هل سينجح وزير الخارجية الفرنسي رولان فابيوس في إعادة الدفء للعلاقات المغربية -الفرنسية؟ هذا السؤال أصبح مطروحا بإلحاح بعد أن أعلن وزير الخارجية الفرنسي الخميس الماضي عن نيته في القيام بزيارة في وقت قريب إلى الرباط ، من أجل إعادة التعاون القضائي والأمني بين الجانبين إلى حالته الطبيعية في ظل التهديدات الإرهابية التي خلفت 17 ضحية بباريس وقد أشارت العديد من الشخصيات الفرنسية إلى خطورة غياب التعاون الأمني بين الرباطوباريس, وهو ما أشار إليه وزير الداخلية السابق شارل باسكوا في تصريح بجريدة لوفيغارو الفرنسية,ونفس الملاحظة قام بها الرئيس الفرنسي السابق ورئيس حزب الاتحاد من اجل حركة شعبية المعارض, يوم 12 يناير الماضي على اذاعة «ارتي ال», بعد الأحداث التي عرفتها فرنسا، حيث لم يتردد، رغم حالة الإجماع التي تعرفها فرنسا، إلى الإشارة إلى غياب هذا التعاون مع بلدان صديقة مثل المغرب وما لها من انعكاسات خطيرة. وزير الخارجية لوران فابيوس قال أمام مجلس الشيوخ الفرنسي الخميس الماضي «أنوي الذهاب شخصيا وقريبا إلى هذا البلد، الذي أكرر القول عنه أنه صديق لفرنسا»، مضيفا أن البلدين «يتقدمان» في مباحثاتهما «لإيجاد حلول» للأزمة، مشددا على أن هناك «ضرورة ملحة» لإعادة التعاون القضائي المجمد منذ فبراير الماضي الى طبيعته. وهذه هي المرة الأولى منذ بداية الأزمة الدبلوماسية بين الطرفين التي يعلن فيها رئيس الديبلوماسية الفرنسية فابيوس عن زيارة مرتقبة للمغرب، وذلك بعد لقاء جمعه الأحد الماضي رأسا لرأس بصلاح الدين مزوار وزير الخارجية المغربي في باريس, على هامش مسيرة التضامن مع «شارلي ايبدو» والتنديد بالإرهاب. ويبدو أن تسارع السياق الدولي والتهديدات الإرهابية الأخيرة هي التي سرعت بإعلان هذه الزيارة وإبراز إرادة أقوى لإخراج علاقات الجانبين من أزمتها. وهو ما يعكس حيوية التعاون الأمني والقضائي بين الطرفين، في الوقت الذي تزداد فيه التهديدات الإرهابية خطورة بفعل استمرار بؤر التوتر بالشرق الأوسط واستقطاب شباب المنطقة للمشاركة في هذه الحرب، والنتائج الوخيمة لعودتهم إلى بلدانهم. هذه الأزمة التي تمت في هدوء ولم ينتبه لها احد، قبل أن تخرج إلى العلن من خلال تصريحات مسؤولين بارزين بالرباط وعلى رأسهم وزير الخارجية ، والتي عكستها ايضا بعض تصريحات مسؤولين فرنسيين في المعارضة, في حين اكتفت الخارجية الفرنسية بالترديد أن العلاقات عادية قبل تصريح رولان فابيوس امام مجلس الشيوخ, واعلان نية زيارته للمغرب من اجل إعادة الدفء إلى هذه العلاقات. و نشطت في الأسابيع الأخيرة الديبلوماسية الموازية,خاصة من طرف البرلمان ومجلس الشيوخ الفرنسيين، من خلال جمعيات الصداقة بين البلدين, حيث قام العديد من اعضائه بزيارات الى المغرب،حيث تم استقبالهم من طرف نظرائهم بالبرلمان المغربي ومن طرف الحكومة, بمن فيهم رئيس الحكومة عبد الاله بنكيران. ورغم إلحاحنا عليهم، فأغلبهم تجنب القيام بتصريحات رسمية او حوارات في انتظار نتائج الديبلوماسية الموازية.والتي سوف تتوج بزيارة قريبة لوزير الخارجية الفرنسي. أزمة حادة بين باريسوالرباط بسبب قضايا الأمن وحماية المسؤولين،الصحراء ،الساحل والجزائر وكانت لهذه الأزمة آثار واضحة ومستمرة في الزمن، حيث أن التعليق الكامل للعمل باتفاقيات التعاون القضائي لمدة سنة تقريبا، جمد على المستوى المدني ملفات عشرات الآلاف من الفرنسيين والمغاربة في البلدين، اضافة الى الملفات الجنائية المرتبطة بالسجناء الذين خاضوا إضرابات عن الطعام احتجاجا على تأخر النظر في نقلهم إلى فرنسا. أما التعاون الأمني الذي يعد حاسما بين البلدين، فقد طاله الجمود بدوره حسب قنوات غير رسمية من الجانبين، وذلك في وقت يعتبر فيه المغرب وفرنسا من البلدان المصدرة لمئات, بل آلاف من المواطنين الى مناطق التوتر والصراع، خاصة الملتحقين للقتال بتنظيم داعش. وتعددت أسباب هذه الأزمة منذ بداية 2014، بين تقديم شكاوى قضائية في فرنسا ضد مسؤولين مغاربة كبار، ومحاولة الشرطة الفرنسية استدعاءهم للمثول أمام القضاء، اضافة الى التقارب الفرنسي الجزائري. وفي مقابلة أجرتها مؤخرا أسبوعية «جون أفريك» الدولية ، قال وزير الخارجية والتعاون المغربي صلاح الدين مزوار أن الثقة بين الطرفين تعرضت ل»الاهتزاز» معبرا عن أسفه لغياب «الإرادة السياسية» لدى باريس لإعادة العلاقة إلى «مسارها الصحيح». وبالنسبة للوزير المغربي «لنكن واضحين: شعورنا تجاه الشريك الفرنسي أنه لا توجد إرادة سياسية حقيقية لوضع حد للتضليل المعادي للمغرب، والصادر عن جهات معروفة بعدائها للمملكة»، مضيفا أن «هذا يعكس عدم وجود التزام وتصميم». من ناحية ثانية قال مزوار إن «وقت الوصاية» الفرنسية على المغرب قد ولى، موجها الانتقاد لدور باريس في منطقة الساحل والصحراء. وهذا التصريح هو انتقاد واضح لسياسة الخارجية الفرنسية في منطقة الساحل والصحراء، والتي تم فيها تغييب التعاون مع المغرب وتفضيل الجزائر التي لها حدود كبيرة بالمنطقة. في حين ان المغرب من البلدان التي تركز اهتمامها على المنطقة نظرا للمخاطر الارهابية وتورط بعض اعضاء البوليزاريو الانفصالية في الارهاب والجريمة بهذه المنطقة. والتي يهتم بها المغرب عن قرب, سواء من الجانب الامني و الإستخباراتي, أو من الجانب الروحي, وذلك من خلال تقديم خبرته الكبيرة في هذا المجال من خلال تكوين الأئمة والتي تستفيد منه مالي وعدد من الدول الافريقية جنوب الصحراء. وقد لاحظ الجميع حدة تصريحات وزير الخارجية المغربي, وهي حدة كانت غائبة في العلاقة الديبلوماسية بين البلدين، خاصة قوله إن عهد الوصاية قد ولى، هذه الحدة التي كانت تستعملها أكثر الجارة الجزائر في علاقتها مع باريس. ورغم ان مزوار كان حاضرا الأحد في قصر الإليزيه رفقة العديد من القادة والمسؤولين من جميع أنحاء العالم، للمشاركة في مسيرة باريس التضامنية مع فرنسا المفجوعة بسبب الهجمة الإرهابية على صحيفة»شارلي ايبدو» الساخرة، إلا أنه انسحب ولم يشارك في التظاهرة. ورفض الوفد المغربي الانضمام إلى هذه المسيرة في العاصمة الفرنسية احتجاجا على «الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي»، والتي أعلن المشاركون حملها خلال التظاهرة من باب التضامن وتكريم ضحايا «شارلي ايبدو». من جانبها التزمت باريس الصمت حتى اليوم، حيث اكتفت وزارة الخارجية الفرنسية منذ قرابة السنة بتكرار هذا الكلام حول «رغبتها في استئناف المسار الطبيعي للتعاون، في مناخ تسوده الثقة والاحترام المتبادل الذي يميز الصداقة الفرنسية-المغربية»، لكن في الواقع هناك «برود كبير» في العلاقة لا يزال قائما وفق مصدر فرنسي. وفي محاولة لتحليل طبيعة العلاقة بين باريسوالرباط، قال بيير فيرميرن المختص في التاريخ المغاربي, إن «العلاقة بين الطرفين تعرف تراجعا، ففرنسا خلال 20 سنة الماضية كان لها اهتمام خاص جدا بالمغرب، وهو الأمر الذي لم يعد قائما اليوم». واندلعت الأزمة بين البلدين في 20 فبراير 2014 عندما حاولت الشرطة الفرنسية مداهمة مقر إقامة السفير المغربي في باريس، لتخطر عبد اللطيف الحموشي، مدير المخابرات المغربية الذي كان في زيارة رسمية، بضرورة الحضور الى جلسة استماع أمام محكمة فرنسية، ليجيب عن اتهامات بالتعذيب في حق مغاربة. وتصاعدت حدة التوتر بين الرباطوباريس أكثر بتقديم شكاوى جديدة ضد مسؤولين مغاربة أمام القضاء الفرنسي، اضافة إلى سلسلة من الحوادث الديبلوماسية ومن بينها التفتيش الدقيق وغير المتوقع الذي خضع له وزير خارجية المغرب في مطار رواسي في باريس شهر مارس الماضي، اضافة الى سخرية مسؤول دبلوماسي فرنسي من المغرب حول قضية الصحراء ، التي يعتبرها المغرب من المقدسات التي لا يمكن المس بها. وبالرغم من استمرار باريس في دعم الرباط بشأن مسألة وحدته الترابية في الأممالمتحدة، إلا أن الرباط ما زالت تنظر الى التقارب الفرنسي-الجزائري، منذ وصول الاشتراكي فرنسوا هولاند إلى الرئاسة الفرنسية، بعين الريبة والحذر, الذي يميزالعلاقات بين البلدين خصوصا بعد وصول اليسار الى الحكم, خاصة في عهد الراحلين فرنسوا ميتران والملك الحسن الثاني, حيث وصلت العلاقات حد القطيعة. في الأسبوع الماضي. لكن هذه العلاقة لم تعرف نفس الوضع في عهد الوزير الأول ليونيل جوسبان الذي دعمت حكومته بشكل كبير تجربة حكومة التناوب, بل دورها كان حاسما حتى في إقناعهم دخول هذه التجربة. كما أن فرنسا في هذه الفترة حولت جزءا كبيرا من ديونها على المغرب الى استثمارات. عند وصول فرنسوا هولاند الى السلطة , بدأت العلاقة بشكل جيد, حيث كان الملك محمد السادس أول رئيس دولة يتم استقباله بالاليزيه، وتلا ذلك زيارة فرنسوا هولاند الى المغرب, لتؤكد التعاون العميق بين البلدين. لكن سلسلة الأزمات بدأت منذ فبراير 2014 بعد تقديم استدعاء الى عبد اللطيف الحموشي مسؤول الاستخبارات الداخلية الذي كان في زيارة رسمية لباريس.وما تلا ذلك من حوادث طوال السنة. فشل محاولة تجاوز الأزمة أثناء افتتاح معرض المغرب المعاصر, بمعهد العالم العربي بباريس الرئيس الفرنسي اختار أن يفتتح هذا الحدث المغربي بباريس بنفسه, تعبيرا منه عن العلاقات الخاصة التي تجمع بلده بالمغرب، وخلال كلمته التي ألقاها أمام الحضور من ديبلوماسيين مغاربة وفرنسيين وأجانب وفنانين من البلدين ، أكد على متانة العلاقة بين البلدين وعن علاقاته الخاصة مع جلالة الملك، والذي كان أول رئيس دولة تم استقباله أثناء تحمله المسؤولية الرئاسية, وأشار للبعد الإنساني في العلاقات بين البلدين وأهمية الجالية المغربية المقيمة بفرنسا، والفرنسية المقيمة بالمغرب, بالإضافة الى العدد المهم للطلبة المغاربة بفرنسا باعتبارهم أول جالية اجنبية للطلبة. الرئيس الفرنسي، في حديثه عن هذه العلاقات الخاصة التي تجمع رئيسي البلدين والشعبين, ذكر بدور الجنود المغاربة في الحربين الاولى والثانية وعن امتنان فرنسا واعترافها بهذا الدور الذي قام به هؤلاء الجنود. والتركيز على هذه الجوانب الخاصة والإنسانية التي تجمع البلدين، أراد من خلاله الرئيس الفرنسي ومن خلال تنقله شخصيا الى هذا المعرض، الإشارة للعلاقات الخاصة والمتميزة بين البلدين رغم بعض الصعوبات التي اجتازتها في الشهور الأخيرة. وفي نفس الاتجاه قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أن حضور الأميرة للا مريم حفل تدشين هذا المعرض يعكس روابط الصداقة القائمة بين المغرب وفرنسا، مشيدا في هذا الصدد، بمبادرات الملك محمد السادس الرامية الى النهوض بحقل الفنون والثقافة. وقال حول العلاقة بين البلدين ،أريد ان يستمر البلدان في هذه العلاقات المتميزة، أريد ان نتجاوز الصعوبات التي يكمن ان تبرز احيانا،نحن نحتاج لبعضنا البعض :المغرب لفرنسا وفرنسا للمغرب ،وسوف احرص شخصيا على اعطائها دفعة جديدة إذا كان الأمر ضروريا. وقال إن هذا المعرض فريد من حيث حجمه حيث تم تخصيص كافة فضاءات المعهد للمغرب، مشيرا الى أن هذه الفرادة تتجلى أيضا في موضوع التظاهرة المتمثل في إبراز مختلف أوجه وجوانب الابداع المغربي، معتبرا أن باريس تعيش عبر هذه التظاهرات ، وتلك المنظمة بموازاتها ، خريفا بألوان مغربية . وفي كلمته حول العلاقات المغربية الفرنسية, دعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند مواطنيه الى الاستمرار في زيارة المغرب, حيث يتوافد كل سنة مليونا فرنسي لزيارة المغرب. الأزمة المغربية - الفرنسية بعيون فرنسية بيير فيرميرن الذي يعرف العلاقة بين البلدين وسبق له الاشتغال بالمغرب, قال معلقا على هذا الحدث لسيسيل فوياتر إنه «علاوة على أن ذلك التصرف يمثل «طريقة سيئة في التعامل مع مسؤول مغربي رفيع المستوى ، فقد كشف إنزال الشرطة الفرنسية أمام مقر اقامة السفير المغربي في باريس، أن الحماية التي كان يتمتع بهاالمغرب يمكن أن تختفي».وهذا سلوك لم تفهمه الرباط, خاصة انه صادر من البلد الذي من المفترض انه صديق وتربطه علاقات وطيدة خاصة على المستوى الأمني. ووفق فيرميرن فقد «حاول فرنسوا هولاند إعادة التوازن إلى العلاقة مع الجزائر، لكن المغاربة أولوا الأمر بشكل سيء للغاية، فبالنسبة لهم، فرنسا تقف اليوم إلى جانب الجزائر». بالاضافة الى تصريحات فيرميرن, فقد حاولنا طرح هذه التساؤلات على العديد من المسؤولين الفرنسيين, خاصة جاك لونغ الذي يعتبر الاشتراكي الفرنسي الاكثر قربا من الرباط والذي نظم تظاهرة» المغرب المعاصر» والتي كادت ان تعصف بها هذه الأزمة لولا مثابرة وصبر وزير الثقافة الفرنسي السابق وعلاقاته الواسعة بالمغرب. وقد طرحنا عليه السؤال حول هذه العلاقة والمشاكل التي تعرفها، وبعد تردد قال «إنه لم تعد له مسؤوليات ومعرفة بهذا الملف- وهي طريقة ديبلوماسية لتجنب الدخول في هذا النفق المظلم الذي عاشته العلاقات بين البلدين- العلاقات بين المغرب وفرنسا هي علاقات استثنائية ومتميزة، المشكل الديبلوماسي الذي مس هذه العلاقات ,اتمنى ان يتم حله في إطار الصداقة بين البلدين ولا يمكنه ان يمس بعلاقات الصداقة العميقة بين البلدين والشعبين. الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند له احترام وتقدير لجلالة الملك محمد السادس واعتقد أن هذا الشعور متبادل، وأنا أتوجه نحو المستقبل. إذا كانت هناك مشاكل يجب حلها, لا بد من القيام بذلك. ولن أتدخل في ذلك لأنني لست مكلفا بالعلاقات الديبلوماسية بين البلدين لكن إذا أمكنني القيام بشيء, سوف اقوم به لصالح البلدين. وإنى اعتقد في عمق الروابط التي تجمع البلدين, والمغرب هو بلد محبوب لفرنسا, بل هناك عشق للمغرب بفرنسا وكذلك فرنسا في قلوب المغاربة هي محبوبة ومحترمة، ولا اعتقد ان هناك عائقا سوف يحول دون تجاوز ذلك. بالإضافة إلى أنني اتحدث عن موضوع لا اعرفه جيدا.ولم اضطلع عليه إلا من خلال الصحافة. لكنني اعتقد في صداقتنا العميقة والدائمة.» باسكال بونيفاس المختص بالعلاقات الدولية والعالم العربي, وجهت له هو الآخر الاتحاد الاشتراكي سؤالا في هذا المجال «هناك اليوم سوء تفاهم و له نتائج سلبية على التعاون بين البلدين،واصبح من المستعجل جدا أن تتوقف هذه الازمة. وهذه الأزمة, حسب الباحث الفرنسي, جاءت بعد عدة أحداث لم يتقبلها الطرف المغربي والتي ربما تم اعطاؤها حجما كبير اكثر مما هي عليه بالمغرب، وان هناك الكثير من العاطفة في ذلك ولا بد ان ينتصر العقل في هذه الواقعة. طبعا العديد من المسؤولين الذين حاولنا الاتصال بهم تجنبوا الإجابة عن أسئلتنا, إما لتعقد العلاقات المغربية- الفرنسية، أم بسبب عدم فهم اغلبهم للتراكمات التي حولت هذه العلاقة من علاقة عميقة واستثنائية, كما يحلو لمسؤولي البلدين ترديد ذلك، الى علاقة سوء الفهم والتجاهل بين الطرفين, مما اثر على التعاون, خاصة في المجال الأمني والقضائي.