنحى ذاته، يوردُ الإعلان أنَّ باريسوالرباط عازمتان على تكثيف محاربتهما للراديكاليَّة، وتفكيك الخلايا الإرهابيَّة، زيادة على مكافحة ظاهرة المقاتلِين الأجانب، مبديتين قلقهما حيال انزلاق الوضع في منطقة الساحِل والصحراء، مع غدانة الهجمات الإرهابيَّة التي ضربتْ مالِي. وفي الشأن الليبِي، أكد الوزيران استعجاليَّة إيجاد حلٍّ سياسي في نطاق الحوار الذِي أطلقته الأممالمتحدة، مبديين دعمهما للأمين العام للأمم المتحدة في الملف، فيما أشادت فرنسا بالبادرة المغربيَّة لرعاية حوار بين فرقاء الأزمة بالصخيرات، في الخامس من مارس الجارِي. على صعيدٍ آخر، يراهن المغرب وفرنسا، بحسب الإعلان، على تقوية تعاونهما إفريقيًّا من خلال شراكات جديدة في القارة، سواء على المستوى الاقتصادِي أوْ في مجال البحث العلمِي والأمن الغذائي، مع اعتبار الفرنكفويَّة "فضاءً للتضامن والفرص". في غضون ذلك، يقبلُ البلدان، وفق الإعلان، على استثمار ترؤسهما المشترك لمجموعة خمسة زائد خمسة، للدفع بالتعاون المتوسطِي، كما سيقويان تعاونهما في قضايا المناخ، والشؤون الثقافية، حيث يحضر فابيُوس إلى المغرب لإطلاق الموسم الثقافي المغربي الفرنسي، لعام 2015.