بثت قناة الجزيرة القطرية أول أمس الخميس حلقة جديدة من البرنامج الشهير «نقطة ساخنة» الذي يعده وينتجه للقناة الصحفي المصري أسعد طه، الحلقة جاءت بعنوان «ربيع المغرب» كان من المفروض بثها قبل أسبوع، لكن تزامن موعد البث مع التغطية المباشرة لأشغال مؤتمر أصدقاء سوريا في تونس، اضطر القناة إلى تأجيل البث أسبوعا، وهذه الواقعة زادت من اهتمام المشاهدين بالحلقة، بل قدم البعض تفسيرات متسرعة عندما لم تتمكن القناة من بث الحلقة في موعدها، فبين قائل إن الجزيرة خضعت لضغوط مغربية لعدم بثها، وبين من اعتبر توقيت الحلقة غير مناسب في وقت تسعى فيه القناة إلى العودة مجددا إلى الرباط وهو ما كان موضوع لقاء بين وزير الإتصال المغربي ومسؤولين في القناة. أسعد طه وفي نفس يوم تأجيل البث خرج في صفحته على الفيسبوك ليقطع الشك باليقين ويقدم للجمهور موعدا جديدا لبث الحلقة وتأكد للجميع أن الحلقة ستبث كما كان مبرمجا، وأنه ليس هناك لا ضغوط ولا هم يحزنون..هنا يجب التنبيه أن طاقم شركة أسعد طه لم يسمح له بالتصوير خارج الرباط والدارالبيضاء ومنع ببلاده من قبل السلطات المغربية من الإنتقال إلى طنجة للتصوير، وهذا المنع سيظهر أثره على البرنامج ككل ، حيث جاء مفتقدا للتوازن بين الآراء وحمل شحنة كبيرة من العداء للنظام ، بل والأخطر من ذلك هو العبارات التهديدية والتحريضية التي أنها بها أسعد طه البرنامج بشكل فاجأ جمهور المشاهدين ، فخلاصة أسعد طه جاءت مباشرة وتعبر عن موقف سياسي بعيدا عن الجانب المهني الذي يفترض أن يتحلى به صحفي مهني محنك مثل أسعد طه. شارك في الحلقة طيف من السياسيبن المغاربة منهم من قدم نفسه بصورة واضحة ومنهم من اختار كعادته الإختفاء وراء ألقاب وظيفية ، حيث شارك عادل إبن حمزة، وعبد الإله بنكيران رئيس الحكومة، ومحمد الفيزازي أحد شيوخ السلفية المفرج عنهم، وصلاح الوديع،ومنار السليمي، وأبوبكر الجامعي، وأحمد عصيد، وأمينة بوعياش ومحمد الساسي إضافة إلى مجموعة من شباب حركة 20 فبراير يمثلون طنجة اضطروا إلى التنقل إلى الرباط بسبب منع طاقم البرنامج من التصوير في طنجة...للوهلة الأولى يبدو أن أسعد طه نجح في إختيار تركيبة تمثل مختلف وجهات النظر الموجودة على الساحة المغربية، إضافة إلى ذلك فإن التسجيل كان انفرادا من خلال الإجابة عن سلسلة من الأسئلة هي نفسها تم توجيهها للجميع وتتمحور حول الربيع «العربي» وأثره في المغرب، وطبيعة الحراك المغربي، وكيف تفاعل الملك مع مطالب الإصلاح، الإصلاح الدستوري هل يعتبر كافيا ويجيب على الإنتظارت والمطالب، هل هناك خصوصية مغربية في تدبير الإصلاح، إنتخابات 25 نونبر ونتائجها، وصول إلى الإسلاميين إلى الحكومة ثم ماهي آفاق المستقبل ، كانت هذه جملة من المحاور التي إحتفظت بها الذاكرة من لقاء جلسة التصوير في قلب العاصمة الرباط. المونتاج الذي قام به أسعد طه شوه فكرة البرنامج بكاملها وأصاب مهنية الزميل إصابات بليغة ، حيث جاءت الحلقة متميزة بنفس تحريضي وتنتصر لوجهة نظر واحدة، وقد تجلى ذاك بوضوح من خلال الحيز الزمني الذي خصص لكل ضيف على حدة، وظهر أن وجهة نظر معينة كان يراد لها أن تبرز أكثر، وأن صوت الإعتدال كان إستدعائه أصلا و فقط لإزالة العتب، وتحول ثلثي الحلقة إلى دعاية لحركات سياسية وأفراد معينين لا أكثر ولا أقل. لقد كان حضوري وحضور كل من عبد الإله بنكيران وصلاح الوديع وأمينة بوعياش ومحمد الفيزازي، من باب أن أسعد طه إستمع للجميع وهو فعلا إستمع للجميع، لكنه أراد للجمهور أن يستمع للبعض فقط في تمثل للدرجة الصفر من المهنية والحياد وشعار الرأي والرأي الآخر، في وقت تسعى فيه قناة الجزيرة إلى إستئنا