"أسعد طه"نموذجا تعتبر البرامج التلفزيونية حدثا بارزا في حياة الناس، لأن هذه البرامج تحتفظ بها الذاكرة، فالحديث عن البرامج التلفزيونية هو حديث يقاس بجودتها ومدى شعبيتها. فهناك برامج تمر عليك مرور الكرام وهناك برامج تبقى في الذاكرة حتى لو مضى عليها زمن طويل، فقيمها تكمن في المكانة التي تحتلها في قلوب الملايين من المشاهدين في العالم بشكل عام ، وفي الوطن العربي بشكل خاص.ومن بين أهم هذه البرامج التلفزيونية التي احتفظت بها الذاكرة على سبيل المثال: برنامج "نقطة ساخنة"وبرنامج"يحكى أن" والبرنامج الجديد "الرحلة" للإعلامي المصري الكبير أسعد طه. قبل الحديث عن البرامج، ينبغي الحديث أولا عن هذا الإعلامي الكبير، هذا الذي ملأ الدنيا وشغل الناس ببرامجه الرائعة، بعد أن سطع نجمه من خلال أدائه الرائع، وصوته الساحر الذي يكسر الصمت، ويخلق شيئا اسمه التشويق، صوت يجعلك تعيش الأحداث وكأنها وقائع. حيث تفاعل الجمهور العربي مع برامجه منذ الوهلة الأولى ،من خلال ظهوره لأول مرّة في برنامج "نقطة ساخنة" الذي كان عنوانه يدل على مدلوله، حيث تناول بقاع التوتر في العالم، بشكل دقيق يستمتع به المتلقي وهو يتفاعل مع الأحداث.غاب أسعد طه مدة من الزمن، ليعود من جديد ببرنامج جديد تحت عنوان "يحكى أن"، هذا البرنامج سيبقى صداه إلى يومنا هذا، بصوته العذب وطريقة المتفردة في الحكي التي فاقت توقعات الجماهير، فما أن تبدأ الحكاية حتى تدخل إلى عوالم الزمن القديم. هنا تكمن قوة الأستاذ أسعد طه في إرجاعك إلى العالم القديم عالم الحكايات.. إنه عالم ألف ليلة وليلة. برنامج" يحكى أن" مكان تلتقي فيه العجائب والغرائب، الحقيقة والخيال، وكل شيء يقوله أسعد تعيشه وكأنه حقيقة . مر على البرنامج عقد من الزمن لكن صداه لا زال حاضرا في أذهان العديد من المشاهدين، حظيت بشرف أن أكون رفقة أصدقائي مطالبين بإرجاعه من جديد، فكانت استجابة الأستاذ أسعد سريعة بإعادة برنامج "يحكى أن" على شكل حلقات مكتوبة. ولعل أبرز حلقة هي حكاية "فاطيمة" التي تركت في نفسي ذكرى مؤثرة. سنوات مرت، وغياب طويل للأستاذ أسعد طه؟ الكل يترقب عودته، الى أن عاد الأستاذ من جديد بوجه جديد وبرنامج جديد تحت عنوان" الرحلة" حيث تبدأ مسافة ألف ميل بخطوة. كهذا بدأ رحلته التي أعادت من جديد سحر الشرق الأوربي، وبالضبط من سراييفو.في أول حلقة له في برنامجه الجديد "الرحلة" يبدأ بهذه الكلمات الجميلة : " كل ذكرى رحلة والرحلة حكاية، وشرط الحكاية الدهشة والحكمة هي ما يبقى من الحكاية". بهذه الكلمات يعيد أسعد طه الأمل إلى جمهوره الكبير، الذين أعجبوا بأدائه الرائع، والذي سوف يتوجه فارسا للإعلام العربي.